ذكاء اصطناعي

خطأ تقني يصيب إنستغرام: موجة عنف ودماء تجتاح تبويب Reels

فريق العمل
فريق العمل

4 د

تعرّض مستخدمون لسلسلة متواصلة من مقاطع العنف في تبويب Reels.

اعترفت ميتا بوجود خطأ تقني وقدّمت اعتذارها للمستخدمين.

تؤكد هذه الحادثة ضرورة إعادة النظر في آليات الرقابة والحد من الأخطاء الخوارزمية مستقبلاً.

في الأيام الأخيرة، فوجئ بعض مستخدمي إنستغرام بظهور عدد هائل من المقاطع المرعبة في تبويب Reels، متضمّنةً حوادث سير قاتلة، اعتداءات على حيوانات بريئة، ومشاهد عنيفة تخطف الأنفاس. بدا الأمر في البداية وكأنه خلل عابر أو نتيجة لمتابعة بعض الأخبار المثيرة، لكنه اتضح أنه خطأ تقني أقرت به شركة ميتا (الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام). هذا الخلل تسبّب في تدفقٍ غير مسبوق لمشاهد العنف لدى بعض المستخدمين، ودفع الشركة إلى تقديم اعتذار علني عن التجربة غير المتوقعة.


كيف بدأ الأمر؟

روى أحد مستخدمي إنستغرام – وهو شخص معروف بنشر مقاطع متعلقة بركوب الدراجات والكلاب حصراً – لموقع 404 Media أنه استيقظ ليجد خوارزمية Reels تعرض نحو 70 مقطعاً لجرائم قتل، وأكثر من 100 حادث مأساوي، بالإضافة إلى ما يربو على 115 مقطعاً آخر ينطوي على عنف شديد. وأكد أن المشاهد تضمنت مَن تلتهمه سمكة قرش، وحوادث اصطدام قاتلة، ومقاطع إطلاق نار مروّعة. وأشار المستخدم نفسه إلى أنه معتاد على أجواء الحماس في قيادة الدراجات الجبلية، لكنه لم يكن مستعداً لأحداث بهذا القدر من الوحشية. (المصدر: 404 Media)


توثيق التجربة المُرّة

قام صحفي بتصفح حسابه لمدة 15 دقيقة للتحقق من الشكوى. وخلال تلك الفترة، ظهر عدد محدود من الفيديوهات اللطيفة – بما فيها مقاطع للكلاب والدراجات – بينما غلب على الأغلبية تنبيه “محتوى حساس”. وعند إزاحة هذا التنبيه، ظهرت مشاهد صادمة تضمنت:

  • فيلاً يدوس رجلاً بوحشية وسط تهليل بعض الحاضرين.
  • رجلاً يهاجم خنزيراً بمفتاح ربط في مشهد قاسٍ يصعب تحمّله.
  • رجلاً مصاباً بطلقة في الرأس ضمن مقطع يظهر تفاصيل الإصابة بشكل جارح للمشاعر.
  • امرأة تنتحب وتبكي وهي مستلقية فوق جثمان شخص قُتل لتوّه.
  • مسلّحاً على دراجة نارية يقترب من عابر سبيل ويطلق النار على رأسه مباشرة.
  • كومة جثث في أجواء بدت أقرب إلى ساحة حرب.
  • حادث تحطم طائرة صغيرة أمام حشدٍ من المتفرجين المذعورين.
  • مجموعة تضرب تمساحاً حتى الموت.
  • عدة مقاطع من حساب يحمل اسم “PeopleDeadDaily” يختص بنشر مقاطع الموت.
  • رجلاً يشعل النار في شخص آخر وسط صراخ الحاضرين.
  • مهاجماً يطلق النار على بائع في متجر من مسافة قريبة جداً.

وبحسب المصدر، حصدت بعض هذه المقاطع آلاف الإعجابات ومئات التعليقات، ما يعكس مدى انتشارها قبل تحرّك ميتا.


اعتراف ميتا بالخلل واعتذارها

أقرّت ميتا بأن ما حدث هو “خطأ تقني” في خوارزمية التوصيات الخاصة بتبويب Reels، وقد أعربت عن أسفها لتعرّض المستخدمين لتجربة غير مقصودة. وأكدت الشركة العمل على تصحيح الخلل وإضافة المزيد من الضوابط الكفيلة بمنع تكرار هذه المشكلة. ومع ذلك، لم تقدّم تفاصيل تقنية دقيقة حول كيفية حدوث التسريب المفاجئ لهذا المحتوى العنيف.


نظرة على خوارزميات إنستغرام والتحديات المستمرة

يُعَدّ تبويب Reels من أبرز ميزات إنستغرام حالياً، حيث يمثّل نافذة للمستخدمين لمشاهدة مقاطع فيديو قصيرة بأسلوب تفاعلي. وتعتمد هذه الميزة على خوارزمية متطوّرة لتحليل تفضيلات المشاهدين واقتراح الفيديوهات الملائمة. ورغم قوة هذه التقنيات، لا يزال حجم المحتوى المرفوع باستمرار يشكّل تحدياً رقابياً ضخماً، إذ قد يؤدي أي خلل تقني طفيف إلى انتشار واسع لمقاطع غير لائقة.

وتشير سوابق عديدة إلى أن ميتا واجهت انتقادات متكررة تتعلّق بالتحكّم في المحتوى العنيف أو المسيء على منصاتها. كما كشفت تقارير سابقة عن دعاوى قضائية مرتبطة بابتزاز حسابات مستخدمين، إضافةً إلى اتهامات بحجب روابط منصات منافسة، مما يؤكد وجود دوّامة معقّدة من القضايا الرقابية والحقوقية التي تواجه الشركة. (المصدر: 404 Media)


دروس مستفادة واحتمالات مستقبلية

تُظهر هذه الحادثة هشاشة النظم الخوارزمية التي تعتمد بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي في تصنيف المحتوى واقتراحه للمستخدمين. فرغم ما تتمتّع به من قدرات مذهلة في التعلّم والتحليل، تبقى عرضة للأخطاء التي قد تترك آثاراً نفسية بالغة على من يصادفونها عن غير قصد. ويبدو أن شركات التواصل الاجتماعي ستجد نفسها مضطرة لتكثيف جهود المراقبة البشرية، وتعزيز أدوات الإشراف الإلكتروني، بهدف الحد من احتمالات تكرار مثل هذه الثغرات التقنية.


خاتمة: هل تبقى الثقة قائمة؟

ذو صلة

أظهرت إنستغرام في الأعوام الأخيرة مرونة كبيرة في تبنّي الميزات الجديدة لمنافسة المنصات الصاعدة. لكن ما حدث في Reels يثير تساؤلات جدية حول مصداقية التوصيات الآلية واستعداد المستخدمين لقبولها بلا تمحيص. وعلى الرغم من سرعة اعتذار ميتا، تحتاج المنصات الرقمية كافةً إلى إعادة صياغة آليات الإشراف على المحتوى، والتركيز على ضمان سلامة التجارب الشخصية لدى المشتركين.

قد يؤدي هذا الموقف إلى تشديد الرقابة واتخاذ إجراءات وقائية أكثر صرامة، ما قد يعيد ثقة الجمهور إلى حد ما، ويعزّز فرص التصفح بأمان في مستقبل المنصات الاجتماعية.

ذو صلة