خطة الهروب بدأت: علماء OpenAI يبحثون عن “ملجأ يوم القيامة” خوفًا من لحظة تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر

3 د
كشفت تقارير عن تفكير علماء OpenAI في بناء "ملجأ آمن" تحسبًا للذكاء الاصطناعي العام.
يجسد الذكاء الاصطناعي العام أنظمة قادرة على التفكير والتصرف مثل البشر أو تفوقهم.
رغم تطمينات المدير التنفيذي، هناك مخاوف داخل OpenAI من تطور الخطر مع هذه الأنظمة.
أعرب مدير DeepMind وAnthropic عن قلقهما من تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره.
تفتح هذه المخاوف نقاشًا حول استعدادنا للتعايش مع تقنيات تفوق الذكاء البشري.
في خطوة أثارت كثيراً من الجدل والاهتمام، كشفت تقارير حديثة أن عدداً من العلماء في شركة "OpenAI" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي كانوا يفكرون جدياً في إنشاء "ملجأ آمن" أو ما أسموه "مخبأ يوم القيامة"، تحسباً لوصول الذكاء الاصطناعي العام (AGI) إلى مستوى يتخطى القدرة الذهنية البشرية ويخلق تهديداً للبشرية.
قد يكون مصطلح "الذكاء الاصطناعي العام" غير مألوف للكثيرين، لكنه ببساطة يشير إلى أنظمة ذكاء اصطناعي تستطيع التفكير والتصرف كالبشر تماماً، وأحياناً تتجاوزهم في قدراتها. ووفقاً لعدة خبراء وشركات بحثية متخصصة مثل OpenAI وAnthropic، فإن الإنجاز المرجو - أي وصول هذه التكنولوجيا إلى مستوى الذكاء الاصطناعي العام - قد يتحقق خلال السنوات القليلة القادمة، وربما حتى قبل نهاية العقد الحالي.
ورغم أن الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI "سام ألتمان" حاول طمأنة الرأي العام بقوله إن وجود أنظمة الـ AGI لن يؤدي إلى تغيير كبير فوري يشعر به المجتمع، إلا أن كبير العلماء السابق في الشركة "إليا سوتسكيفر" كان متخوفاً من الأمر بشكل جدي، لدرجة أنه اقترح خلال لقاء جمع باحثي OpenAI صيف 2023 بناء ملجأ خاص يهدف لحماية العلماء الرئيسيين في الشركة من مخاطر محتملة، قائلاً وقتها: "سنقوم بالتأكيد ببناء مخبأ قبل إطلاق الذكاء الاصطناعي العام."
لكن هذه التصريحات لم تكن عابرة أو مجرد مزحة عابرة بين الزملاء، فقد أكدت الكاتبة كارين هاو في كتابها القادم "إمبراطورية الذكاء الاصطناعي: الأحلام والكوابيس في OpenAI لسام ألتمان" أن سوتسكيفر تحدث في مناسبات عديدة عن ضرورة وجود ملجأ من هذا النوع، وأن مجموعة من الباحثين داخل الشركة يشاركونه مخاوفه تجاه التطورات المقبلة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وهذا القلق يمتد أبعد من حدود شركة OpenAI، فالعديد من العلماء والخبراء البارزين عبّروا عن مخاوف مشابهة. فعلى سبيل المثال، أكد رئيس شركة DeepMind التابعة لجوجل، "ديميس هاسابيس"، أن مفهوم الذكاء الاصطناعي العام ومآلات تطوره يقلقه بشدة ويجعل النوم بعيداً عنه في الليل، خاصة مع التحديثات الأخيرة للنماذج التي تعمل عليها شركته. على الجانب الآخر، اعترف "داريو أموداي" مدير شركة Anthropic المتخصصة بالذكاء الاصطناعي بأن الباحثين لا يفهمون بشكل واضح كيف تعمل نماذجهم بشكل كامل، ما يضاعف من المخاوف الأمنية والاجتماعية المحتملة.
وبين هذه التطمينات والنبرات التحذيرية، يبقى السؤال قائماً ومفتوحاً: هل نحن مستعدون حقاً لاستقبال عصر قد نتشارك فيه حياتنا وكوكبنا مع أنظمة ذكاء اصطناعي تفوقت علينا في الذكاء والمعرفة؟ لعل هذه الأحداث تدفعنا للوقوف أكثر على مسؤولياتنا تجاه التنمية المسؤولة والمتوازنة في مجال التقنيات الحديثة، وتفتح الباب أمام نقاش مجتمعي عميق حول مستقبلنا مع هذه التكنولوجيا بكل تحدياتها وفرصها وإمكاناتها.
بالإمكان التعمق في الموضوع أكثر وتوضيح المصطلحات المعقدة بشكل أكبر كاستخدام عبارة "الذكاء الخارق" بدلاً من "الذكاء الاصطناعي العام" أحياناً للتنويع، أو ربط هذه المخاوف بأمثلة واقعية أكثر قرباً من القارئ، لجعل الفكرة أكثر جاذبية وبساطة. في النهاية، تظل مسؤولية فهم تداعيات الثورة المقبلة في الذكاء الاصطناعي مسؤولية مشتركة، ما بين العلماء، والشركات، والمجتمع بأكمله.