خطوة نحو تبسيط الوصول..”OpenAI” تُجرب التسجيل في ChatGPT برقم الهاتف فقط

في خطوة جديدة تهدف إلى تسهيل الوصول إلى منصتها الشهيرة ChatGPT، بدأت شركة OpenAI باختبار ميزة تتيح للمستخدمين الجدد التسجيل باستخدام رقم الهاتف فقط، دون الحاجة إلى بريد إلكتروني. وقد تم رصد هذه الميزة لأول مرة من قبل مهندس البرمجيات تيبور بلاهو، الذي أشار إلى أنها تُعد تغييرًا لافتًا في استراتيجيات الشركة.

الميزة الجديدة، التي تم طرحها في مرحلتها التجريبية حاليًا داخل الولايات المتحدة والهند، تقدم بديلاً مبسطًا لعملية التسجيل، لكنها تأتي مع قيود ملحوظة. على سبيل المثال، لن يتمكن المستخدمون الذين أنشأوا حساباتهم باستخدام رقم الهاتف فقط من الترقية إلى الخطط المدفوعة، مثل ChatGPT Plus أو ChatGPT Pro، ما لم يقوموا بتأكيد حساباتهم عبر البريد الإلكتروني. علاوة على ذلك، فإن خاصية المصادقة الثنائية، التي تعتبر أساسية لتعزيز أمان الحسابات، ليست متاحة دون بريد إلكتروني صالح.

وفي صفحة الأسئلة الشائعة الجديدة التي أطلقتها الشركة، أوضحت OpenAI أن استخدام أرقام هواتف مُعاد تدويرها أو سبق استخدامها قد يؤدي إلى أخطاء تقنية، مؤكدة: "لا يوجد حاليًا حل بديل لهذه المشكلة، وسيحتاج المستخدم إلى التواصل مع فريق الدعم الفني أو انتظار تحديث مستقبلي للنظام، والمتوقع إصداره في عام 2025."

رغم الاهتمام الكبير الذي حظيت به هذه الميزة، أكدت OpenAI أنه لا توجد خطط حالية لتوسيعها لتشمل مناطق أخرى. يبدو أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أوسع لتبسيط عملية التسجيل وزيادة انتشار ChatGPT، خصوصًا في الأسواق الكبيرة مثل الهند والولايات المتحدة، خصوصًا بعد أن أعلنت شركة OpenAI أنها تسعى للتحول إلى شركة ربحية.

هذه الميزة ليست الجهد الوحيد الذي بذلته الشركة مؤخرًا لجذب المزيد من المستخدمين. ففي ديسمبر الماضي، أطلقت OpenAI تجربة مبتكرة تتيح للمستخدمين في الولايات المتحدة التفاعل مع ChatGPT عبر الهاتف مجانًا لمدة تصل إلى 15 دقيقة شهريًا. كما أضافت الشركة المنصة إلى تطبيق واتساب، لكن بقدرات محدودة، حيث يتم تقييد عدد التفاعلات اليومية، مما يعكس رغبة الشركة في استكشاف قنوات جديدة للتواصل مع الجمهور.

رغم النجاح الكبير الذي حققته الشركة مع أكثر من 300 مليون مستخدم أسبوعيًا، تظل OpenAI بعيدة عن تحقيق الربحية. وفقًا لتقارير نشرتها CNBC، توقعت الشركة تحقيق إيرادات بقيمة 3.7 مليار دولار في عام 2024، لكنها تكبدت خسائر بلغت حوالي 5 مليارات دولار في نفس العام، نتيجة للتكاليف الضخمة المرتبطة بتطوير بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي، وتوظيف العاملين، ونفقات أخرى.

وقد دفعت هذه التحديات الشركة إلى التفكير في رفع أسعار خطط الاشتراك المختلفة. وصرّح المدير التنفيذي للشركة، سام ألتمان، أن الشركة تخسر أموالاً على خطتها الأغلى، مما يفتح الباب أمام تغييرات محتملة في نموذج التسعير، بما في ذلك الاعتماد على تسعير قائم على الاستخدام لبعض الخدمات.

بينما تسعى OpenAI إلى تبسيط عملية التسجيل وجذب المزيد من المستخدمين من خلال مبادرات مثل التسجيل برقم الهاتف، فإنها تواجه تحديات كبيرة لتحقيق التوازن بين جذب المستخدمين الجدد وتعزيز إيراداتها. تظل هذه الخطوة علامة فارقة في طريقة تعامل الشركة مع جمهورها، لكنها قد تحتاج إلى التفكير بعناية في كيفية تحقيق استدامة مالية دون التأثير على تجربة المستخدمين.