صورة “Darth Trump” تثير السخرية في يوم “Star Wars”: سيف أحمر، عضلات هالك، ونسور بدون أقدام!

4 د
نشر البيت الأبيض صورة لترامب بشخصية “دارث فيدر” حاملاً سيفًا ضوئيًا أحمر، في تناقض مع رمزية الفيلم.
أظهرت الصورة تناقضات غير منطقية، مثل سيفين ضوئيين، جسم مبالغ بعضلاته، وحزام مزدوج غريب.
أثار وجود نسرين ضخمين بلا أقدام تساؤلات عن استخدام رموز وطنية بشكل هزلي وغير مفهوم.
احتوت التغريدة الرسمية على خطأ لغوي ("to to")، مما أشار إلى ضعف في التحرير أو الاعتماد المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي.
في الرابع من مايو، وبينما يحتفل العالم بعشاق سلسلة "Star Wars"، اختارت إدارة ترامب المشاركة بأسلوبها الخاص—لكن بطابع مثير للجدل، وغير خالٍ من الأخطاء الفادحة.
نشر حساب البيت الأبيض على منصة "إكس" (Twitter سابقاً) صورة معدلة رقمياً للرئيس الأميركي دونالد ترامب، متقمصاً شخصية من عالم “Star Wars” وهو يلوّح بسيف ضوئي أحمر، في إشارة واضحة إلى محاكاة شخصية "دارث فيدر".
لكن الصورة، التي جاءت تحت شعار "May the 4th be with you"، لم تمر مرور الكرام؛ إذ سرعان ما تحولت إلى مادة للسخرية والتحليل على مواقع التواصل، خاصة بعد أن تبين أن الصورة مليئة بالتناقضات والرموز غير المنطقية، والمفارقات السياسية الساخرة.
البيت الأبيض يحيي يوم "Star Wars" برسالة سياسية
الرسالة التي أرفقت مع الصورة بدت وكأنها تمزج بين السخرية والتهديد:
"عيد سعيد في الرابع من مايو للجميع، حتى لأولئك المجانين من اليسار الراديكالي الذين يقاتلون بشراسة لإعادة سادة السيث، والقتلة، وتجار المخدرات، والسجناء الخطرين، وأعضاء عصابة MS-13 إلى مجرتنا. أنتم لستم التمرد، أنتم الإمبراطورية."
— البيت الأبيض، 4 مايو 2025
الرسالة هذه استخدمت مصطلحات من عالم "Star Wars" لتوجيه اتهامات سياسية مباشرة إلى خصوم ترامب من الديمقراطيين، إلا أن رمزية الصورة نفسها ناقضت مضمون الرسالة.
تناقضات فاضحة في رمزية الصورة
نظرة فاحصة على الصورة كشفت عن عدة أخطاء جعلتها محط تندر حتى من قبل غير المتخصصين في عالم "Star Wars":
1. السيف الضوئي الأحمر
في السرد الأصلي للسلسلة، اللون الأحمر للسيف الضوئي مرتبط حصراً بالأشرار—سادة السيث. أما الجيداي، فيستخدمون ألواناً مثل الأزرق أو الأخضر. وبالتالي، جعل ترامب يحمل سيفاً أحمراً يعني، عملياً، تصويره كأحد الأشرار، على الرغم من أن النص المصاحب كان يصف اليسار الراديكالي بـ"الإمبراطورية".
2. سيفان ضوئيان بدلًا من واحد
لا يحمل ترامب سيفًا واحدًا فقط، بل هناك سيف آخر يتدلى من حزامه. في حين أن بعض الشخصيات (مثل دارث مول أو آسوكا تانو) استخدمت سيفين في القتال، فإن الفكرة هنا غير مكتملة. لماذا يحمل ترامب سيفًا احتياطيًا؟ هل يفقد سلاحه باستمرار؟ وهل هذه محاولة فاشلة من فريق البيت الأبيض لمحاكاة أسلوب الأكشن في أفلام الخيال العلمي دون فهم حقيقي للسياق؟
3. الجسد الضخم المشابه لهالك
الصورة أظهرت ترامب بجسد مبالغ في تضخيمه، بعضلات نافرة وصدر منتفخ، أشبه بشخصية "هالك" من عالم مارفل. لكن الفكرة تتعارض مع فلسفة الجيداي أو السيث، حيث القوة الذهنية والتوازن الروحي أهم من القوة الجسدية. هل الصورة تحاول تعويض ما ينقص ترامب في الواقع؟ أم أنها ببساطة نتاج تلاعب ساذج بتقنيات الذكاء الاصطناعي؟
4. رأس ضخم غير متناسق
حجم رأس ترامب في الصورة بدا غير متناسب مع جسده، ما أعطى انطباعًا غريبًا وغير مريح بصريًا. إضافة إلى ذلك، الحزام المزدوج والعالي جعله يبدو أقصر وأكثر بدانة.
5. وجود نسرين ضخمين بلا أقدام
الصورة ضمّت نسرين أمريكيين بحجم بشري، يقفان خلف ترامب، دون ظهور أقدام لهما، ما أعطى انطباعاً بأنهما يطفوان باستخدام "القوة" في تحدٍ لقوانين الجاذبية. هل هما رمزان للوطنيّة؟ أم مجرد عناصر فوضوية أُضيفت لإثارة الانطباع دون منطق واضح؟
6. أخطاء إملائية... في حساب رسمي!
لم يكن الخطأ في الصورة فقط، بل حتى في النص المرفق معها، حيث ظهر تكرار لعبارة "to to" بشكل فاضح. فهل هذا ناتج عن استعجال في النشر؟ أم بسبب اعتماد متزايد على أدوات ذكاء اصطناعي غير مراجَعة، في ظل إدارة تتحدث باستمرار عن "استبدال الموظفين بالحواسيب" كما صرح ترامب مؤخراً؟
تقاطع بين الهزل السياسي والرموز البصرية
يبدو أن البيت الأبيض يحاول استثمار الثقافة الشعبية (كاحتفالية "Star Wars") لتحويلها إلى منصة لبث رسائل سياسية مغلفة بالسخرية، لكن هذه الاستراتيجية تنقلب في كثير من الأحيان إلى مادة تثير الشك في جدية الخطاب الرئاسي نفسه. فبدلاً من تعزيز صورة ترامب كزعيم قوي، انتهى الأمر بصورة "دارث ترامب" إلى موجة من التهكم والتحليل الساخر في وسائل الإعلام.
هل نحن أمام حملة دعائية سيبرانية أم مجرد هفوة؟
من غير الواضح ما إذا كان هذا النشر جزءًا من حملة منظمة ضمن سياق حملة ترامب الانتخابية الثانية، أم مجرد محاولة دعائية عشوائية من فريق غير متمرس. في الحالتين، النتيجة كانت إحراجاً بصريًا ورسالة مشوشة تربك حتى أنصاره.