عقوبات من نوع آخر: بوتين يريد “كتم صوت” Microsoft وZoom

3 د
يؤكد بوتين على "خنق" شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل مايكروسوفت وزووم.
تواجه الشركات الدولية غضبًا في روسيا لمواصلة نشاطها بعد إعلان الانسحاب.
ينتقد بوتين خروج ماكدونالدز من روسيا ويؤكد عدم تسهيل عودتها.
يدعو بوتين للبحث عن بدائل روسية للشركات الغربية لضمان الاستقلالية.
تصريحات بوتين جاءت في ظل توترات مع الغرب ومراقبة السياسات المستقبلية ضرورة.
في خطوة جديدة تعكس تصاعد التوترات بين روسيا والشركات التقنية الغربية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ضرورة "خنق" شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل مايكروسوفت وزووم، مؤكداً أن روسيا يجب أن تعمل على بناء شركات محلية منافسة لهذه المنصات العالمية.
جاءت هذه التصريحات خلال لقاء عقده بوتين مع عدد من قادة الشركات الروسية لمناقشة واقع الاقتصاد المحلي وتأثير العقوبات الغربية عليه. وأعرب بعض رجال الأعمال الروس خلال الاجتماع عن غضبهم من استمرار نشاط الشركات الدولية في روسيا رغم إعلانها رسمياً إيقاف خدماتها والانسحاب من السوق الروسية. ومن بين هذه الشركات، كانت مايكروسوفت قد أعلنت بالفعل انسحابها من السوق الروسي منذ عام 2022، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما تعرضت شركة زووم لانتقادات مستمرة من السلطات الروسية خلال السنوات الماضية.
وفي هذا السياق، قال بوتين صراحةً في الاجتماع: "نحتاج إلى خنق هذه الشركات، وأنا أوافق تماماً على هذا الطرح. وأقول ذلك دون أي تردد أو خجل، فهم يحاولون خنقنا أيضاً، ومن الطبيعي أن نقوم بالرد بالمثل." ولم تعلق أي من الشركتين، سواء مايكروسوفت أو زووم، حتى الآن على هذه التصريحات.
ولم تقتصر انتقادات بوتين على الشركات العاملة في المجال التكنولوجي فقط، بل هاجم أيضاً شركة ماكدونالدز لسلسلة مطاعم الوجبات السريعة. الشركة التي خرجت هي الأخرى من السوق الروسية بعد بدء الحرب في أوكرانيا، وكان قرارها هذا نابعاً من "قيمها الجوهرية"، وفقاً لتصريح سابق لرئيسها التنفيذي كريس كمبزينسكي، الذي أكد فيه أنه من الصعب تجاهل الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب ولم يعد شعار مكدونالدز يمثل نفس الأمل والتفاؤل الذي مثلته عند دخولها السوق الروسي قبل 32 عاماً.
ورد بوتين على هذه الخطوة قائلاً:
"لقد وضعوا الجميع في موقف صعب ثم هربوا، والآن إذا أرادوا العودة، هل علينا أن نفتح لهم الطريق ثانية؟ بالطبع لا"
ولم تعلق مكدونالدز أيضاً حتى هذه اللحظة على التصريح الأخير للرئيس الروسي، وأكد بوتين ضمن تصريحاته أن خروج الشركات الغربية بسبب "الضغوط السياسية" قد أضر كثيراً بالشركات الروسية التي كانت تعتمد عليها. وقال أثناء الاجتماع:
"لقد تركت بعض هذه الشركات شركاءها الروس في أوضاع صعبة، علينا أن نفكر بطرق لضمان الاستقلالية وعدم الاعتماد عليهم بعد اليوم"
تأتي تصريحات بوتين هذه في وقت اعتبر فيه بعض المراقبين أنها رد غير مباشر على الانتقادات الأخيرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف الرئيس الروسي مؤخراً بأنه "جن جنونه تماماً" بسبب الحرب في أوكرانيا، مؤكداً في منشور له عبر منصته الخاصة "تروث سوشال" أن بوتين "يقتل الكثير من الأبرياء بلا داعٍ وأن هجماته الصاروخية وهجمات الدرون على المدن الأوكرانية لا تحمل أي مبرر".
وبينما تتصاعد المشاكل الاقتصادية والأزمات السياسية الناتجة عن الحرب، تؤكد هذه التطورات أن روسيا ماضية في تبني سياسة تقييد أنشطة الشركات الأجنبية الكبيرة والاستثمار في إيجاد بدائل تقنية وطنية.
وفي الوقت الذي باتت فيه العلاقات الروسية مع الغرب أكثر تعقيداً، قد يكون من الأفضل للقارئ فهم سياقات هذه التصريحات ودلالاتها على الصعيدين الاقتصادي والسياسي بوضوح أكبر؛ ذلك ربما يكون متاحاً من خلال إضافة متابعة دقيقة للخطوات المستقبلية التي ستتخذها روسيا لتنفيذ هذه السياسات الجديدة وتأثيرها على المشهد العام للأزمة العالمية.