ذكاء اصطناعي

قريباً: السفر من القاهرة إلى نيويورك في ساعتين فقط – الصين تُطور أول طائرة ركاب فرط صوتية بسرعة 20 ألف كم/س

قريباً: السفر من القاهرة إلى نيويورك في ساعتين فقط – الصين تُطور أول طائرة ركاب فرط صوتية بسرعة 20 ألف كم/س
فريق العمل
فريق العمل

3 د

تعمل الصين تطوير محركات طائرات فائقة السرعة تصل إلى ماك 16.

قد يستغرق السفر من لندن إلى سيدني ساعتين بفضل التقنيات الجديدة.

الكثير من التحديات التقنية والاقتصادية تمنع تطوير الطائرات الفائقة الصوت.

هناك احتمالية لاستخدام التكنولوجيا في المجالات العسكرية والاستراتيجية.

تخيّلوا معي أن بإمكانكم، في صباح يوم عادي، الركوب في طائرة من القاهرة إلى نيويورك والوصول بعد ساعتين فقط. نعم، ساعتين وليس أكثر! هذا السيناريو الذي يشبه أفلام الخيال العلمي أصبح اليوم قيد التطوير الفعلي في الصين، بفضل طفرة تقنية جديدة في عالم محركات الطائرات الأسرع من الصوت (المحركات الفرط صوتية أو الهَيْبرسونيك).


الاختراق الصيني الجديد في مجال الطيران

بدأ الأمر مؤخراً حينما أعلن باحثون في معهد بكين لتكنولوجيا الطاقة عن نجاحهم بتطوير أقوى محرك من نوعه عالميًا، يمكنه الوصول إلى سرعات مذهلة تتجاوز ماك 16، وهي سرعة تعادل 16 مرة سرعة الصوت، بمقدار حوالي 12400 ميل في الساعة. ليس هذا فحسب، بل بإمكان الطائرة الوصول إلى ارتفاعات شاهقة تُقدر بأكثر من 98 ألف قدم فوق سطح الأرض.

التفاصيل التقنية لهذا الإنجاز تم الكشف عنها ونشرها في مجلة صينية متخصصة في تقنيات الدفع، جاذبةً اهتمام واستغراب الأوساط العلمية وعشاق التكنولوجيا. وغني عن القول أن هذا التطور قد يغير شكل النقل والمواصلات في المستقبل القريب.


سرعات خيالية: ماذا يعني السفر بسرعة ماك 16؟

لو وضعنا هذه السرعة الخارقة في سياق اليوم، ستكون الرحلة بين لندن وسيدني، التي تستغرق حالياً أكثر من 20 ساعة بالطائرات التقليدية، ممكنة في ساعتين فحسب. تخيّلوا الفرص التي سيوفرها هذا التطور للرحلات السياحية والتجارة واللقاءات الثقافية بين الشعوب، وكيف سيؤثر ذلك إيجابًا على نمو الاقتصادات العالمية وتعزيز التواصل الثقافي بين مختلف القارات.


تحديات وصعوبات لم يتم تجاوزها بعد

مع هذا الحماس، دعونا نكون واقعيين أيضًا. فثمة تحديات كبيرة لا تزال تواجه هذا النوع من التقنيات. تأتي أولًا مشكلة الحرارة، فمركبة تتحرك بهذه السرعات الجنونية تواجه احتكاكًا عنيفًا مع الغلاف الجوي، ما يولّد درجات حرارة مرتفعة جدًا قد تؤدي إلى إضرار هيكل الطائرة. بالتالي، فإن العلماء مطالبون بتطوير أنظمة تبريد قوية ومواد هندسية فائقة الصلابة والتحمل.

ثم هناك التكلفة، حيث من المتوقع أن تكون تكلفة تصنيع هذه المحركات والطائرات مرتفعة بشكل كبير في المراحل الأولى، مما يطرح أسئلة حول الجدوى الاقتصادية ومن سيستفيد من هذا التطور: هل سيكون استخدام هذه الطائرات مقتصرًا فقط على الأغنياء ورجال الأعمال، أم يمكن أن نراها تصبح في متناول عموم الناس؟


الآثار العسكرية والاستراتيجية

بالطبع، في عالم لا يخلو من التعقيدات السياسية والاستراتيجية، لا يمكننا تجاهل الأبعاد العسكرية لهذا الإنجاز. فقد أشارت تقارير إلى أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تُستخدم أيضًا في المجال العسكري، إذ تستطيع المحركات الوصول إلى أهداف بعيدة في زمن قياسي، مما يثير احتمالات إجراء تغييرات استراتيجية وعسكرية عالمية كبيرة.


البيئة تحت المجهر أيضًا

والجانب البيئي ليس بمنأى عن النقاش. مع سرعات كهذه، يظهر التساؤل حول مدى تأثير هذه التكنولوجيا على البيئة، مثل الانبعاثات الناتجة والتلوث الضوضائي، الأمر الذي يتطلب من الباحثين والمصممين التفكير في حلول بيئية مستدامة تساعد على إدماجها بشكل ناجح ومفيد على المدى البعيد.


منافسة عالمية محتدمة

في السياق العالمي، فإن دولًا غربية مثل الولايات المتحدة واليابان وأوروبا تعمل بكثافة أيضًا في تطوير تقنيات مشابهة، مما يعيد إلى الأذهان منافسات "سباق التسلح" وسباقات التقنيات بين كبرى القوى العالمية في القرن الماضي. هذا السباق الجديد من المؤكد أنه سيحفز الكثير من الابتكارات المهمة في المستقبل القريب.


متى نرى هذه التكنولوجيا على أرض الواقع؟

ذو صلة

قد نضطر للانتظار عدة سنوات أخرى قبل رؤيتها فعليًا في المطارات. فالباحثون لا يزالون في مرحلة التجارب والاختبارات، وعلينا ألا نستبق الأحداث. ولكن يبقى الواضح والمؤكد أننا نقف على أعتاب مستقبل جديد قد يغير حياتنا إلى الأبد ويجعل العالم الصغير الذي نعرفه اليوم أصغر بكثير.

في النهاية، قد تبدو فكرة الطيران بهذه السرعات الهائلة حلمًا بعيد المنال الآن، لكن عقودًا قليلة مضت اعتبر البشر الطيران بحد ذاته حلمًا مستبعدًا، واليوم أصبح واقعًا يوميًا. ربما يأتي اليوم قريبًا، حيث يمكننا تناول فطورنا في القاهرة، ثم حضور اجتماع في لندن، والعودة مرة أخرى إلى المنزل في نفس اليوم! من يدري؟ ربما أصبح الحلم واقعًا قريبًا جدًا.

ذو صلة