مايكروسوفت وأوراكل تقتربان من صفقة تيك توك: هل تتحقق السيطرة الأمريكية على التطبيق الصيني؟
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FEnglish-TemplatesDriss-Jabar-2025-01-26T142007.402.png&w=3840&q=75)
2 د
أوراكل ومايكروسوفت في مفاوضات للاستحواذ على تيك توك بهدف تقليص الملكية الصينية.
ستتولى أوراكل الإشراف على البيانات والتقنيات التشغيلية للتطبيق.
لا تزال مشاركة مايكروسوفت محدودة لكنها تذكّر بمحاولاتها السابقة في 2020.
تأتي الصفقة ضمن سياق سياسي معقد، يعكس مخاوف الأمن القومي الأمريكي.
في تحرك لافت يعكس تعقيد العلاقة بين التكنولوجيا والسياسة، بدأت شركتا أوراكل ومايكروسوفت محادثات مع مجموعة مستثمرين للاستحواذ على العمليات العالمية لتطبيق تيك توك، وفقًا لتقارير نشرها موقع NPR. وبموجب الصفقة المحتملة، ستظل شركة "بايت دانس" الصينية محتفظة بحصة أقلية، لكن الإشراف على الخوارزميات وجمع البيانات والتحديثات البرمجية سيُسند بالكامل إلى أوراكل.
هذا التطور ليس مجرد صفقة تجارية عابرة؛ بل يعكس صراعًا مستمرًا حول السيطرة على البيانات الحساسة التي يُعتقد أنها تمثل أحد أسلحة العصر الرقمي. مع العلم أن خوادم أوراكل تُعد العمود الفقري للبنية التحتية لتيك توك حاليًا، فإن هذا الاتفاق سيمنحها دورًا أوسع في مراقبة وإدارة العمليات التقنية للتطبيق. مصدر مطلع على المحادثات أوضح لـNPR أن الهدف الرئيسي هو تقليص تأثير الملكية الصينية على التطبيق، مما يعكس استمرار المخاوف الأمريكية بشأن الأمن القومي.
مايكروسوفت: الشريك الصامت أم اللاعب الفاعل؟
على الرغم من أن مشاركة مايكروسوفت في الصفقة ليست واضحة تمامًا، إلا أن دورها لا يمكن تجاهله. يذكرنا هذا الموقف بمشاركتها السابقة في مفاوضات عام 2020 للاستحواذ على تيك توك إلى جانب أوراكل وولمارت، وهي المفاوضات التي وصفتها تقارير بأنها كانت محفوفة بالتحديات. الجدير بالذكر أن وولمارت قررت الانسحاب هذه المرة بعد ما وُصف بأنه "سعر باهظ" للتطبيق، ما يثير تساؤلات حول قيمة تيك توك الحقيقية في السوق.
خلفية سياسية متشابكة
هذه المفاوضات تأتي في ظل قرارات أمريكية سابقة تلزم شركة بايت دانس بتقليص ملكيتها للتطبيق، وذلك ضمن مساعي الولايات المتحدة لضمان عدم استغلال بيانات المستخدمين لأغراض غير معلنة، هل تفعلها الولايات التحدة الأمريكية وتحظر تيك توك حقًا، اللافت أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان قد طرح فكرة "مشروع مشترك" تمتلك فيه الولايات المتحدة 50% من أسهم تيك توك، في خطوة اعتبرت في حينها محاولة لفرض السيطرة الأمريكية على أحد أكثر التطبيقات شعبية عالميًا.
قراءة مستقبلية
إذا تم التوصل إلى اتفاق، فقد يُغيّر ذلك ديناميكيات التطبيق عالميًا، خاصة إذا نجحت أوراكل في تحقيق التوازن بين الحفاظ على الخصوصية وتوفير تجربة مستخدم سلسة. ولكن يبقى السؤال: هل سيثق المستخدمون بالنسخة "الجديدة" من تيك توك، خاصة بعد إدخال تغييرات على إدارتها؟
هذه الصفقة، إن تمت، ستكون بلا شك واحدة من أهم القضايا التي تجمع بين السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا، مما يجعل متابعة تطوراتها أمرًا في غاية الأهمية.