متصفح سامسونج إنترنت ينطلق رسمياً على أجهزة الكمبيوتر بنظام ويندوز

2 د
أعلنت سامسونغ عن إصدار نسخة بيتا من متصفحها لأجهزة ويندوز.
تتيح النسخة الجديدة مزامنة سلسة بين الهاتف والحاسوب عبر حساب سامسونغ.
ترتكز النسخة على نواة "كروميوم" وتدعم ميزات مثل الوضع الداكن وحجب الإعلانات.
تسعى سامسونغ للتوسع في سوق المتصفحات المكتبية ومنافسة الأسماء الكبرى.
بعد أكثر من عقد من الزمن ركزت فيه سامسونغ على تطوير متصفحها "Samsung Internet" للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية فقط، أعلنت الشركة الكورية أخيراً عن خطوة طال انتظارها: إصدار نسخة مخصصة لأجهزة الحاسوب العاملة بنظام ويندوز. تأتي هذه المبادرة لتمنح المستخدمين تجربة تصفح متكاملة بين الهاتف والحاسوب، وتضع سامسونغ في منافسة جديدة ضمن ساحة المتصفحات المكتبية.
أوضحت سامسونغ أن النسخة المتاحة حالياً من المتصفح هي إصدار تجريبي (بيتا) يعتمد على نواة "كروميوم" المستخدمة في متصفحات شهيرة مثل غوغل كروم ومايكروسوفت إيدج. يمكن للمستخدمين تنزيله وتشغيله على أنظمة ويندوز 10 و11، مع وعود من الشركة بتطوير الأداء وإضافة خصائص أكثر خلال الفترة القادمة. كما يتضمن الإصدار ميزات مألوفة لمستخدمي الهواتف مثل الوضع الداكن، وحجب الإعلانات، وخدمات المزامنة لحساب سامسونغ.
وهذا يربط بشكل مباشر بين استراتيجية سامسونغ في توفير بيئة متكاملة عبر أجهزتها المختلفة وبين سعيها لتعزيز ولاء المستخدمين لنظامها البيئي التقني.
واحدة من أبرز النقاط التي تراهن عليها سامسونغ هي المزامنة السلسة بين المتصفح على الهاتف ونظيره على الحاسوب. يمكن للمستخدمين الوصول إلى السجل، والعلامات المرجعية، وكلمات المرور المحفوظة بمجرد تسجيل الدخول بنفس الحساب. هذه الخطوة تجعل الانتقال من تصفح موقع على الهاتف إلى استكماله على الحاسوب عملية تلقائية وبسيطة، تشبه ما تقدمه آبل عبر متصفح سفاري.
ومن هنا تأتي أهمية التناغم بين أنظمة التشغيل المختلفة في بناء تجربة رقمية موحدة، وهو ما يدفع الشركات التقنية الكبرى إلى تعزيز التكامل البرمجي بين الهواتف وأجهزة الكمبيوتر.
يُتوقع أن تواجه سامسونغ تحدياً حقيقياً لدخول سوق المتصفحات المكتبية الذي تهيمن عليه أسماء معروفة. لكن الشركة تملك أوراق قوة مميزة، أهمها قاعدة ضخمة من مستخدمي هواتف "غالاكسي" ممن قد يجدون في النسخة المكتبية امتداداً طبيعياً لتجربتهم على الموبايل. كما تراهن على الخصوصية والأمان، وهي نقاط تحصد اهتماماً متزايداً من المستخدمين في السنوات الأخيرة.
وهذا يسلط الضوء على توجه جديد لدى سامسونغ للاستثمار في البرمجيات بقدر ما تركز على تطوير الأجهزة، لتقوية وجودها داخل النظام البيئي للتقنيات الذكية.
بهذا الإعلان، تدخل سامسونغ مرحلة جديدة تضعها وجهاً لوجه أمام عمالقة التصفح مثل كروم وفايرفوكس وإيدج. ومع وعودها بتحسين مستمر للنسخة التجريبية وتوسيع نطاق المزايا، يبدو أن الشركة تراهن على ربط المستخدمين أكثر بعوالمها الرقمية وتقديم تجربة موحدة عبر كل المنصات. في النهاية، يبقى السؤال: هل ينجح متصفح "سامسونغ إنترنت" في كسب مكانه داخل سوق مكتظ بالمنافسين؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.









