ذكاء اصطناعي

تجربة ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة في متصفح إيدج اكتشف كيف أصبح التصفح أكثر ذكاءً وخصوصية

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أصبح متصفح Microsoft Edge قادراً على العمل كمساعد شخصي ذكي بفضل الذكاء الاصطناعي.

ميزة "السياق متعدد الألسنة" تمكّن الذكاء الاصطناعي من مقارنة وتحليل الصفحات المفتوحة تلقائيًا.

ميزة "Copilot Vision" تسمح بفهم المحتوى البصري والصوتي وتقديم ملخصات للمستخدم.

تشكّل "Journeys" مفهومًا جديدًا لسجل التصفح، حيث تُجمع جلسات البحث في بطاقات موضوعية.

ميزة "Actions" تخوّل المتصفح تنفيذ أوامر مباشرة، مع طرح تساؤلات حول الخصوصية والثقة.

في لحظة واحدة، أصبح المتصفح أذكى مما اعتدناه طوال عقدين من الزمن. حين قرر أحد محرري التقنية في ZDNET أن يضع Microsoft Edge في اختبار واقعي، لم يكن يتوقع أن يتحول المتصفح إلى مساعد شخصي قادر على التسوق، المقارنة، والتذكر. التجربة لم تكن مجرد مراجعة لأداة جديدة، بل لمحاولة لفهم ما يحدث عندما تصبح نافذتنا إلى الويب قادرة على التفكير والفعل بالنيابة عنا.


من متصفح إلى مساعد شخصي حقيقي

لم تعد واجهة Edge مجرد شريط عناوين ومحرك بحث، بل أصبحت بيئة تفاعلية تتواصل مع المستخدم بذكاء واضح. “وضع Copilot” الجديد يحول المتصفح إلى وسيط يستطيع أن يفهم نية المستخدم، يفتح المواقع المناسبة، يقارن ما هو ظاهر على الشاشة، ويقترح ما يمكن فعله لاحقًا. التجربة التي أجراها الكاتب لاختبار شراء دفاية منزلية أظهرت كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يختصر ساعات من التصفح والبحث في دقائق.


تحليل متعدد النوافذ بلمسة واحدة

إحدى القدرات اللافتة في Edge هي ميزة "السياق متعدد الألسنة"، التي تمكّن الذكاء الاصطناعي من قراءة وتحليل جميع الصفحات المفتوحة في آن واحد. تخيل أن تضع أمامه أربع منتجات متشابهة، فيقارنها لك بدقة في استهلاك الطاقة، السعر، وحتى تقييمات المتسوقين. لم يعد المستخدم بحاجة للتنقل بين علامات التبويب أو نسخ المواصفات يدويًا؛ فالمتصفح نفسه أصبح وسيطًا ذكيا للبحث المقارَن.


الذكاء البصري والصوتي يتقاطعان على الشاشة

تدخل ميزة "Copilot Vision" بُعدًا آخر، إذ تسمح للمتصفح بفهم المحتوى البصري على الشاشة من مقاطع فيديو أو صور أو نصوص مرئية. يكفي أن يكتب المستخدم جملة بسيطة مثل "خَلّص لي هذا الفيديو"، ليحصل على ملخص واضح ومنظم. والأكثر إدهاشًا أن الأمر الصوتي بات وسيلة طبيعية للتفاعل، حيث يمكن استدعاء تحليل التعليقات والمشاعر من خلال مكبر الصوت فقط. إنها بداية تداخل فعلي بين أنظمة المساعدات الذكية وسلوك الاستخدام اليومي للويب.


رحلات التصفح تتحول إلى ذاكرة رقمية

ميزة "Journeys" التي تقدمها مايكروسوفت تعيد تشكيل مفهوم سجل التصفح. بدلاً من قائمة روابط جامدة، يجمع Edge جلسات البحث في بطاقات موضوعية يمكن العودة إليها لاحقًا، كأنها ملف خاص لكل مشروع أو اهتمام. هذا التوجه يلمّح إلى مستقبلٍ يُعاد فيه بناء تجربة التصفح بالكامل حول نشاط المستخدم الفعلي، لا حول مصادفة الصفحة التالية.


إلى أي حد يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتصرف بدلاً منا

ميزة "Actions" تمثل الخطوة الأكثر جرأة، إذ تتيح للمتصفح تنفيذ أوامر مباشرة مثل إضافة منتج إلى السلة أو ملء بيانات الشراء. ورغم أن Edge لا يزال يطلب تأكيد المستخدم قبل الدفع، فإن الحدود بين المساعدة والوكالة الرقمية تتضاءل بسرعة. هذه المزايا تفتح نقاشًا واسعًا حول الخصوصية والثقة: إلى أي مدى نسمح لأدواتنا باتخاذ قرارات مالية أو حياتية نيابة عنا؟

ذو صلة

ما وراء التقنية: العلاقة الجديدة بين الإنسان والمتصفح

يتحول المتصفح من أداة إلى كيان شبه واعٍ، يتذكر، يقارن، ويساعد. التجربة التي بدأت بالرغبة في شراء دفاية انتهت بأسئلة حول طبيعة الاعتماد البشري على الذكاء الاصطناعي اليومي. فكلما ازداد المتصفح فهمًا لعاداتنا، ازددنا راحة وارتباطًا به، لكننا في المقابل نفقد بعضًا من استقلالية التصفح التي عرفناها يومًا. لعل السؤال الحقيقي لم يعد حول ما يمكن للذكاء الاصطناعي فعله، بل حول مقدار السيطرة التي نُبقيها نحن في أيدينا.

ذو صلة