ذكاء اصطناعي

مشروع N50: عندما تتحول النظارات إلى شريك ذكي في حياتك اليومية

مشروع N50: عندما تتحول النظارات إلى شريك ذكي في حياتك اليومية
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

تواصل آبل تطوير نظارات ذكية تحت اسم رمزي "N50"، مدعومة بتقنيات Apple Intelligence.

استلهم المشروع من نظارات Ray-Ban الذكية لكنه لا يدمج شاشات عرض أو تقنية واقع معزز متكاملة.

تدرس آبل فرض قيود على ميزات مثل التقاط الصور لحماية الخصوصية.

من المتوقع إطلاق النظارات الذكية وسماعات AirPods المزودة بكاميرات بحلول عام 2027.

في خطوة تعكس طموحاتها العميقة نحو المستقبل، تواصل شركة آبل العمل على تطوير نظاراتها الذكية الخاصة، في مشروع يحمل الاسم الرمزي "N50"، وفقاً لما كشفه الصحفي الشهير مارك غورمان عبر نشرته الإخبارية الأسبوعية "Power On" الصادرة عن "بلومبرغ". وتهدف آبل من خلال هذا المشروع إلى دمج ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي ضمن تصميم أنيق وسعر معقول، ما يشير إلى تحوّل تدريجي ولكنه مدروس نحو ابتكار أجهزة قابلة للارتداء ترتقي بتجربة المستخدم إلى مستويات جديدة.


طموح أبعد من المنتج الأولي

رغم أن الهدف النهائي لآبل كان دائماً إنتاج نظارات رائدة بتقنية الواقع المعزز (Augmented Reality)، إلا أن هذا الحلم ما يزال بعيد المنال من الناحية التجارية، مع توقعات تشير إلى أن تحقيقه لن يكون ممكناً قبل عدة سنوات. وإلى حين نضوج هذه التقنية بشكل كافٍ، تسعى الشركة إلى تقديم منتج أكثر تواضعاً من حيث القدرات، لكنه يحمل في طياته اللبنات الأساسية لرؤية آبل المستقبلية.

وبحسب تقرير غورمان، تستلهم آبل خطوتها الحالية من تجربة "ميتا" (Meta) مع نظارات Ray-Ban الذكية، التي لاقت رواجاً واسعاً بفضل تصميمها العملي وتقنياتها المدمجة، مثل الكاميرات والميكروفونات والمساعدات الذكية ومكبرات الصوت، رغم أنها لا تضم شاشات عرض. وتسعى آبل إلى اتباع نهج مشابه، عبر تقديم نظارات ذكية مدمجة بخواص الذكاء الاصطناعي دون الدخول المباشر في مجال الواقع المعزز الكامل.


جهاز يتفاعل مع البيئة... دون اختراق الخصوصية

وفقاً لغورمان، فإن الجهاز الجديد "ليس قريباً من الجاهزية التجارية بعد"، إلا أن فكرته الأساسية تتمثل في تحويل النظارات إلى أداة ذكية تعتمد على تكنولوجيا Apple Intelligence. وستقوم النظارات بتحليل البيئة المحيطة وتزويد المستخدم بالمعلومات اللازمة بطريقة ذكية وسلسة، من دون أن تصل إلى مرحلة الإدماج الكلي للواقع المعزز.

من جهة أخرى، أشار غورمان إلى أن آبل قد تفرض قيوداً على بعض الوظائف الحساسة، مثل إمكانية التقاط الصور، مراعاة لمخاوف تتعلق بالخصوصية، وهي مسألة ما تزال قيد الدراسة داخل الشركة.


توسيع نطاق الذكاء البصري ليشمل أجهزة أخرى

لا تقتصر طموحات آبل في هذا المجال على النظارات الذكية وحدها. إذ أشار غورمان أيضاً إلى أن الشركة تواصل تطوير نماذج جديدة من ساعات وسماعات AirPods مزودة بكاميرات، في مسعى واضح لدفع تقنيات "الذكاء البصري" (Visual Intelligence) إلى أجهزة متنوعة. ومن المتوقع أن تسهم هذه الابتكارات في خلق منظومة ذكية متكاملة تُثري تجربة المستخدم اليومية، مستفيدة من قدرات الذكاء الاصطناعي في التحليل البيئي والتفاعل اللحظي.


متى تصل هذه الأجهزة إلى الأسواق؟

وفقاً للتقارير السابقة التي استند إليها غورمان، من المرجح أن يتم الكشف عن كل من النظارات الذكية وسماعات AirPods الجديدة المزودة بالكاميرات في وقت ما من عام 2027، مما يمنح الشركة متسعاً من الوقت لصقل هذه المنتجات وضمان جاهزيتها للاستخدام العام.

ذو صلة

وبينما تترقب الأوساط التقنية بشغف الخطوات القادمة، تبقى الأسئلة قائمة حول مدى قدرة آبل على تجاوز العقبات التكنولوجية والعملية التي تعترض هذا النوع من المنتجات، خصوصاً مع اشتداد المنافسة في سوق الأجهزة القابلة للارتداء وازدياد حساسية قضايا الخصوصية بين المستخدمين.

من الواضح أن آبل لا تسعى فقط إلى طرح منتج ذكي آخر في الأسواق، بل إلى إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والأجهزة الذكية القابلة للارتداء. من خلال التركيز على الابتكار المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ومراعاة قضايا الخصوصية، تسعى الشركة إلى بناء تجربة استخدام طبيعية وآمنة في آن واحد. ومع استمرار التطوير، سيبقى عام 2027 محطة حاسمة في اختبار طموحات آبل وإمكانية قيادتها لمستقبل الأجهزة الذكية الشخصية.

ذو صلة