معدل الذكاء في اوربا منخفض.. والسبب التلوث الهوائي الذي حصل في الإمبراطورية الرومانية!

فريق العمل
فريق العمل

3 د

كشفت سجلات الجليد عن مستويات مرتفعة من تلوث الرصاص في العصر الروماني بين 100 قبل الميلاد و200 ميلادي.

كان لدى أطفال الإمبراطورية الرومانية معدلات رصاص في الدم تعادل ثلاثة أضعاف المعدلات الحالية.

أدى التلوث إلى انخفاض متوسط ​​الذكاء بمقدار 2,5 إلى 3 نقاط على مستوى السكان.

زادت الأنابيب والأواني الرصاصية من التعرض للتلوث، مما أدى إلى أضرار صحية واسعة النطاق.

امتدت تأثيرات الإمبراطورية الرومانية لتشمل مساحات شاسعة من العالم، مؤثرة على التاريخ بطرق ما زلنا نلمس آثارها حتى اليوم. لكن إرثها لم يكن كله مجيدًا؛ فبين عظمة هندستها المعمارية وبراعة ابتكاراتها، تبرز قصة مظلمة أقل شهرة – قصة التلوث البيئي وتأثيره على صحة الإنسان.

خلال العصر الذهبي للإمبراطورية، كان التلوث الناتج عن أنشطة التعدين وصهر المعادن واسع الانتشار لدرجة أنه ربما تسبب في أضرار عصبية طالت معظم سكان أوروبا، بما في ذلك بريطانيا العظمى الحديثة. تشير الدراسات الحديثة إلى أن مستويات الرصاص السامة في الهواء ارتفعت بشكل كبير بين عام 100 قبل الميلاد و200 ميلادي، بالتزامن مع ازدهار الأنشطة الاقتصادية الرومانية.


أدلة من الجليد القطبي: سجل للتلوث القديم

كشفت سجلات لب الجليد في القطب الشمالي عن ارتفاع ملحوظ في مستويات الرصاص في الغلاف الجوي خلال تلك الفترة، نتيجة لاستغلال الرومان المكثف لخامات الرصاص والفضة. هذه النتائج تقدم لمحة غير متوقعة عن الجانب البيئي للإمبراطورية. ووفقًا لتقديرات الباحثين، كان لدى الأطفال المولودين في الإمبراطورية آنذاك معدلات رصاص في الدم تصل إلى ثلاثة أضعاف المعدلات التي نجدها اليوم بين الأطفال في الولايات المتحدة.


تأثيرات على الذكاء والصحة العامة

قدّرت دراسة حديثة أن التعرض للرصاص خلال العصر الذهبي للرومان أدى إلى انخفاض متوسط ​​مستوى الذكاء بمقدار 2.5 إلى 3 نقاط لكل فرد. وبينما يبدو هذا الانخفاض طفيفًا، فإن تأثيره يصبح كبيرًا عند تطبيقه على مستوى السكان بالكامل. هذا الانخفاض لم يقتصر على روما وحدها، بل امتد إلى أقاليمها، مثل غال وإيبيريا وشمال إفريقيا وبريتانيا.

في هذا السياق، يقول ناثان تشلمان، عالم الهيدرولوجيا الجليدية من معهد أبحاث الصحراء في الولايات المتحدة: "قد يبدو انخفاض الذكاء بمقدار 2 إلى 3 نقاط أمرًا بسيطًا، لكنه يصبح قضية هامة عندما يمس سكان قارة بأكملها."


التلوث: بين الهواء والماء والغذاء

لم يقتصر خطر الرصاص على الهواء فحسب، بل دخل في تفاصيل الحياة اليومية للرومان. استخدمت الأنابيب والأواني المصنوعة من الرصاص على نطاق واسع، مما أدى إلى تعرض السكان لمستويات خطيرة من التلوث، خاصة بين النخبة وسكان المدن. وعلى مدى قرون، تعرضت أوروبا بأكملها، بما في ذلك أراضيها الزراعية ومواشيها، للتلوث الناتج عن التعدين ومعالجة الخامات.


عواقب كارثية على الصحة البشرية

تُظهر الدراسات الوبائية الحديثة أن مستويات الرصاص في الدم التي تبلغ 3.5 ميكروغرام/ديسيلتر ترتبط بانخفاض معدلات الذكاء وضعف التعلم. في العصر الروماني، كانت مستويات الرصاص في الدم لدى الأطفال أعلى بكثير، مما عرض العديد منهم لمخاطر كبيرة على تطورهم العصبي. تشير هذه البيانات إلى أن التلوث لم يكن مجرد مشكلة بيئية بل قضية صحية عامة كبرى.

ذو صلة

دراسات مبتكرة تكشف أبعادًا جديدة

تميزت هذه الدراسة بكونها الأولى التي تربط بين سجلات التلوث في الجليد القطبي وتحليل التأثيرات الصحية للسكان القدماء. في هذا السياق، يقول جو ماكونيل، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: "فكرة أن نتمكن من استخدام هذه السجلات لفهم آثار التلوث منذ ألفي عام هي إنجاز مثير ومبتكر."

ذو صلة