مفاجأة علمية من ناسا: روّاد الفضاء لم يغادروا الغلاف الجوي للأرض قط!

3 د
تشير دراسة حديثة إلى أن الغلاف الجوي للأرض قد يمتد لمسافة 629,300 كيلومتر، أي إلى ما بعد مدار القمر.
هذا يعني أن حتى بعثات الهبوط على القمر لم تغادر نظريًا حدود الغلاف الجوي للأرض.
ما تزال محطة الفضاء الدولية ضمن هذا الغلاف، إذ يتسبب الهواء الخفيف هناك في إبطاء حركتها.
تغذّي التصريحات العلمية الجديدة الجدل القائم حول نظريات المؤامرة المرتبطة برحلات الفضاء.
في تصريح علمي لافت أثار جدلًا واسعًا، أكّد عالم في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن جميع روّاد الفضاء، بمن فيهم من هبطوا على سطح القمر، لم يغادروا فعليًا الغلاف الجوي للأرض. ورغم مرور ما يقارب 70 عامًا على أولى الرحلات الفضائية، وما تبعها من تطورات تقنية مدهشة، فإن الاكتشاف الجديد يعيد صياغة فهمنا لحدود كوكب الأرض، ويمنح دفعة قوية لنظريات المؤامرة التي تشكّك في مصداقية رحلات الفضاء.
ما هو الغلاف الجوي؟ وأين ينتهي فعلًا؟
لطالما تعرّف الكتب العلمية الغلاف الجوي بأنه الطبقة الغازية التي تُحيط بكوكب الأرض وتنتهي عند خط "كارمان" الشهير، على ارتفاع 100 كيلومتر تقريبًا من سطح الأرض. هذا الخط يُستخدم مرجعًا دوليًا لتعريف "حدود الفضاء"، وهو الحد الذي تُمنح عند تجاوزه صفة "رواد فضاء".
لكن العالِم دوغ رولاند من ناسا يرى أن هذا التعريف قاصر، ويؤكد أن الغلاف الجوي لا يتوقف عند خط معين، بل يستمر في الامتداد ليصبح أقل كثافة تدريجيًا كلما ارتفعنا. ويقول:
"الغلاف الجوي لا ينتهي فوق رؤوسنا مباشرة، ولا عند قمة إيفرست، ولا حتى عند ارتفاع الطائرات. بل هو يمتد ويتناقص في الكثافة تدريجيًا... وما يزال موجودًا حتى على ارتفاعات شاهقة."
محطة الفضاء الدولية ما تزال داخل الغلاف الجوي!
وفقًا لرولاند، فإن محطة الفضاء الدولية، التي تدور على ارتفاع حوالي 400 كيلومتر من سطح الأرض، لا تزال واقعة ضمن الغلاف الجوي، إذ إن الهواء الخفيف هناك ما يزال قادرًا على إبطاء حركتها. ولو لم تُستخدم محركات لإعادة تعزيز مسارها دوريًا، فإنها ستفقد ارتفاعها تدريجيًا وتهوي نحو الأرض بفعل مقاومة الهواء.
وهذه ليست مجرّد تكهنات؛ ففي عام 2019، استخدم باحثون بيانات من مرصد "SOHO" المشترك بين ناسا والوكالة الأوروبية، ليخلصوا إلى أن الغلاف الجوي للأرض يمتد حتى 629,300 كيلومتر تقريبًا، أي ما يعادل 50 ضعف نصف قطر الأرض – متجاوزًا مدار القمر نفسه.
إذا كان القمر داخل الغلاف الجوي... فهل غادره رواد الفضاء فعلًا؟
هذا الاكتشاف المثير يقلب العديد من المفاهيم التقليدية. فإذا كان الغلاف الجوي يمتد إلى ما بعد القمر، فإن ذلك يعني أن البعثات القمرية – بما فيها "أبولو 11" – لم تغادر الغلاف الجوي فعلًا، بل بقيت ضمنه نظريًا. وعلى هذا الأساس، فإن وجود الإنسان على القمر لم يكن خارج الغلاف الجوي للأرض، بل داخل "الهالة الخارجية" منه.
ويوضح رولاند:
"هناك انتقال تدريجي: من الأرض، إلى الغلاف الجوي للأرض، ثم إلى الغلاف الجوي للشمس، إلى أن نصل إلى حدود الهليوبوز، وهي النقطة التي ينتهي عندها تأثير الشمس."
وقود جديد لنظريات المؤامرة
لم يمر هذا التصريح العلمي مرور الكرام، إذ تلقفته العديد من الأوساط المشكّكة في رحلات الفضاء كدليل إضافي على روايات قديمة تعتبر أن رحلة "أبولو 11" تم تصويرها في استوديو سينمائي بإخراج من ستيفن سبيلبرغ! وزادت من قوة هذا الجدل أفلام سينمائية حديثة، مثل فيلم Fly Me To the Moon، الذي تناقش حبكته الرئيسية الفرضية ذاتها حول "خدعة الهبوط على القمر".
إعادة تعريف الغلاف الجوي: حدود علمية أم لغوية؟
الاختلاف هنا ليس في الوقائع، بل في المصطلحات. فبينما يُصرّ بعض العلماء على اعتبار الغلاف الجوي منتهيًا عند خط "كارمان"، يرى آخرون أن التغير التدريجي في كثافة الجزيئات لا يبرر وضع حدّ صارم، بل يجعل الغلاف الجوي ممتدًا حتى يصبح تأثيره شبه معدوم. وهو ما يجعل أي جسم ضمن هذه المسافة – حتى القمر – داخل مجال الغلاف الجوي الموسّع.
انعكاسات علمية وأخلاقية
ربما لا يعني هذا الاكتشاف أن رحلات الفضاء كانت مزيفة، لكنه يُعيد طرح تساؤلات جوهرية حول الطريقة التي نستخدم بها المفاهيم العلمية في الفضاء، وحدود التصنيفات التي نقبلها من دون تمحيص. كما أنه يثير أسئلة فلسفية عن ماهية "الخروج من الأرض"، وحدود الكوكب التي لا يمكن رؤيتها بل تُقدّر علميًا فقط.