ميتا ترفع مكافآت لمدرائها التنفيذيين إلى 200% من الراتب الأساسي بعد تسريح 5% من موظفيها

3 د
أقرت "ميتا" زيادة مكافآت كبار التنفيذيين إلى 200% من رواتبهم الأساسية، مقارنة بـ75% سابقًا.
جاء القرار بعد مراجعة لتعويضات المسؤولين التنفيذيين، بهدف مواكبة مستويات الرواتب في شركات التكنولوجيا الكبرى.
تزامن الإعلان عن زيادة المكافآت مع تسريح 5% من موظفي الشركة، مما أثار انتقادات وتساؤلات حول توقيت القرار.
خفّضت "ميتا" أيضًا نسبة منح خيارات الأسهم للموظفين العاديين بنسبة 10%، وفقًا لتقرير "فاينانشال تايمز".
شهدت أسهم "ميتا" ارتفاعًا قويًا بنسبة 47% خلال العام الماضي، مدفوعة بنمو عائدات الإعلانات الرقمية واستثمارات الذكاء الاصطناعي.
في خطوة أثارت تساؤلات واسعة، أقرت شركة "ميتا" زيادة كبيرة في مكافآت كبار مسؤوليها التنفيذيين، إذ بات بإمكانهم الآن الحصول على ما يصل إلى 200% من رواتبهم الأساسية كمكافآت سنوية، مقارنة بـ75% في السابق. يأتي هذا القرار بعد أسبوع واحد فقط من إعلان الشركة تسريح 5% من قوتها العاملة، وهو ما يعادل قرابة 4,000 موظف.
زيادة المكافآت لمواكبة "المنافسة"
جاءت هذه الزيادة عقب مراجعة أجرتها لجنة التعويضات في مجلس إدارة "ميتا"، حيث أشارت إلى أن إجمالي التعويض النقدي المستهدف لهؤلاء التنفيذيين كان في السابق عند أو أقل من النسبة المئوية الخامسة عشرة مقارنةً بنظرائهم في شركات التكنولوجيا الكبرى. بعد هذه الزيادة، أصبح تعويضهم يقارب النسبة الخمسين من السوق، مما يعكس محاولة الشركة لجعل رواتب مسؤوليها أكثر تنافسية.
ومع ذلك، فإن الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ لن يستفيد من هذه الزيادة، حيث يعتمد تعويضه المالي بشكل أساسي على أسهم الشركة وليس على المكافآت النقدية.
توقيت مثير للجدل: زيادة المكافآت وسط تسريحات واسعة
قرار زيادة مكافآت كبار التنفيذيين جاء متزامنًا مع إعلان "ميتا" تقليص حجم القوى العاملة بنحو 5%، وهو ما وصفه زوكربيرغ في وقت سابق بأنه "إجراء ضروري لضمان كفاءة العمليات"، مشيرًا إلى أن عمليات التسريح تستهدف بشكل أساسي الموظفين "الأقل أداءً". ومع ذلك، تحدث بعض الموظفين المسرّحين عن صدمتهم، حيث أكدوا أنهم تلقوا تقييمات أداء إيجابية قبل فصلهم بفترة وجيزة.
وقال أحد الموظفين المسرّحين لموقع "بيزنس إنسايدر":
"تلقيت تقييمًا ممتازًا في مراجعة الأداء الأخيرة، ولم تكن هناك أي مؤشرات على أنني قد أفقد وظيفتي، لذلك كان الأمر مفاجئًا للغاية."
في المقابل، دافعت "ميتا" عن قراراتها، مشيرة إلى أن عمليات التسريح جزء من "عام التركيز" الذي أعلنه زوكربيرغ، والذي يهدف إلى تحسين كفاءة الشركة وتقليل التكاليف التشغيلية.
تقليص منح الأسهم للموظفين العاديين
لم تقتصر التغييرات على المكافآت النقدية فقط، حيث خفضت "ميتا" أيضًا نسبة توزيع خيارات الأسهم السنوية لنحو آلاف الموظفين بنسبة 10%، وفقًا لتقرير نشرته "فاينانشال تايمز". ووفقًا للتقرير، فإن تأثير هذا التخفيض قد يختلف تبعًا لموقع الموظف ومنصبه داخل الشركة، ما يزيد من التكهنات حول سعي "ميتا" لتقليل نفقاتها دون المساس بتعويضات مسؤوليها التنفيذيين.
ارتفاع أسهم "ميتا" يعزز موقفها في السوق
رغم هذه الإجراءات، لا تزال "ميتا" تحصد ثمار أدائها المالي القوي، إذ ارتفع سهمها بنسبة تجاوزت 47% خلال العام الماضي، وأغلق يوم الخميس عند 694.84 دولارًا. ويرجع هذا الارتفاع جزئيًا إلى تحسن عائدات الشركة في قطاع الإعلانات الرقمية، بالإضافة إلى استثماراتها المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي يعوّل المستثمرون عليها لتحقيق أرباح ضخمة مستقبلًا.
كانت الشركة قد أعلنت في يناير أن إيراداتها في الربع الرابع من عام 2024 نمت بنسبة 21% على أساس سنوي، لتصل إلى 48.39 مليار دولار، ما يعكس استمرار نموها رغم التحديات التي تواجهها في سوق التكنولوجيا المتغيرة.