“أقسى شركة تقنية على الإطلاق”: موظفو ميتا المسرّحون يهاجمون مارك زوكربيرغ بعد فصلهم دون إنذار

3 د
سرّحت ميتا حوالي 3,600 موظف بدعوى الأداء الضعيف، لكن العديد من المسرّحين أكدوا أنهم لم يتلقوا أي إشارات سابقة عن تقصيرهم في العمل.
تم فصل بعض الموظفين أثناء إجازات الأبوة أو الإجازات الطبية، مما أثار اتهامات بالتمييز.
هناك إدانات واسعة لثقافة الشركة، حيث وصفها البعض بأنها "أقسى شركة تقنية".
تشير التغييرات في وادي السيليكون إلى تصاعد عدم الاستقرار الوظيفي، وسط محاولات من الشركات لاستعادة السيطرة بعد موجة ارتفاع الرواتب في 2021-2022.
في ظل تحوّل ثقافي صارم تشهده وادي السيليكون، تحولات كبرى في سياسات ميتا أيضًا، أعرب موظفو ميتا الذين طالتهم موجة التسريح الأخيرة عن استيائهم، متهمين الشركة بتطبيق سياسات قاسية وغير عادلة. وشهدت منصات التواصل الاجتماعي، خاصةً منتدى Blind المخصص لموظفي قطاع التقنية، تفاعلات واسعة من موظفين سابقين هاجموا قيادة الشركة.
بدأت ميتا، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، بتنفيذ عمليات تسريح جديدة يوم الإثنين الماضي، مشيرة إلى أنها "مبنية على الأداء". وكان مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي للشركة، قد أعلن في مذكرة داخلية في يناير الماضي، نقلًا عن وكالة بلومبرغ، عن نيته تسريح نحو 3,600 موظف، أي ما يعادل 5% من القوى العاملة في إطار تقييمات أداء الموظفين.
لكن الموظفين المسرّحين انتقدوا هذا الإجراء، مشيرين إلى أنهم لم يتلقوا أي إشارات سابقة على ضعف أدائهم الوظيفي. وقال أحد الموظفين السابقين في تصريحات لـ Business Insider:
"أصعب ما في الأمر أن ميتا تزعم علنًا أنها تُسرّح أصحاب الأداء الضعيف، مما يجعلنا نحمل وصمة العار. يجب أن يعلم الجميع أننا لم نكن مقصرين في العمل"
ردود فعل الموظفين: اتهامات بالتمييز ضد الإجازات العائلية
في منتدى Blind، أعرب موظفون سابقون عن صدمتهم من توقيت التسريحات، حيث زعم بعضهم أنهم فقدوا وظائفهم أثناء فترات الإجازة المعتمدة رسميًا. وأوضح أحد المسرّحين قائلاً:
"كنت أحقق نتائج تفوق التوقعات لعدة سنوات، ثم أنجبت طفلًا في 2024، وبعدها تم تسريحي"
وتفاعل معه موظفون آخرون، مؤكدين أن العشرات ممن حصلوا على إجازات أبوة أو إجازات طبية تعرضوا للفصل رغم تقييماتهم الإيجابية.
إحدى الموظفات المسرّحات، التي كانت في إجازة أمومة لمدة ستة أشهر، أكدت أنها لم تتلقَّ أبدًا أي تقييم أداء سلبي، مشيرة إلى أنها تدرس اتخاذ إجراءات قانونية ضد الشركة. وأضاف موظف آخر:
"يبدو أن الأمر كان يتعلق بالمال أكثر من الأداء"
موضحًا أن بعض الموظفين الذين خدموا في الشركة لما يقارب العقد تم الاستغناء عنهم دون سابق إنذار.
ووصف أحد الموظفين السابقين ميتا بأنها "أقسى شركة تقنية على الإطلاق"، فيما قال موظف في أمازون إن ميتا أصبحت بيئة غير ملائمة سوى للشباب غير المتزوجين الذين لا يشغلهم سوى تحقيق الأرباح.
تغيّر ثقافة وادي السيليكون: مرحلة جديدة من عدم الاستقرار
شهد قطاع التكنولوجيا في السنوات الأخيرة تغيرات جذرية، حيث أصبحت التسريحات وعدم الاستقرار الوظيفي واقعًا متزايدًا. كما أن فرض العودة إلى المكاتب (RTO) وإلغاء بعض مبادرات التنوع والشمول (DEI) أدت إلى تغيير جذري في بيئة العمل.
وفي مقابلة سابقة، عبّر زوكربيرغ عن وجهة نظره بشأن التحولات داخل ميتا، مشيرًا في حديثه مع المذيع جو روغان إلى ضرورة ضخ "طاقة ذكورية" في ثقافة الشركات. هذا التوجه جاء بعد رحيل شيريل ساندبرغ، التي عُرفت بدعمها لنهج "Lean In" الذي يشجع النساء على التقدم في بيئات العمل التنافسية، هذا الأمر وضع ميتا في ساحة المعركة إذ كشفت حرب التسريبات الوجه الخفي للشركة.
كشف أحد موظفي مايكروسوفت في منتدى Blind أن زميلًا له في ميتا طُلب منه "البحث عن شخص لتسريحه"، رغم أن جميع أعضاء الفريق كانوا يحققون نتائج إيجابية. وأضاف:
"كل هذه التسريحات هي انتقام من القوة التي اكتسبها الموظفون في 2021-2022. كان المدراء التنفيذيون مرعوبين من تلك الفترة، حيث ارتفعت الرواتب والعروض، وقرروا الآن استعادة السيطرة عبر نشر الخوف بين الموظفين"