هاكرز “أنونيموس” يخترقون بيانات بوتين السرية.. وينشرون ملفًا عن ترامب

3 د
زعمت مجموعة "أنونيموس" تسريب 10 تيرابايت من البيانات الروسية دعماً لأوكرانيا.
رغم ضخامة التسريب، لم تظهر المعلومات ذات أهمية عالية أو سرية حتى الآن.
تحذيرات بخصوص البرمجيات الخبيثة عند تحميل الملفات المسربة ومخاطر الفيروسات الضارة.
يرى المحللون أن الهدف قد يكون خلق ضجة إعلامية بدلاً من نشر معلومات سرية.
ما زال الخبراء يحللون التسريبات لتقييم أهميتها الحقيقية وانتظار المفاجآت المحتملة.
مرة أخرى، تعود مجموعة القراصنة الشهيرة "أنونيموس" إلى واجهة الأخبار بعملية جديدة تستهدف روسيا، في سياق ما وصفوه بـ "هم يدافعون عن أوكرانيا". هذه المرة، أعلنت المجموعة عن تسريب ضخم يبلغ حجمه حوالي 10 تيرابايت، مشيرةً إلى أن البيانات تشمل ملفات مرتبطة بالكثير من الشركات الروسية الكبرى، وأصولاً تخص الكرملين خارج الأراضي الروسية، بالإضافة لمعلومات عن مسؤولين داعمين لموسكو، وأبرز اسمٍ مثيرٍ للجدل ظهر من بين تلك الملفات هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
هل هي حقاً ملفات سرية قيّمة؟
في الحقيقة، ورغم حجم هذا التسريب الهائل، لم تبدُ المعلومات التي تم فحصها إلى الآن ذات أهمية كبيرة أو سرية، ما جعل كثيرين يشككون بجدواها. واعتبر بعض الخبراء أن مثل هذه التسريبات لا تضيف الكثير، فوجود شبهات فساد أو تداخل مصالح بين رجال الأعمال الروس والدوائر السياسية الغربية ليس مفاجئاً، بل هو معروف إلى حد كبير لدى دوائر السياسية والإعلام العالمي.
ومع ذلك، فإن حجم البيانات الكبير يعني أن هناك احتمالاً قوياً لاكتشاف بعض التفاصيل المثيرة أو الملفات الدقيقة عند الفحص المتعمق. وربما تحمل بعض الملفات المتعلقة بشركات الأسلحة الروسية أهمية استخباراتية خاصة لأوكرانيا، نظراً لأن المعلومات العسكرية قد تفيد قوات أوكرانيا في الصراع الدائر مع موسكو، لكن أكثر ما يثير الغرابة هو كيف حصل هذا الاختراق بالرغم من تراجع أمريكا وتفوق روسيا في معركة الأمن السيبراني.
تحذيرات من البرمجيات الخبيثة
هذه الواقعة أثارت أيضاً المخاوف بشأن الجانب الأمني، ففي حين بدأ العديد من المستخدمين في محاولة الحصول على هذه الملفات وتصفح محتوياتها، ظهرت تحذيرات عديدة عبر المنتديات التقنية وموقع "ريديت" تحث المستخدمين على تجنب تحميل هذه البيانات أو حتى زيارات الروابط التي تروج لها مجموعة "أنونيموس"، مع الإشارة لإمكانية احتواء الملفات على برمجيات خبيثة أو فيروسات ضارة.
في هذا السياق، كتب أحد المعلقين على "ريديت":
"يبدو أن محتوى الملفات مخيب للآمال حتى الآن، أنصح الجميع بعدم تحميل أية ملفات من هذه التسريبات أو زيارة الموقع المذكور، تجنباً لأي برامج ضارة محتملة".
حقيقة أم مجرد ضجة إعلامية؟
وعلى الرغم من تلك التحذيرات، يستمر الفضول الإعلامي والإقبال الجماهيري حول هذه التسريبات بشكل كبير. الهدف الحقيقي وراء مثل هذه العمليات، وفقاً لآراء بعض المحللين، قد يكون خلق موجة من الضجة الإعلامية، وإثارة الجدل وليس نشر معلومات سرية حقيقية.
في هذا الإطار، سخر مستخدم آخر عبر موقع ريديت قائلاً:
"هذه الهجمات أشبه بعمليات نهب إلكتروني، فالقراصنة يحصلون على ما يستطيعون الوصول إليه دون معرفة حقيقته بالضرورة؛ إما أن يخرجوا بشيء ذي قيمة كبيرة، وإما أنهم قد لا يجدون سوى بيانات تافهة لا فائدة منها".
تحليل مستمر للبيانات المسرّبة
حتى الآن، لا يزال الخبراء والصحفيون والتقنيون يدرسون المحتويات التي تم نشرها بهدف تقييم المدى الحقيقي لأهميتها. ورغم أن المؤشرات الأولية إيجابية إلى درجة متواضعة، فلا يزال من المبكر للغاية حسم ما إذا كانت هذه التسريبات ستحمل مفاجآت مدوية أم أنها مجرد حملة دعائية أخرى.
وفي حال ظهرت أي معلومات تستحق الاهتمام خلال الأيام المقبلة، فلا شك أننا سنوافيكم بها في أسرع وقت. ولكن حتى ذلك الحين، يبدو أن هذه الضجة التي أثارتها "أنونيموس" ستبقى، على أقل تقدير، حديث الإعلام العالمي لبعض الوقت، إن لم يكن نظراً لأهمية التسريبات نفسها، فإنها ستبقى لارتباطها بأسماء معروفة ومثيرة دائماً للجدل كترامب، والكرملين، وصراعات القوى العالمية التي لا تنتهي.