“بوتين في الواجهة”: صدمة بعد تراجع أمريكا أمام روسيا في معركة الأمن السيبراني

3 د
قررالبيت الأبيض استبعاد روسيا من قائمة التهديدات السيبرانية، موجهًا التركيز نحو الصين.
تلقّت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية توجيهات بعدم متابعة التهديدات الروسية.
عبّر مسؤولون أمنيون عن صدمتهم، محذرين من أن روسيا لا تزال من أكبر الجهات المهددة للأمن السيبراني الأمريكي.
أفادت تقارير بأن وزير الدفاع الأمريكي أمر بوقف العمليات السيبرانية الهجومية ضد روسيا، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لإشراك موسكو في مفاوضات السلام.
في خطوة أثارت دهشة واسعة في الأوساط الأمنية، أفادت تقارير بأن البيت الأبيض قرر إسقاط روسيا من قائمة التهديدات السيبرانية التي تراقبها الولايات المتحدة، محولًا التركيز نحو الصين، في إطار ما يبدو أنه محاولة من إدارة الرئيس دونالد ترامب لتعزيز العلاقات مع الكرملين والسعي نحو اتفاق سلام ينهي الحرب المستمرة في أوكرانيا.
ووفقًا لما نقلته صحيفة ذا غارديان، فقد تلقّت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) توجيهات جديدة تستبعد روسيا إلى حد كبير من قائمة التهديدات التي يجب مراقبتها. وتعدّ هذه الوكالة، التابعة لوزارة الأمن الداخلي، الجهة المسؤولة عن رصد التهديدات السيبرانية التي تستهدف الولايات المتحدة.
توجيهات جديدة تغفل ذكر روسيا
بحسب الصحيفة، فإن المذكرة التي تم توزيعها داخل الوكالة تضمنت توجيهات تركز على الصين وحماية الأنظمة المحلية، لكنها لم تذكر روسيا، رغم أنها كانت سابقًا محور تركيز رئيسي للوكالة.
وصرّح مصدر مطلع على الأمر للصحيفة، بشرط عدم الكشف عن هويته، أن محللي الوكالة تلقّوا تعليمات شفهية بعدم متابعة أو الإبلاغ عن التهديدات الروسية، كما تم إلغاء مشروع مرتبط بروسيا كنتيجة مباشرة لهذه التوجيهات.
وقال المصدر:
"روسيا والصين هما أكبر خصمين لنا. ومع جميع التخفيضات التي تشهدها مختلف الوكالات، تم الاستغناء عن عدد كبير من موظفي الأمن السيبراني. أنظمتنا لن تكون محمية، وخصومنا يعلمون ذلك"، مضيفًا أن هناك اعتقادًا متزايدًا بأن "روسيا تحقق مكاسب، وبوتين أصبح الآن في الداخل".
صدمة في الأوساط الأمنية
وقد عبّر مسؤول سابق في فرق المهام المشتركة التابعة للحكومة الأمريكية، والتي كانت تعمل على مراقبة التهديدات السيبرانية الروسية، عن صدمته من هذه التطورات، قائلًا إن القرار "مثير للدهشة حقًا". وأضاف المصدر: "هناك آلاف الموظفين الحكوميين والعسكريين الأمريكيين يعملون يوميًا على التصدي للتهديد الهائل الذي تشكّله روسيا، والتي تُعدّ واحدة من أكبر الجهات الفاعلة في مجال الهجمات السيبرانية".
وأشار المصدر إلى أن التقليل من خطورة روسيا لا يعني أن الصين، إيران، أو كوريا الشمالية أقل تهديدًا، لكنه أكد أن روسيا "على الأقل في نفس مستوى الصين كأكبر تهديد سيبراني"، مشددًا على وجود عشرات الفرق الروسية المتخصصة في شنّ هجمات إلكترونية تستهدف الحكومة الأمريكية والبنية التحتية والقطاعات التجارية.
نفي رسمي من وزارة الأمن الداخلي
وفي ردّ رسمي على التقارير، قالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، تريشيا مكلوغلين، في بيان لصحيفة ذا ديلي بيست:
"المذكرة التي استندت إليها صحيفة ذا غارديان في تقريرها لا تعود إلى إدارة ترامب، وهذا يتناقض مع السردية التي تحاول الصحيفة الترويج لها".
وأضافت أن وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية لا تزال ملتزمة بمواجهة جميع التهديدات السيبرانية التي تستهدف البنية التحتية الأمريكية، بما في ذلك التهديدات الروسية، مؤكدة:
"لم يحدث أي تغيير في موقفنا أو أولوياتنا".
وقف العمليات الهجومية ضد روسيا
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أصدر توجيهًا لقيادة الأمن السيبراني الأمريكي بوقف العمليات الهجومية ضد روسيا.
وبحسب مصادر مطّلعة، فقد صدر هذا التوجيه قبل الزيارة غير الناجحة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض، ويُعتقد أنه جزء من جهود أوسع لإدخال روسيا في محادثات السلام.
وفي تصريح لصحيفة ذا ديلي بيست، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع:
"نظرًا للاعتبارات الأمنية التشغيلية، لا نعلّق أو نناقش خطط أو عمليات الأمن السيبراني". وأكد أن "أولوية الوزير هي حماية القوات المسلحة في جميع العمليات، بما في ذلك المجال السيبراني".