هل تحلم بالعيش على المريخ؟ إليك السبب الذي يمنعك من التنفس هناك… حتى الآن

3 د
يحتوي الغلاف الجوي على المريخ على 99% أقل من الهواء مقارنة بالأرض، ويتكوّن بنسبة 96% من ثاني أكسيد الكربون.
نسبة الأكسجين في الغلاف المريخي لا تتجاوز 0,13%، وهي غير كافية للبشر.
يعمل جهاز MOXIE على متن مسبار بيرسيفيرنس على تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين.
تخطط ناسا لإرسال أولى بعثاتها البشرية إلى المريخ في أواخر ثلاثينيات القرن الحالي.
لطالما راودت البشرية أحلام السفر إلى المريخ، لكن سؤالًا بسيطًا لا يزال يحسم الكثير من تلك الأحلام: هل يمكن للبشر التنفس هناك؟ الجواب العلمي المباشر هو: لا. لكن خلف هذا الجواب الحاسم تكمن قصة علمية مشوقة تكشف حجم التحدي وأفق الأمل في آن معًا.
لماذا لا يمكننا التنفس على المريخ؟
حين نهبط على سطح المريخ، لن تكون المياه أو الغذاء أو المأوى كافية لبقائنا على قيد الحياة... ما لم يتوفر الأكسجين.
على كوكب الأرض، يشكّل الأكسجين نحو 21% من الغلاف الجوي، فيما يشكّل النيتروجين النسبة الأكبر بحوالي 78%. ومع أننا نتنفس هذا الخليط كاملاً، إلا أن أجسامنا تستخدم الأكسجين فقط وتتخلص من الباقي عند الزفير.
أما على المريخ، فالأمر مختلف جذرياً. فالغلاف الجوي هناك أقل كثافة بـ 99% من نظيره على الأرض، أي أنه شبه معدوم. ويرجع السبب في ذلك إلى صغر حجم الكوكب وجاذبيته الضعيفة، التي لا تقوى على الاحتفاظ بالغازات.
النتيجة؟ غلاف جوي مكوّن بنسبة 96% من ثاني أكسيد الكربون، الغاز الذي نعتبره ساماً بتركيز مرتفع، في مقابل 0.13% فقط من الأكسجين، وهي نسبة غير كافية مطلقًا لدعم الحياة البشرية.
ولو خلع رائد فضاء خوذته على سطح المريخ، فسيختنق فورًا، بل إن ضغط الهواء المنخفض قد يجعل دمه يغلي في عروقه... والموت هنا لا يأخذ وقته.
الحياة في أقسى الظروف
حتى الآن، لم نعثر على دليل يؤكد وجود حياة على المريخ، لكن البحث ما يزال في بدايته. فحتى الآن، لم نخدش سوى سطح هذا الكوكب باستخدام المسبارات الروبوتية.
ومع ذلك، تُظهر الأرض أن الحياة قادرة على التكيف في بيئات بالغة القسوة. فقد عُثر على كائنات حية في جليد القارة القطبية، وفي أعماق المحيطات، بل وحتى أميالاً تحت سطح الأرض، في ظروف تنعدم فيها المياه أو الأكسجين، وتطغى البرودة أو الحرارة.
وقد يكون المريخ اليوم جافًا وباردًا، لكن قبل مليارات السنين، تشير الأدلة إلى أنه كان يتمتع بجو أكثر كثافة، ودرجات حرارة أكثر دفئاً، ومياه سائلة، وربما حياة بسيطة مثل البكتيريا.
من هنا تنبع أهمية مهمة مسبار "بيرسيفيرنس" التابع لناسا، إذ يسعى العلماء من خلالها إلى البحث عن آثار الحياة القديمة، عبر دراسة الصخور التي قد تحتوي على أحافير دقيقة.
جهاز يحوّل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين
ضمن أدوات "بيرسيفيرنس"، يوجد جهاز مذهل يُدعى MOXIE، وهو نظام تجريبي قادر على استخلاص ثاني أكسيد الكربون من الجو المريخي وتحويله إلى أكسجين.
إذا أثبت "موكسي" كفاءته، فسيكون بالإمكان إنتاج الأكسجين محليًا على سطح المريخ، لا فقط للتنفس، بل لصناعة وقود الصواريخ اللازمة للعودة إلى الأرض. وهذا يقلل من الحاجة لنقل الأكسجين من الأرض، ويزيد من فرص إقامة رحلات أطول وأرخص إلى الكوكب الأحمر.
ومع ذلك، حتى مع توفر هذا "الأكسجين المصنّع"، سيظل رواد الفضاء بحاجة إلى بدلات فضائية متكاملة تحميهم من البيئة المريخية القاسية.
هل سنذهب إلى المريخ فعلاً؟
حالياً، تعمل وكالة ناسا على تطوير تقنيات جديدة لتمكين البشر من السفر إلى المريخ. وقد تتم أولى هذه الرحلات خلال الربع الأخير من ثلاثينيات هذا القرن، أي بعد قرابة عشر سنوات.
قد يبدو الحلم بعيداً، لكن ربما يكون أطفال اليوم هم أول من يخطو على أرض المريخ ذات يوم.