هل تعاني من إدمان Shorts؟ يوتيوب يضع لك مؤقتًا لتستعيد وقتك

تدرس منصة يوتيوب حاليًا إمكانية إطلاق خيار جديد قد يساعد المستخدمين على التحكم بصورة أفضل بالوقت الذي يقضونه في مشاهدة الفيديوهات القصيرة "شورتس"، وذلك من خلال إدخال ميزة إعداد مؤقت يومي مخصص لذلك الغرض.

خلال الأشهر الماضية، ازداد الاهتمام بضرورة مساعدة الناس للحد من الوقت الكبير الذي يمضونه على منصات الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي. إذ بات المستخدمون يعبرون بشكل أوضح عن رغبتهم في تقليل فترات المشاهدة الطويلة التي تأخذ من وقتهم، وهو المعروف بمصطلح "التمرير اللانهائي"، أو كما يسميه البعض "الدووم سكرولينغ" (doomscrolling)، في إشارة إلى إدمان محتوى الإنترنت والتصفح المطول دون فائدة محددة.

ويبدو أن هذا الأمر لفت انتباه شركة يوتيوب التي تحاول منذ فترة إيجاد طرق تساعد بها مستخدميها على الاستخدام المعتدل والمسؤول لمحتويات المنصة ليس فقط من أجل الصحة النفسية للمشاهدين، بل أيضًا لجعل تجربتهم أكثر إيجابية واستمتاعًا.

حسب ما نقل موقع أندرويد أوثوريتي من اكتشاف في رمز الإصدار التجريبي لتطبيق يوتيوب، فمن المحتمل أن تتيح الخاصية الجديدة للمستخدمين إمكانية تحديد مدة زمنية يومية معينة يمكنهم خلالها مشاهدة مقاطع يوتيوب القصيرة "Shorts". فعلى سبيل المثال، لو اختار المستخدم أن يخصص ساعة واحدة أو ساعتين يوميًا لمشاهدة تلك الفيديوهات، سيقوم التطبيق بإيقاف الوصول إلى محتوى "Shorts" فور انتهاء الوقت المحدد تلقائيًا. ولكن، بحسب المعلومات المتاحة حاليًا، سيسمح يوتيوب للمشاهدين بإمكانية الوصول إلى مقاطع قصيرة بشكل فردي محدد في بعض الظروف، ما يعني أن الخدمة لن تغلق بالكامل كل الفيديوهات القصيرة فورًا.

في تصريح أدلى به متحدث رسمي من يوتيوب لموقع "تك كرانش"، أكد أن الشركة بالفعل بصدد النظر في هذه الميزة بشكل جاد. المتحدث أوضح قائلًا:

تجدر الإشارة إلى أن يوتيوب ليست جديدة في موضوع مكافحة الاستخدام المفرط لشاشات الهاتف، إذ قدمت مسبقًا ميزة التذكير "خذ قسطًا من الراحة" (Take a Break)، والتي تحث المستخدمين بعد فترة من المشاهدة أن يتوقفوا قليلاً لأخذ قسط من الراحة من مشاهدة الفيديوهات الطويلة.

هذه الخطوة من يوتيوب تأتي في سياق توجه عالمي لعدة شركات تقنية كبرى مثل آبل وجوجل وغيرها، التي تحاول توفير أدوات تساعد المستخدمين على إدارة وقتهم بشكل أفضل وتقليل معدلات الإدمان الرقمي. فمثلًا، توفر آبل خيارات تحديد الوقت المستهلك في مختلف التطبيقات، كما تمتلك جوجل أدوات مشابهة مدمجة مع نظامها الخاص بالهواتف.

وفي الفترة الأخيرة، ظهرت منتجات وتطبيقات مخصصة بالكامل لتقليل الإدمان الرقمي. من بين هذه الأفكار، أجهزة صغيرة مثل قطعة من شركة "Unpluq" تسمح بقفل التطبيقات التي تتسبب في هدر الوقت لفترات محددة من أجل توفير فرصة أكبر لاستعادة السيطرة على الوقت المخصص لأداء الأنشطة الحياتية والواقعية.

يبقى أن نشير في الختام إلى أن فكرة تحديد الوقت على منصات التواصل الاجتماعي والفيديو تبدو منطقية ومطلوبة من جانب العديد من المستخدمين، غير أن نجاح تلك الفكرة يعتمد في النهاية على رغبة المستخدم نفسه في الالتزام بهذه الحدود الجديدة. ونجاح يوتيوب في تطبيق هذه الميزة قد يفتح الباب للمزيد من الحلول والابتكارات على مستوى المنصات الرقمية لخلق بيئة إلكترونية أكثر صحة وتوازنًا للجميع.