هل منحت ناسا القمر للصين؟ تأجيل أمريكي يمنح بكين الأفضلية وناسا تراهن على 2027 لاستعادة السباق

في تطور يُعيد إشعال سباق الفضاء بين الولايات المتحدة والصين، أعلنت وكالة ناسا عن تأجيل مهمتها "أرتميس 2" حتى عام 2027، مما يمنح الصين فرصة حقيقية للحاق وربما التفوق في السباق نحو القطب الجنوبي للقمر، المنطقة الغنية بالجليد المائي والمرشحة بقوة لاستضافة قواعد بشرية مستقبلية.

كانت مهمة "أرتميس 2" تهدف إلى إرسال أربعة رواد فضاء في مدار حول القمر، كبروفة لعودة بشرية لاحقة إلى سطحه. لكن مشاكل فنية دفعت ناسا إلى تأجيل المهمة، وهو ما أعلنه المسؤولون رسميًا هذا الشهر.

في المقابل، تمضي الصين بثبات نحو هدفها بإرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول عام 2030، ضمن برنامجها الطموح Chang’e، الذي نجح في إرسال روبوتات لجمع عينات قمرية والعودة بها إلى الأرض.

ما يجذب اهتمام القوتين ليس فقط استعراض القوة التقنية، بل القطب الجنوبي القمري، حيث يعتقد العلماء بوجود مخزون كبير من الجليد المائي داخل الفوهات المظلمة. هذه المياه يمكن استخدامها لتوليد الأوكسجين والماء الصالح للشرب، أو حتى تحويلها إلى وقود صاروخي.

لهذا السبب، صرّح مدير ناسا، بيل نيلسون، قائلًا:

في خضم السباق، يواجه البرنامج الفضائي الأمريكي تحديات داخلية أيضًا. فقد أثار تعيين جاريد إيزاكمان، رائد الأعمال والممول المرتبط مع إيلون ماسك، كرئيس مقترح لناسا، جدلاً واسعًا حول تضارب المصالح، خاصة بسبب علاقته الوثيقة بـ SpaceX وانتقاده العلني لاختيار شركة Blue Origin لمشروع الهبوط الثاني.

لكن نيلسون ردّ بحزم على هذه الشكوك، مؤكدًا أن العقود القانونية الموقعة مع الشركتين سارية، ولا يمكن التلاعب بها.

ورغم التأخير، تؤكد ناسا أن مشروع "أرتميس" لم يخرج عن المسار، وأن الولايات المتحدة ما تزال ملتزمة بتثبيت وجودها على القمر خلال 2027، على أن تكون العودة إلى السطح جزءًا من سلسلة مهام مستقبلية.