ذكاء اصطناعي

هل نحن أحرار فعلًأ في عالم الذكاء الاصطناعي؟ أم مجرد مستخدمين بلا رأي؟

هل نحن أحرار فعلًأ في عالم الذكاء الاصطناعي؟ أم مجرد مستخدمين بلا رأي؟
فريق العمل
فريق العمل

4 د

أعلنت مايكروسوفت عن "Recall"، ميزة تلتقط شاشة الجهاز كل ثلاث ثوانٍ.

تعرّضت الميزة لانتقادات لتهديدها خصوصية المستخدمين وأمان معلوماتهم الشخصية.

فرضت شركة Garmin اشتراكًا للمستخدمين للوصول إلى ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة.

الذكاء الاصطناعي يدمج في أجهزة مثل ثلاجات سامسونج وتطبيقات الصحة.

إصرار الشركات على فرض الذكاء الاصطناعي قد يسبب إزعاجًا للمستخدمين.

انتشرت مؤخرًا تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل واسع لدرجة أنه بات من الصعب أحيانًا مقاومة شعور الاستغراب: هل طلبنا فعلًا هذا الانتشار؟ فيبدو أن كبرى شركات التقنية قررت إدخال الذكاء الاصطناعي في كل جانب من جوانب حياتنا، ليس فقط دون أن نطلب ذلك، بل أحيانًا كثيرة رغماً عنا.


تقنية "Recall".. ميزة لم يرغب بها أحد

آخر الأخبار تأتي من عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت، التي أعلنت عن عودة خدمة "Recall" في نظام التشغيل ويندوز 11، وهذه الخدمة ببساطة تلتقط صورة لشاشة جهازك كل ثلاث ثوان، ثم تقوم بحفظها بشكلٍ دائم لكي يكون بإمكانك الرجوع إليها باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ربما يبدو الأمر مفيدًا لأول وهلة، لكن مهلاً، فتلك التقنية أثارت موجة انتقادات حادة من خبراء الأمن التقني لكونها تُشكّل خطرًا جسيمًا على خصوصية المستخدمين وأمان معلوماتهم، معتبرين إياها اختراقًا غير مقبول لمساحتنا الشخصية. ومع ذلك، تبدو مايكروسوفت مصممة على إعادة إطلاق الميزة مجددًا، دون اكتراث كبير برأي المستخدمين الذين لم يطالبوا بها أساسًا.


Garmin والاشتراك الإلزامي لحديث الذكاء الاصطناعي

ليس مايكروسوفت وحدها، إذ شهدنا خلال الفترة الأخيرة موجة غضب مشابهة من قبل مستخدمي ساعات Garmin، بعدما قدمت الشركة خيارات اشتراك "جارمين كونكت بلس" بإضافة ميزات ذكاء اصطناعي ترصد وتحلل أداء المستخدمين الرياضي. وغضب الكثيرون من أن الشركة حوّلت منتجًا كان المستخدم يدفع ثمنه مرة واحدة فقط، إلى خدمة تستدعي الاشتراك الشهري المتواصل للاستفادة منها بشكل كامل.

ورغم إصرار الشركة على أن كل ما كان مجانيًا سيظل مجانيًا، إلا أن المستخدمين لا يزالون متشككين في طبيعة الخدمات المستقبلية وإمكانية إلزامهم بالدفع للوصول إليها.


عندما يصبح الذكاء الاصطناعي مزعجًا

اليوم بات الذكاء الاصطناعي جزءاً من ثلاجات منزلية من شركة سامسونج، وتطبيقات الصحة واللياقة البدنية، وشبكات التواصل الاجتماعي مثل واتساب، بالإضافة إلى خدمات تقليدية كبحث جوجل. وعلى ذكر جوجل بالذات، قدمت الشركة مؤخرًا خاصية "AI Overview"، وهي وصف موجز يظهر أعلى نتائج البحث.

وعلى الرغم من تأكيد الشركة على أن هذه الإضافة تحظى بشعبية كبيرة، فإن كثيرًا من المستخدمين عبروا عن عدم رضاهم، مشيرين إلى أن الخاصية تعيق الوصول السريع للمواقع وروابط البحث المطلوبة، ما يجعل التجربة أكثر صعوبة، خاصة لأن خاصية إيقاف هذا الخيار ليست سهلة كما تبدو.

وحتى في هواتف آبل الذكية، قدمت الشركة خدمات ذكاء اصطناعي عديدة مثل ملخصات للإشعارات وملصقات وإضافة مؤثرات على الصور، لكن أغلب مستخدمينا تركوا هذه الميزات دون استخدام حقيقي بعد فترة قصيرة من التجربة.


الذكاء الاصطناعي.. هل فرض علينا؟

لنتحدث بصراحة، من منا لم يشعر ولو للحظة بأن الذكاء الاصطناعي يبدو وكأنه جاء عن طريق إجبارنا على اعتماده بدلًا من توفير خيار واضح وسهل إلغاؤه؟ لماذا تُصر الشركات دائمًا على افتراض أننا نرحب دائمًا بالذكاء الاصطناعي في جميع مجالات حياتنا؟

فحتى أثناء كتابة النصوص على خدمة جوجل "دوكس"، يمكن رؤية النافذة الصغيرة المزعجة لـ "Gemini" تقفز وتسألني إذا أردت المساعدة في كتابة النص. لا يا Gemini، لا حاجة لك هنا الآن.

لقد مرت علينا مثل هذه التجارب مع خاصية Clippy الشهيرة التي ظهرت في ويندوز أواخر التسعينات، ورغم نيتها الحسنة كمساعد رقمي، فإنها كانت لا تقدم سوى الإزعاج المتواصل.


الذكاء الاصطناعي اختيار وليس فرضًا

لا شك أن الذكاء الاصطناعي يبدو مدهشًا ومفيدًا في حالات كثيرة، فقد يساعدنا في إنجاز مهام أسرع وإيجاد أفكار إبداعية، كما يُضيف المتعة عند استخدامه بشكل اختياري ومسلي، مثل تحويل صورنا الشخصية إلى صور مجسمات ألعاب، أو إظهار كيف قد تبدو حيواناتنا الأليفة كبشر.

ذو صلة

المشكلة تظهر عندما نُجبَر على استخدام هذه التقنية دون أن نطلب ذلك، هنا تصبح الإضافة عبئًا لا ميزة. اليوم أصبح علينا أن ندقق كثيرًا في الإعدادات لنتمكن من تعطيل ميزات لا نريد استخدامها ولا تهمنا أساسًا.

ومع عودة مايكروسوفت مرة أخرى بميزة Recall، فلنأمل أن تتعلم هذه الشركات من دروس الماضي، وتُوفِّر لنا دائمًا خيارًا واضحًا لإلغاء تفعيل هذه التقنيات أو تشغيلها حسب رغبة المستخدم، فحرية الاختيار هي أجمل ما في التكنولوجيا، وهي ما يجعل تجربتنا معها تجربة إيجابية بدلًا من أن تكون تجربة مُرهقة ومزعجة.

ذو صلة