واتساب يقترب من عصر بدون أرقام: احجز اسمك قبل أن يُؤخذ!

2 د
واتساب يختبر ميزة لحجز أسماء المستخدمين لتعزيز الخصوصية.
سيتيح النظام الجديد التواصل دون مشاركة أرقام الهواتف.
وضع قواعد لعدم استخدام أسماء تبدأ بـ "www.
" وللتناسق والأمان.
يهدف إلى تعزيز الخصوصية والثقة مع تزايد المخاوف الأمنية.
لم يحدد موعد الإطلاق الرسمي بعد، ولكن متوقع خلال الأشهر القادمة.
منذ ظهوره الأول في عالم تطبيقات المراسلة، اعتمد واتساب على رقم الهاتف ليكون هوية المستخدم الأساسية. لكن يبدو أن التطبيق الشهير المملوك لشركة ميتا يستعد لمرحلة جديدة من التطور، إذ يجري العمل حالياً على نظام أسماء المستخدمين (Usernames)، الذي سيسمح بالتواصل بين الأشخاص من دون مشاركة أرقام الهواتف بشكل مباشر.
تأتي هذه الخطوة استجابةً لتجارب ناجحة في تطبيقات أخرى مثل تليغرام وسيغنال، ما يعكس رغبة واتساب في تعزيز الخصوصية وتوفير مزيد من المرونة للمستخدمين. في النسخة التجريبية الأخيرة على أندرويد، اكتشف مختصون قائمة جديدة ضمن الإعدادات تتيح حجز الاسم الذي يختاره المستخدم قبل الإطلاق الرسمي للنظام الكامل. الهدف من هذه الآلية هو إرساء مبدأ العدالة، بحيث لا يحتكر المستخدمون الأوائل الأسماء الأكثر طلباً.
وبينما يمنح النظام الجديد حرية أكبر، وضعت واتساب مجموعة من القواعد التنظيمية لضبط عملية اختيار الأسماء. من أهم تلك القواعد ألا يبدأ الاسم بـ “www.”، وأن يحتوي على حرف واحد على الأقل، مع قصر الاستخدام على الحروف الصغيرة والأرقام والنقاط والشرطات السفلية. هذه القيود تهدف للحفاظ على التناسق والأمان داخل المنصة، وضمان سهولة التعرف على الحسابات الحقيقية.
وهذا يقودنا إلى جانب آخر لا يقل أهمية، وهو انعكاس الخطوة الجديدة على الخصوصية الرقمية. كثير من المستخدمين لا يشعرون بالارتياح عند مشاركة أرقامهم مع أشخاص جدد أو جهات مجهولة. من هنا، من المتوقع أن يوفر اسم المستخدم بديلاً عملياً يتيح التواصل بحرية أكبر من دون الكشف عن الرقم الشخصي، ما يجعل التجربة أكثر أماناً وراحة.
تسعى ميتا من خلال هذا التحديث إلى استعادة ثقة المستخدمين بعد الجدل المستمر حول سياسات البيانات. ومع الشعبية الكاسحة لواتساب في أوروبا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط، يبدو أن التركيز على الخصوصية يمثل خطوة ذكية نحو ترسيخ مكانته كخدمة تراعي توازن السهولة والأمان.
ويرتبط هذا التوجّه كذلك بخطط واتساب لتطوير منظومة الهوية الرقمية داخله، حيث تحدثت بعض التسريبات عن نية إدخال رموز تعريف شخصية (PINs) أو وسائل تحقق إضافية لحماية الحسابات، ما يشير إلى توجه شامل نحو بنية أمنية أكثر صرامة.
حتى الآن، لم تكشف الشركة عن موعد رسمي لإطلاق النظام الجديد، لكن تسريبات النسخ التجريبية توحي بأن الإطلاق لن يكون بعيداً، وربما يتم خلال الأشهر المقبلة، بالتزامن مع مجموعة من التحسينات المنتظرة على واجهة المحادثات والإعدادات.
في النهاية، يبدو أن واتساب يواصل رحلته من تطبيق بسيط يعتمد على أرقام الهواتف إلى منصة تواصل متطورة تراعي الخصوصية والهوية الرقمية. وإذا ما سارت الأمور كما هو متوقع، فإن نظام أسماء المستخدمين الجديد سيكون واحدة من أهم النقاط الفارقة في مسيرة التطبيق خلال عام 2025.