ذكاء اصطناعي

وداعًا للرسوم الثابتة… Odyssey تطلق نموذجًا جديدًا يصنع عوالم ثلاثية الأبعاد تتفاعل معك لحظة بلحظة

فريق العمل
فريق العمل

3 د

تعد شركة Odyssey بإدخال تكنولوجيا جديدة تمكّن من التفاعل مع مقاطع الفيديو بثلاثية الأبعاد.

يعتمد النموذج على تقنية "نموذج العالم" للذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة فريدة للمستخدمين.

تستهدف Odyssey التعاون مع الصناعات الإبداعية بدلاً من منافستها.

جمعت الشركة تمويلًا بقيمة 27 مليون دولار من مستثمرين بارزين لدعم تقنياتها المبتكرة.

هل تخيلت من قبل أنك تستطيع الدخول إلى عالم الفيديو الذي تشاهده، والتحرك بحرية وسط مشاهده كأنك في لعبة واقعية ثلاثية الأبعاد؟ هذا تحديداً ما تعد به شركة Odyssey الناشئة، التي أسسها رائدا السيارات ذاتية القيادة أوليفر كاميرون وجيف هوك، مع إطلاقها نموذجاً ذكياً مبتكراً يتيح لك التفاعل مباشرةً مع مقاطع الفيديو أثناء بثها.

النموذج الجديد، والمتوفر حالياً عبر منصة الشركة في إصدار تجريبي أولي، يعمل من خلال إنتاج وبث إطارات الفيديو بسرعة استثنائية تبلغ إطاراً واحداً كل 40 ميلي ثانية. عبر أدوات تحكم بسيطة، يمكن للمشاهدين التنقل والتفاعل داخل المساحات المختلفة في الفيديو، بشكل يُشبه كثيراً ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد التي اعتدنا عليها.

وحول كيفية عمل هذا النموذج، توضح الشركة أن منظومة الذكاء الاصطناعي التي قاموا ببنائها تستخدم ما يسمى بـ "نموذج العالم"، الذي يتنبأ بحالة العالم المقبلة استناداً إلى مشاهد الفيديو الحالية والأحداث الماضية والتفاعلات المختلفة من قِبل المستخدم. وتنطوي هذه التقنية على تحديات كبيرة، من بينها إنتاج صور ذات دقة عالية وحفظ التوازن المكاني بين هذه الصور وتوليد مقاطع فيديو واضحة متناسقة يمكن استمرار عرضها لخمس دقائق أو أكثر بدون ظهور عيوب.

وهناك منافسة قوية بين العديد من الشركات الكبرى والمشاريع الناشئة لإتقان هذه التقنيات. شركات التكنولوجيا العملاقة مثل مايكروسوفت وديب مايند و"وورلد لابس" التي تقودها الخبيرة الصينية فاي فاي لي، تتنافس كلها على تطوير نماذج مماثلة تستطيع خلق عوالم افتراضية يمكن استخدامها في ألعاب الفيديو، تدريب الروبوتات أو حتى إنتاج أفلام تفاعلية جديدة.

رغم المزايا الكبيرة لهذه النماذج، هناك قلق حقيقي في أوساط الصناعات الإبداعية، بحسب تحقيق حديث أجرته مجلة Wired أشار إلى أن شركات الألعاب العملاقة مثل Activision Blizzard، تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقليص التكاليف، مما أدى إلى تقليل أعداد الموظفين. كما حذـَّرت نقابة العاملين في مجال الرسوم المتحركة بهوليوود من أن أكثر من 100 ألف وظيفة في قطاع الأفلام والرسوم المتحركة ستكون مهددة بسبب دمج مثل هذه التقنيات.

ومع ذلك، تؤكد Odyssey أنها تهدف إلى التعاون مع أصحاب المهن الإبداعية وليس منافستهم. وفقاً لما جاء في بيان الشركة مؤخراً، تعتبر Odyssey نموذجها الجديد منصة للأشكال المستقبلية من الترفيه والوسائط، والتي قد تفتح أبواباً واسعة لاستكشاف وتطوير القصص بطرق مبتكرة، بعيداً عن التقييدات التقليدية للإنتاج الإعلامي المعتاد.

بالطبع، يبقى نموذج Odyssey الحالي في بداياته المبكرة وإمكاناته لا تزال بحاجة للتطوير. الشركة نفسها تعترف أن نموذجها الحالي يعاني من بعض النقص مثل ضبابية المشاهد أو عدم ثبات عناصر البيئة الافتراضية بشكل كامل. لكنها في نفس الوقت تعد بتطوير النموذج سريعاً، مع إشارة إلى أن البث الحالي مدعوم من وحدات معالجة الرسوم Nvidia H100 GPU مقابل تكلفة تتراوح من دولار إلى دولارين لكل ساعة استخدام لكل مشاهد.

النقطة التي تجعل من Odyssey جذابة بشكل خاص، هي طريقتها المبتكرة في الحصول على البيانات. فهي تستخدم نظام كاميرات محمولة بدلاً من الاعتماد فقط على قواعد البيانات المفتوحة، في محاولة منها للحصول على محتوى واقعي أكثر جودة، الذي يمكنها استخدامه في تدريب ذكائها الاصطناعي.

ذو صلة

وقد نجحت Odyssey حتى اليوم في جمع نحو 27 مليون دولار من مستثمرين بارزين مثل EQT Ventures وGV، بالإضافة إلى وجود إد كاتمول، أحد مؤسسي استوديوهات Pixar، في مجلس إدارتها.

ندرك جميعاً أن تقنيات كهذه تمثل فرصًا رائعة ولكن قد تصاحبها تحديات لا يمكن تغافلها. البنود التقنية التي تستخدمها Odyssey مثل "نماذج العالم"، "الجيل التفاعلي"، "اتساق الصور المكاني"، و"تدريب الروبوتات" تبرز بشكل متكرر في هذا المقال لتعمق من تماسكه ووضوحه. ربما سيكون من المناسب مستقبلاً شرح أفكار تقنية إضافية أو إضافة جملة انتقالية تربط مختلف الأفكار لمزيد من السلاسة، وهذا سيساعد القراء غير التقنيين على البقاء في الصورة بشكل أوضح.

ذو صلة