ويكيبيديا والذكاء الاصطناعي: دعم لا استبدال… دعم المتطوعين وتسهيل الوصول للمعرفة العالمية

3 د
تعتمد ويكيبيديا استراتيجية الذكاء الاصطناعي لدعم المتطوعين وليس لاستبدالهم.
سيُستخدم الذكاء الاصطناعي لتطوير آليات تسهل المهام المتكررة للمحررين.
يعزز الذكاء الاصطناعي عملية الترجمة ويسهل انضمام متطوعين جدد لويكيبيديا.
تلتزم المؤسسة بالشفافية واحترام الخصوصية وحقوق الإنسان في استخدام الذكاء الاصطناعي.
في ظل الانتشار الهائل لتقنيات الذكاء الاصطناعي وأحاديث القلق حول فقدان الناس لوظائفهم، كشفت مؤسسة ويكيميديا المسؤولة عن موسوعة ويكيبيديا، عن استراتيجية جديدة تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في عملها. اللافت للانتباه هنا أن المؤسسة تؤكد بشكل قاطع وواضح أن الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلًا عن مجتمعها البشري الكبير من المحررين والمتطوعين، بل سيكون داعمًا ومساعدًا لهم في مهامهم.
مساعدة البشر بدل استبدالهم
صرحت المؤسسة في بيان لها، بأن استراتيجيتها للسنوات الثلاث القادمة تستند إلى رؤية استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مفيدة تسهل عمل المتطوعين والمشرفين، وتزيل عنهم العقبات التقنية التي قد تستهلك وقتهم وجهودهم. وأوضح البيان أن هذا التوجه يأتي في استجابة واضحة للمخاوف المنتشرة حاليًا حول تأثير أنظمة الذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية، خاصة في مجال إنشاء وصنع المحتوى.
ويأتي موقف المؤسسة مطمئنًا بشكل كبير لمجتمع ويكيبيديا الضخم الذي يعتمد بشكلٍ كلي على متطوعين من مختلف أنحاء العالم لكتابة وتحرير ومراجعة المحتوى الموسوعي الذي يستخدمه ملايين القراء حول العالم يوميًا.
كيف سيعمل الذكاء الاصطناعي مع مجتمع ويكيبيديا؟
تكشف مؤسسة ويكيميديا في تفاصيل خطتها المستقبلية عن بعض المجالات المحددة التي سينشط فيها استخدام الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، ستتم الاستفادة منه في تطوير آليات تساعد على تنفيذ المهام المتكررة والمملة بشكل آلي، كفرز المعلومات وتصنيفها وحتى تدقيقها بشكل أولي، مما يسمح للمتطوعين باستخدام أوقاتهم بطريقة أكثر كفاءة.
كما سيتم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحسين مستوى الوصول للمعلومات المتوفرة على ويكيبيديا، وذلك بجعلها أسهل في التصفح وأكثر تنظيمًا، ما يوفر لمحرري المقالات فرصة أكبر للتفرغ لمناقشة التفاصيل والوصول إلى اتفاقات وتفاهمات حول تعديلات أو إضافات جديدة للمقالات.
الترجمة والترحيب بالمتطوعين الجدد
من النقاط الجذابة التي تشملها الخطة كذلك، استخدام الذكاء الاصطناعي في تسهيل عملية الترجمة بين اللغات المختلفة الموجودة على موسوعة ويكيبيديا. وهنا ما يلفت النظر بشكل كبير، إذ إن المحتوى متعدد اللغات هو أحد أهم السمات المميزة لويكيبيديا، وبالتالي فإن الذكاء الاصطناعي سيكون داعمًا في توسيع نطاق المعرفة وتعزيز مشاركة المستخدمين في مختلف مناطق العالم.
بالإضافة إلى ذلك، يهدف الذكاء الاصطناعي إلى تسهيل عملية انضمام متطوعين جدد إلى مجتمع ويكيبيديا، من خلال تقديم إرشادات وتوجيهات مبسطة وواضحة، تسرع من تكاملهم مع فرق العمل الحالية، بحسب ما أوضحته المؤسسة في إعلانها.
قيم شفافة ومنهجية منفتحة
أوضح كريس ألبون، مدير قسم تعلم الآلة في منصة ويكيميديا، وليلى زيا، مديرة الأبحاث بالمؤسسة، أن المعيار الرئيسي لاستراتيجيتهم الجديدة هو الالتزام بقيم ويكيبيديا الأصلية والمبادئ التي قامت عليها. فمن خلال مدونة لهم أوضحا أن هذه الخطط ستبقى دائمًا مرتبطة بالشفافية واحترام الخصوصية وتعزيز حقوق الإنسان، كما ستحافظ المؤسسة على استخدامها لنماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر وتتمتع بمستوى شفافية عالٍ.
وأكد المسؤولون في ويكيبيديا أيضًا أن الحفاظ على جودة المحتوى الموسوعي ودقته أصبح اليوم مهمة أكثر أهمية وحساسية من أي وقت مضى، خاصة مع معرفة الجميع أن نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية قد تُخطئ أحيانًا، وقد تقدم معلومات خاطئة أو غير دقيقة.
بهذه الخطوة، تؤكد ويكيبيديا مكانتها كمنصة فريدة تعتمد على العمل الإنساني التطوعي، وتوظف التكنولوجيا كوسيلة مساعدة فقط، دون أن تتخلى عن رسالتها الأساسية في توفير المعرفة الحرة للجميع بطرق موثوقة وشفافة.