ذكاء اصطناعي

آبل تطلق نماذج ذكاء اصطناعي محسّنة… والنتيجة؟ أقل من المتوقع!

آبل تطلق نماذج ذكاء اصطناعي محسّنة… والنتيجة؟ أقل من المتوقع!
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

أعلنت آبل عن تحديثاتٍ في نماذج الذكاء الاصطناعي، لكنها لم تتفوق على المنافسين.

قيم مختبرون أداء "Apple On-Device" بأنه مماثل لنماذج جوجل وعلي بابا.

أداء "Apple Server" كان أقل من نموذج "GPT-4o" الخاص بـ OpenAI.

فشل نموذج معالجة الصور في التفوق على "Llama 4 Scout" من ميتا.

تعمل نماذج آبل بكفاءة بلغات متعددة، إلا أنها تحتاج لتحسينات لتجنب الدعاوى القضائية.

في خطوةٍ مرتقبةٍ منذ مدة، أعلنت شركة آبل عن تحديثاتٍ جديدة على نماذج الذكاء الاصطناعي التي تعتمد عليها في منتجاتها المشهورة، مثل أجهزة الآيفون والماك، وتحديداً في حزمة "Apple Intelligence". ولكن النتائج كانت أقل من التوقعات وأثارت استغراب الكثيرين، إذ ظهرت هذه النماذج الجديدة أقل كفاءة في الأداء من بعض النماذج الأقدم المنافسة كالنماذج التي طورتها شركتا OpenAI وMeta.

وبحسب مدونة رسمية لآبل، فقد قام مختبرون بشريون أخيراً بتقييم نماذج الشركة الجديدة، حيث وجدوا أن "Apple On-Device"، الذي يعمل مباشرةً من دون الحاجة للاتصال بالشبكة على أجهزة آيفون وآيباد، يتمتع بمستوى أداء "مماثل" فقط لنماذج مشابهة الحجم أنتجتها شركات مثل جوجل وعلي بابا، ولكنه لم يتفوق عليها. فيما جاء أداء النموذج الأكثر تقدماً المسمى "Apple Server"، والذي يعمل ضمن مراكز بيانات آبل مباشرةً، أقل بوضوح من نموذج OpenAI الشهير "GPT-4o" رغم كون هذا الأخير قد مرّ عامٌ كامل على إطلاقه.

لكن الأخبار جاءت أكثر إحباطاً حين قارنت آبل قدرات نماذجها في معالجة الصور، حيث أكد المختبرون أنهم فضلوا نموذج ميتا "Llama 4 Scout" على نموذج "Apple Server". تعد هذه النتيجة ملفتة للانتباه لأن نموذج ميتا نفسه سبق وأن حقق أداء تحت المستوى إذا ما قورن مع نماذج أخرى من جوجل وأوبن إيه آي وشركات تقنية رائدة في المجال.

وهذا يعيدنا إلى تقارير سابقة تحدثت عن تأخر واضح في قسم أبحاث الذكاء الاصطناعي داخل آبل، مما أثار قلق الزبائن المتابعين بشغف لقدرة الشركة على منافسة عمالقة هذا القطاع المتنامي. بل إن العملاء ذهبوا لأبعد من ذلك ورفع بعضهم مؤخراً دعاوى قضائية ضد آبل، متهمين الشركة بالترويج لمزايا ذكاء اصطناعي لم تتمكن من تأمينها أو تنفيذها بالجودة التي وعدت بها، وأيضاً بسبب تأجيل تطوير المساعد الصوتي Siri بشكل ملحوظ حتى إشعار آخر.

ورغم أنه قد يبدو الأمر محبطاً لمحبي آبل، لكن الشركة طورت هذه النماذج بشكلٍ أفضل فيما يتعلق بكفاءة استخدام الأدوات ومعالجة لغات متعددة. يستطيع كلا النموذجين – "Apple On-Device" الذي يحتوي حوالي ثلاثة مليارات بارامتر، و"Apple Server" – فهم والعمل مع نحو 15 لغة مختلفة. وهنا لا بد من توضيح أن عبارة "بارامتر" تشير إلى القدرات التقنية للنماذج وفاعليتها في حل المشكلات وتحليل البيانات بشكل أفضل كلما ارتفع عدد هذه البارامترات.

ذو صلة

وعلى الرغم من التحسينات الداخلية، يؤكد الخبراء أنه ما يزال أمام آبل طريق طويل نسبياً للحاق بالركب، وهو ما يعيدنا إلى حديث سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ "أوبن إيه آي"، الذي أشار في رؤيته المستقبلية الأخيرة إلى أن العام المقبل سيشهد ظهور أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على إبداع أفكار جديدة وفريدة من نوعها. يبدو ذلك متناقضاً بوضوح مع المستوى الحالي لآبل التي لا تزال تكافح رغم ضخامة الإمكانيات والموارد المتاحة لديها.

في نهاية الأمر، تؤكد نتائج آبل أهمية عدم التسرع وتحري الجودة بشكل أكبر، فالمنافسة الحقيقية في قطاع الذكاء الاصطناعي لا تتمثل فقط بإطلاق نماذج جديدة، بل في تحقيق قفزات نوعية واضحة وملموسة. ومن المفيد أن تواصل آبل التركيز على توسيع إمكانات التدريب لنماذجها مستقبلاً، وضمان الاستفادة من البيانات المتنوعة مثل الصور والمستندات والرسوم البيانية. ولعل الالتزام بهذه الاستراتيجية سيفسح المجال أمام الشركة لتقديم أداء قوي يتسق مع تطلعات مستخدميها ومحبيها المنتشرين حول العالم.

ذو صلة