ذكاء اصطناعي

أقرب من الطائرات! كويكب يمرّ فوق أنتاركتيكا على ارتفاع 420 كم

محمد كمال
محمد كمال

3 د

اقترب الكويكب 2025 TF بشكل مذهل من الأرض بارتفاع 419 كيلومتراً فقط.

كان هذا ثاني أقرب مرور مسجل لكويكب ولم يُرصد إلا بعد مروره.

لوحظ أول مرة في مرصد كيت بيك وتقدر حجمه بطول سيارة متوسطة.

ينتمي إلى مجموعة أبولو وتدور مداره حول الشمس بفترة تقترب من عامين.

يعكس الحدث الحاجة الملحة لتقنيات دفاع كوكبي أكثر تطورًا.

في حدث فلكي استثنائي، اقترب كويكب صغير اكتُشف حديثاً يحمل الاسم 2025 TF من كوكب الأرض بشكل مذهل عند الساعة 00:49 بالتوقيت العالمي يوم الأول من أكتوبر 2025. الكويكب مرّ على ارتفاع لا يتجاوز 419 كيلومتراً فوق سطح الأرض عند القارة القطبية الجنوبية، ليصبح بذلك ثاني أقرب مرور لكويكب مسجل في السجلات الفلكية.

وهذا الرقم يضعه مباشرة خلف الكويكب 2020 VT4، الذي عبر بالقرب من الأرض عام 2020. وبالانتقال من المقارنة التاريخية إلى أبعاد الحدث الحالي، نجد أن ما حصل ليس مجرد مرور عابر بل محطة مهمة في فهمنا للأجسام القريبة من الأرض.


تفوق على معظم اللقاءات السابقة

الكويكب 2025 TF سُجّل ضمن مسافة 0.02 من "المسافة القمرية" (LD)، وهي وحدة تُستخدم عادة لمقارنة اقتراب الأجرام من الأرض، أي ما يعادل حوالي 6,790 كيلومتراً من مركز كوكبنا فقط. هذا الرقم يضعه في مرتبة قريبة جداً من أرشيف الأحداث الاستثنائية: مثل كويكب 2024 XA و2020 QG اللذين شكلا مفاجأة في حينها، وإن كانا على مسافات أبعد. الطريف أن هذه الكويكبات تمر بسرعة هائلة يصعب تصورها؛ فـ 2025 TF تحرك قرب الأرض بسرعة قاربت 75,200 كيلومتر في الساعة، أي أسرع من طائرة نفاثة بعشرات المرات.

هذا يقودنا إلى سؤال مهم: كيف عثر العلماء على هذا الجرم الخاطف للنظر بعد أن تجاوز الأرض؟


اكتشاف متأخر يلفت الانتباه

المثير أن الفلكيين لم يرصدوا الكويكب سوى بعد مروره الفعلي. فقد شوهد لأول مرة في مرصد كيت بيك بأريزونا، بعد أقل من ست ساعات من اقترابه الشديد. التقديرات الحالية تشير إلى أن حجمه لا يتجاوز بضعة أمتار، أي بطول سيارة متوسطة تقريباً. ومع صغره، يظهر التحدي الكبير في تتبع مثل هذه الأجسام، فالإمكانات التقنية لا تكفي دائماً لملاحظتها قبل أن تمر بجوارنا.

وهذا يفتح الباب للنقاش حول أهمية تطوير أدوات المراقبة المبكرة وإدخال برامج للرصد الفضائي أكثر دقة.


مدار طويل وغير مؤكد

الكويكب ينتمي إلى عائلة تُعرف باسم **مجموعة أبولو**، وهي كويكبات ذات مدارات تعبر مدار الأرض. الحسابات الأولية لمساره توضح أنه يدور حول الشمس في مدار مطوّل يمتد بين 0.67 وحدة فلكية في الحضيض و2.56 وحدة فلكية في الأوج، بفترة مدارية تقترب من عامين. لكن الملفت أن البيانات الحالية غير مكتملة؛ فالمسار محسوب اعتماداً على يوم واحد فقط من الرصد، ما يعني أن درجة عدم اليقين عالية نسبياً.

ذو صلة

وبما أن احتمالات اقترابات مستقبلية تبقى مفتوحة، فإن مراصد العالم ستواصل متابعة الكويكب خلال الأسابيع والأشهر القادمة للحصول على معلومات أوضح.

في النهاية، مرّ الكويكب 2025 TF بسلام دون أي أثر يُذكر، لكنه كان بمثابة تذكير صارخ بمدى هشاشة كوكبنا أمام الأجرام السماوية الصغيرة التي قد تظهر فجأة. مثل هذه الأحداث تعكس الحاجة الماسة إلى الاستثمار في تقنيات الدفاع الكوكبي، بدءاً من أنظمة الرصد المبكر وصولاً إلى سيناريوهات الاعتراض في الحالات الطارئة. وفي كل مرة يُسجل اقتراب استثنائي، يعود النقاش ليؤكد أن اليقظة هي خط الدفاع الأول للبشرية.

ذو صلة