إيلون ماسك يعترف بندمه: بعض تغريداتي عن ترامب… تجاوزت الحدود!

تحدث إيلون ماسك، رجل الأعمال المعروف والمدير التنفيذي لشركة تيسلا للسيارات الكهربائية، بشكل صريح وغير معتاد مؤخراً، عندما أعرب عن ندمه صراحةً على بعض التغريدات التي كتبها الأسبوع الماضي حول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً أن تغريداته تلك قد "تجاوزت الحدود المقبولة".

ماسك، الذي لطالما عُرف بتصريحاته المثيرة للجدل وتغريداته التي يتابعها الملايين حول العالم، اختار هذه المرة التعبير عن أسفه بشأن ما وصفه بـ "بعض المنشورات التي ذهبت بعيداً أكثر من اللازم". تأتي هذه التصريحات خلال فترة تشهد فيها الولايات المتحدة استقطاباً سياسياً حاداً، ما دفع بالكثيرين إلى النظر لاعتراف ماسك هذا بأنه خطوة نادرة وإيجابية من شخصية عادةً ما تتمسك بمواقفها حتى النهاية.

ومن المهم التركيز على أن ماسك لم يوضّح بالضبط أي تغريدات كان يشير إليها، في إشارةٍ ربما إلى رغبته في عدم إعادة فتح النقاش أو إثارة مزيدٍ من الجدل، لكنه أكد أن ما كتبه لم يكن مناسباً، معتبراً أن اختيار الكلمات في الأيام الأخيرة احتاج إلى المزيد من الحكمة والوعي بالمسؤولية الاجتماعية.

ويأتي السياق العام لتغريدات ماسك الأخيرة في إطار التوتر المتزايد حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمواجهات الكلامية بين مؤيدي ومعارضي ترامب؛ ويدرك ماسك جيداً تأثير كلماته، فهو يُنظر إليه ليس فقط كعملاق لصناعة السيارات الكهربائية، بل أيضاً كشخصية مؤثرة باتت تمتلك قوة كبيرة في توجيه الرأي العام الأمريكي، وربما العالمي.

هذا الاعتراف من قبل ماسك أثار ردود أفعال مختلفة بين متابعيه، فبعضهم رأى في ذلك موقفاً مثالياً يعبّر عن شجاعة الاعتراف بالخطأ دون تكبر؛ آخرون اعتبروا أنها خطوة ذكية لتخفيف حدة الانتقادات الموجّهة إليه بسبب تصريحاته السابقة، ومحاولة لعدم التأثير سلباً على العلامة التجارية لتيسلا وغيرها من شركاته.

وبصرف النظر عن طبيعة ردود الأفعال، تبقى هذه الخطوة من ماسك إطاراً مهماً يُسلط الضوء على الحاجة إلى الوعي والتروي قبل نشر أي محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً إذا كنت شخصية عامة بحجم إيلون ماسك. فاختيار الكلمات والتوقيت الجيد للنشر هما ما يميز بين الاهتمام الإيجابي والجدل السلبي.

وباختصار، يمكن القول إن ما قام به ماسك من اعتراف بالخطأ يشير إلى أهمية التفكير ملياً قبل الكتابة، خصوصاً مع وجود الحساسية السياسية هذه الأيام. وربما يحتاج الملياردير المخضرم في المستقبل لاستخدام عبارات أكثر حيادية ودقة في التغريد، أو إضافة نوع من المراجعة الداخلية قبل النشر، لإبقاء النقاش بعيداً عن المواقف الحساسة والحفاظ على صورته كرائد تقني وشخصية مؤثرة إيجابياً في المجتمع.