بين الخيال والحقيقة: من هو توني ستارك الحقيقي الذي سيغير عالمنا؟

3 د
منذ ظهوره على الشاشات، ألهم "توني ستارك" الجمهور بابتكاراته وتقنياته الفائقة.
اليوم، يبرز "إيلون ماسك" كشخصية مشابهة مع شركات مثل "تسلا" و"سبيس إكس".
"بالمر لوكي" يقترب من "الرجل الحديدي" بتقنياته في الدفاع والذكاء الاصطناعي.
السؤال: هل يمكن أن نكون مبتكرين مثل "توني ستارك" ونعيد تشكيل المستقبل بأنفسنا؟.
منذ ظهوره الأول على الشاشات، شغل رجل الأعمال والمبتكر العبقري الخيالي „توني ستارك”، والمعروف بلقبه الأيقوني „الرجل الحديدي”، أذهاننا بمغامراته الخيالية وتقنياته الخارقة للعادة. ولكن دعونا نبتعد قليلاً عن السينما ونفكر معاً: ماذا لو كان بيننا اليوم "توني ستارك" حقيقي، شخصية ابتكارية جريئة، قادرة على تغيير شكل المستقبل تمامًا كما فعل بطل الأفلام الشهير؟
الواقع أن سباق التكنولوجيا اليوم لم يعد مقتصراً على ترف أو فانتازيا الروبوتات والطيران في الهواء؛ بل هو تركيز على أشخاص واقعيين يطورون تقنيات تخدم الإنسانية وتدفع حدود العلم إلى آفاق جديدة. وإذا أردنا البحث عن شخصية مشابهة حقًا لـ„توني ستارك” بأفكاره الجريئة وتحدياته الكبيرة، سنجد أن هناك عدداً لا بأس به من المرشحين على الساحة الآن.
أبرز هذه الأسماء حاليًا هو الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مؤسس شركات ثورية حديثة مثل „سبيس إكس” التي أحدثت قفزة تقنية كبيرة في عالم الفضاء، و„تسلا”، الشركة التي حولت السيارات الكهربائية من حلم إلى حقيقة تجوب شوارعنا بالفعل. نجاح ماسك في تغيير مفاهيم النقل والطاقة وحتى الذكاء الاصطناعي والنظم العصبية يشبه جدًا طريقة ستارك في ابتكار حلول لمشاكل قد تبدو مستحيلة.
ولا يبدو ماسك الوحيد الذي يقترب من شخصية „الرجل الحديدي”. فهنالك أيضاً "بالمر لوكي"، وهو مؤسس شركة أوكيلوس للواقع الافتراضي، ويقود الآن شركة „أندوريل” المتخصصة في تقنيات الدفاع والذكاء الاصطناعي والمراقبة. هناك جدل حول بعض أعماله بسبب علاقة التقنية بالدفاع الوطني، بما يشبه جانبًا من قصة „توني ستارك" نفسه كنصير للأمن والتكنولوجيا العسكرية.
وبالحديث عن الذكاء الاصطناعي، لا يمكننا تجاهل "سام ألتمان"، الرئيس التنفيذي لشركة „أوبن إيه آي”، الذي يقف خلف الذكاء الاصطناعي الحديث وفي مقدمة الجهود لجعل تقنيات الـ AI أكثر أمانًا وفاعلية لخدمة الإنسان، تمامًا كما كانت مخاوف „توني ستارك” حول المسؤولية الأخلاقية للتقنية التي يصنعها.
وبعيدًا قليلاً عن الدوائر التقليدية، نجد شخصيات مثل "بيتر ديامانديس"، مؤسس مؤسسة جوائز „إكس برايز” وجامعة التفرد، المعروف بسعيه الدائم لحل تحديات البشرية الكبرى من خلال ما يسميه التكنولوجيا المتسارعة، لتشجيع العلماء والمبتكرين على تحقيق ما يراه الآخرون مستحيلًا.
كل هذه الشخصيات تتشابه في تمتعها بصفات أساسية شبيهة بشكل عجيب بشخصية „توني ستارك": امتلاك الرؤية المستقبلية البعيدة، المشاركة العملية في استخدام التقنيات وليس مجرد تمويلها فقط، المغامرة والمخاطرة من أجل تحقيق قفزات واسعة، والاهتمام الكبير بالموازنة بين التطور التكنولوجي والأخلاق الإنسانية، وتحقيق أثر ثقافي واسع يُلهم أجيالًا كاملة من المبتكرين الشباب.
والحق يقال، ليس من الضرورة أن يكون "توني ستارك" الحقيقي مليارديراً شهيراً. فمع تطور التقنيات بشكل كبير، من الذكاء الاصطناعي، والطباعة الثلاثية الأبعاد للأعضاء البشرية، إلى مصادر الطاقة النظيفة مفتوحة المصدر، فقد يكون هو ذلك الشاب الذي يعمل بعيداً في مرأبه الصغير، أو تلك الباحثة التي تطبع أعضاء بشرية في مختبرها البسيط.
في نهاية المطاف، ربما لا يكون الهدف الآن معرفة من هو „توني ستارك” الحقيقي. إن السؤال الأهم الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: „لمَ لا تكون أنت هذا الشخص؟”. فكل منا بإمكانه أن يكون مبتكرًا ومغيّرًا للعالم بطريقته الخاصة.
ولعل هذا المقال يمكن أن يتحسن قليلًا باستعمال كلمات قوية تضاف بعناية، وربما التقريب أكثر بين المفاهيم العلمية والتوضيحات البسيطة، لنقدم للقارئ تجربة أكثر سلاسة وترابطاً، مع رفع مستوى الدقة في الجمل الانتقالية بين الموضوعات لضمان تدفق النص بكل سلاسة. ويبقى الأهم أن يبقى الفكر ملهمًا والعرض قريبًا من واقع الحياة ليحفّز القراء على التفكير والعمل.