ذكاء اصطناعي

ترامب ينقذ الأطفال… رقمياً! أطفال يتسلّلون إلى لعبة VR باستخدام صور مشاهير

ترامب ينقذ الأطفال… رقمياً! أطفال يتسلّلون إلى لعبة VR باستخدام صور مشاهير
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

استخدم الأطفال صوراً لدونالد ترامب ويوتيوبر Markiplier لتجاوز نظام التحقق من العمر في لعبة Gorilla Tag.

تعاون مطور اللعبة مع منصة k-ID للامتثال للقوانين الجديدة الخاصة بحماية الأطفال على الإنترنت.

كشفت الحادثة عن هشاشة أنظمة التحقق المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والصور الثابتة.

تزايد المطالب بتطوير حلول تحقق متعددة المستويات، وتعزيز الوعي الرقمي لدى الأطفال وأسرهم.

في مفارقة تقنية لا تخلو من الطرافة والقلق في آنٍ معاً، كشف تقرير نشره موقع 404 Media في 21 مايو 2025، أن عدداً من الأطفال تمكنوا من تجاوز آليات التحقق من العمر المطبقة حديثاً في لعبة الواقع الافتراضي الشهيرة Gorilla Tag، وذلك باستخدام صور لشخصيات عامة مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واليوتيوبر الشهير Markiplier، إضافة إلى شخصية G-Man من لعبة Half-Life.

هذه الثغرة المثيرة للجدل ظهرت بعد أن تعاون مطوّر اللعبة، شركة Another Axiom، مع منصة التحقق من الهوية الرقمية k-ID، في محاولة للامتثال للقوانين الجديدة التي تُلزم الألعاب الرقمية، خصوصاً تلك الموجهة للأطفال، باستخدام أنظمة تحقق صارمة للعمر.


لعبة بريئة في مظهرها... محاطة بتعقيدات قانونية

اكتسبت لعبة Gorilla Tag شهرة واسعة في أوساط المستخدمين الشباب حول العالم، إذ تتيح لهم اللعب بشخصية قرد بلا أرجل، يستخدم ذراعيه للتنقل والتفاعل داخل بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد. هذه الشعبية بين فئة الأطفال فرضت على المطوّر أن يلتزم بقوانين الحماية الرقمية للأطفال، والتي تختلف بشكل كبير بين الدول والولايات الأمريكية، مما يُصعّب تطبيق حلول موحدة.

في هذا السياق، لجأت الشركة إلى استخدام تقنية التحقق من العمر المعتمدة على تحليل الصور. لكن، وفقاً لما أفاد به عدد من اللاعبين، فقد أمكنهم ببساطة رفع صور مشهورة لوجوه شخصيات بالغة مثل ترامب أو Markiplier، لتجاوز خطوة التحقق دون أن يواجهوا رفضاً من النظام.


تشكيك في فعالية أنظمة الذكاء الاصطناعي

تكشف هذه الحادثة عن ضعف الأنظمة الحالية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في التحقق من هوية المستخدمين وأعمارهم. فبدلاً من تحليل السمات الحيوية أو استخدام تقنيات متعددة التحقق، تعتمد العديد من الأنظمة على صورة الوجه فقط، وهي ثغرة تجعل من السهل التلاعب بها باستخدام صور معروفة تم انتزاعها من الإنترنت.

هذه الظاهرة ليست جديدة تماماً، لكنها تسلط الضوء مجدداً على إشكالية تصميم أنظمة حماية الأطفال في بيئات الإنترنت، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنصات الواقع الافتراضي، التي لا تزال تخطو خطواتها الأولى في التعامل مع التحديات القانونية والحقوقية.


مطور اللعبة في موقف حرج

تجد شركة Another Axiom نفسها الآن بين مطرقة الامتثال لقوانين حماية الأطفال وسندان التقنيات غير الكافية. فرغم النية الحسنة بالتعاون مع منصة k-ID، إلا أن النتائج الحالية قد تدفع الجهات الرقابية إلى فرض المزيد من الإجراءات الصارمة، أو حتى فرض غرامات في حال ثبت الإهمال في حماية المستخدمين القُصّر.

ذو صلة

وفي الوقت نفسه، فإن اعتماد المستخدمين الأطفال على وسائل تحايلية يطرح أسئلة أوسع حول التربية الرقمية، ودور أولياء الأمور في توجيه سلوك أطفالهم على الإنترنت، إضافة إلى الحاجة الملحة لأنظمة تحقق لا يمكن خداعها بسهولة.

ما بدا كإجراء بسيط لحماية الأطفال على الإنترنت، تحول إلى درس قاسٍ في كيفية تصميم أنظمة الحماية. فبينما يحاول المطورون الالتزام بالأنظمة، يبتكر المستخدمون الصغار وسائل جديدة لتجاوزها، وهو ما يفرض على الصناعة مراجعة جذرية لأدوات التحقق، بالتوازي مع حملات توعية وتثقيف رقمي جادة.

ذو صلة