تمجيد هتلر يتصدّر الترند: أغنية مثيرة للجدل تحصد ملايين المشاهدات على X وسط فشل رقابي عالمي

3 د
أثار المغني يي جدلاً واسعًا بإصدار أغنية تمجّد هتلر.
حذفت منصات مثل سبوتيفاي وساوندكلاود الأغنية بعد احتجاجات حقوقية.
ما زالت الأغنية تنتشر على منصة إكس، رغم جهود الحظر.
تسبب هذا في نقاش حول مسؤولية المنصات في مواجهة خطاب الكراهية.
يروّج ناشطون للرقابة المشددة لضمان بيئة رقمية آمنة.
فجّر المغني الأميركي الشهير يي – المعروف سابقًا بكانييه ويست – موجة من الانتقادات هذا الأسبوع بعد إطلاقه أغنية جديدة مثيرة للجدل تمجّد الزعيم النازي أدولف هتلر. ورغم محاولات عدد كبير من المنصات الكبرى حذف الأغنية إلا أنها ما زالت تنتشر بشكل واسع جدًا على بعض المواقع، خاصة منصة "إكس" (التي كانت تُسمّى تويتر سابقًا)، محققة ملايين المشاهدات.
الأغنية التي تحمل عنوان "Heil Hitler"، وتعني "تحية هتلر"، جرى نشرها على حساب يي الموثق في منصة إكس، وحققت أكثر من 6.5 مليون مشاهدة في أقل من يوم واحد. كما أعاد العديد من مشاهير التواصل الاجتماعي ذوي التأثير الكبير على الجماهير نشر الفيديو، مثل المؤثر الجدلي أندرو تيت، الذي قوبل مقطع الفيديو الخاص به وهو يسمع الأغنية في سيارته بأكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة.
هذا المشهد أعاد إلى الواجهة سؤالاً ملحًا يدور حول مسؤولية كبرى المنصات الاجتماعية على الإنترنت وكيفية تعاملها مع خطاب الكراهية. حيث سارعت منصات مثل سبوتيفاي وساوندكلاود إلى حذف الأغنية بعد أن انطلقت حملات من جمعيات حقوقية، كالحملة التي أطلقتها رابطة مكافحة التشهير (ADL)، التي أكد ممثلها دانيال كيلي على ضرورة اتخاذ مواقف صارمة حيال المحتوى التحريضي أو العنيف. ومع ذلك، ما يزال بعض المتابعين والناشرين يجدون طرقًا لتجاوز سياسات الحظر، من بينها رفع نسخ معدّلة أو ما يُسمى بريمكسات للأغنية تؤدي الغرض ذاته.
ورغم جهود منصات كبرى مثل فيسبوك ويوتيوب وريديت في حجب الأغنية وإزالة المنشورات المتعلقة بها، إلا أنه ما تزال هناك نسخ متاحة يحاول أصحابها باستمرار إعادة نشر الأغنية أو تمرير أفكارها. في ريديت مثلاً، أكد متحدث رسمي أنهم يتخذون موقفًا لا هوادة فيه تجاه كافة أنواع المحتوى المسيء أو العنصري، ويطبقون سياسات صارمة في الرقابة الآلية إلى جانب المراجعة البشرية للحفاظ على بيئة المنصة آمنة.
من جانب آخر، يسلط الوجود الكبير لهذه الأغنية على "إكس" الضوء على مدى الاختلاف في سياسات التعامل مع المحتوى المسيء بين المنصات. وبينما تواصل بعض المواقع إعداد أنظمة رقابة فعالة تمنع تداول مادة كهذه، يرى مراقبون أن منصة إكس قامت خلال الفترة الأخيرة بالتراجع في حزمها في مواجهة مثل هذا المحتوى، مما فتح مجالًا واسعًا لتداول مواد يمكن تصنيفها بسهولة ضمن خطاب الكراهية.
هذا الواقع يذكرنا مجددًا بالتحدي المستمر المتمثل في إيجاد توازن بين حرية التعبير وسياسات محاربة خطاب الكراهية والترويج للعنف. ورغم تأكيد العديد من منصات التواصل الاجتماعي إصرارها على تطبيق معاييرها الأخلاقية، يبدو الطريق طويلًا ويحتاج لجهود مضاعفة لمحاربة انتشار المحتوى العنصري أو المسيء بشكل فعال واستباقي.
وفي ظل هذا الجدل الكبير، يبقى أمام منصات التواصل الرقمية مسؤولية كبرى لإثبات جديتها في التصدي لمثل هذه المحتويات بشكل أسرع وأكثر حزمًا. ربما من المهم أيضًا أن تطبق هذه المواقع نهجًا موحدًا وأكثر شفافية في سياسات مكافحة خطاب الكراهية، حتى لا يجد المستخدم الذي يبحث عن الثغرات أي متنفسٍ لإعادة نشر مواد من شأنها إثارة نعرات الكراهية أو العنصرية مجددًا.