تيك توك ليس في مأمن بعد… اسمه يتردد في قاعة محاكمة ميتا الكبرى

3 د
تحدث المسؤول في تيك توك أمام المحكمة بخصوص قضايا المنافسة مع ميتا.
تحاول لجنة التجارة الفيدرالية إظهار تيك توك كتطبيق لا يمكن استبداله بسهولة.
أشارت ميتا إلى تأثير اختفاء تيك توك المحتمل لصالح منصاتها.
ذكر تيك توك أن فصل أعماله في الولايات المتحدة قد يستغرق وقتًا وكلفة كبيرة.
لا تزال التساؤلات قائمة حول مستقبل تيك توك في أمريكا وسط الجدل القانوني.
تخيل أن تستيقظ صباحًا وتكتشف اختفاء تطبيق تيك توك من هاتفك، فإلى أين ستتجه؟ هذا تحديدًا ما ناقشه مسؤول كبير من تيك توك مؤخرًا في قاعة محكمة في واشنطن العاصمة، التي عادت ثانية لتشهد جدلًا قانونيًا حول التطبيق الشعبي، ولكن هذه المرة بصفة مختلفة تمامًا.
حيث شهد آدم بريسر، المسؤول عن العمليات وسياسات الأمان في "تيك توك"، أمام المحكمة في القضية التي ترفعها لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) ضد عملاق شبكات التواصل الاجتماعي "ميتا"، الشركة المالكة لفيسبوك وإنستجرام.
وهذا الموقف اللافت يأتي بعد وقت قصير من صدور حكم من نفس المحكمة يسمح للحكومة الأمريكية قانونيًا بإبعاد تيك توك عن السوق الأمريكي أو إجباره على بيع أعماله في الولايات المتحدة، بسبب مخاوف أمنية مرتبطة بصاحبه الصيني، شركة "بايت دانس".
تيك توك شاهدًا لا متهمًا هذه المرة!
الغريب هنا أن تيك توك هذه المرة لا يدافع عن نفسه، بل يظهر كشاهد في دعوى حكومية ضد شركة منافسة. يجادل المسؤول التنفيذي، آدم بريسر، أمام المحكمة متحدثًا عن طبيعة المنافسة بين تيك توك ومنصات ميتا (مثل انستجرام وفيسبوك)، وهل يمكن فعليًا استبدال خدمات تيك توك بسهولة في حال فرض حظر كامل ونهائي عليه.
لجنة التجارة الفيدرالية تحاول أن تُظهر للمحكمة من خلال تيك توك نفسه، بأن تطبيق الفيديو الصيني لا يمكن بسهولة استبداله بتطبيقات ميتا، وبالأخص إنستجرام. حيث استشهدت بتصريحات سابقة لتطبيق تيك توك يؤكد فيها التطبيق أن خروجه من السوق الأمريكي سيؤدي إلى ضرر بالغ لا يمكن إصلاحه، وأن العديد من صناع المحتوى قد يفقدون مصدر دخلهم، لأن المنصات الأخرى كإنستجرام ليست بنفس الكفاءة في توفير طرق تحقيق الدخل والوصول إلى الجمهور بالحجم والجاذبية اللذين يوفرهما تيك توك.
مكاسب محتملة لـ"ميتا" في حال توقف تيك توك
بالمقابل، ردت "ميتا" باستخدام التصريحات ذاتها من تيك توك، خاصة تلك التي تعترف فيها بأنّ اختفاء التطبيق — ولو لفترة مؤقتة — قد يعني خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها في سمعة الشركة وأرباحها، وأن المستخدمين سيتجهون حتمًا إلى تطبيقات أخرى وأبرزها انستجرام نفسه.
بل وقدمت ميتا بالفعل بيانات تثبت أنه عندما واجه تيك توك فترة توقف قصيرة في أمريكا حول مهلة البيع الإجبارية التي حدّدتها السلطات الأمريكية، ازدادت نسبة التفاعل بشكل ملحوظ على منصات ميتا (فيسبوك وانستجرام تحديدًا)، بشكل يفوق المنصات المنافسة الأخرى مثل سناب شات.
دعم "بايت دانس" وتحديات التشغيل في الولايات المتحدة
القضية لم تقتصر على من سيكون الرابح إن غاب تيك توك، بل امتدت لتشمل طبيعة العلاقة بين تيك توك ومالكه الصيني "بايت دانس". "ميتا" حاولت أن تقارن بين الدعم الكبير الذي بمنحه "بايت دانس" لتطبيق تيك توك والدعم الذى منحته ميتا لتطبيق انستجرام بعد الاستحواذ عليه، لتؤكد أن نمو انستجرام جاء بشكل طبيعي ومبرر نتيجة الدعم وليس بغرض القضاء على منافس محتمل.
كما أكد تيك توك أيضًا أنّ فصل أعماله عن "بايت دانس" وإدارته من داخل الولايات المتحدة فقط قد يستغرق سنوات طويلة ويكلفه مبالغ ضخمة لإعادة بناء البنية التحتية التقنية ونظام متابعة المحتوى والإشراف عليه، مما يجعل المهمة شبه مستحيلة أو على أقل تقدير «باهظة الثمن للغاية».
هل تُحسم الأمور قريبًا؟
وفي ظل استمرار الجدل القانوني والسياسي حيال مصير التطبيق الأكثر شعبية بين شباب أمريكا، فإن التساؤلات حول تأثير غياب هذه المنصة الشهيرة لا تزال قائمة، خصوصًا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أجّل تطبيق قرار الحظر النهائي عدة مرات بهدف التوصل إلى صيغة توافقية.
في النهاية، ربما تنتهي هذه المعركة القضائية الكبرى قبل العثور على حل نهائي لمستقبل تيك توك في أمريكا، لكن الأكيد أن هذه المحكمة كشفت تفاصيل مهمة حول المنافسة الضارية في قطاع مواقع التواصل الاجتماعي، وربما تحدد مستقبل التطبيقات التي يستخدمها الملايين يوميًا.