ضربة من الداخل: كيفن سيستروم يتهم زوكربيرغ بـ”خنق” إنستغرام بعد الاستحواذ

3 د
كشف الشريك المؤسس لإنستغرام أن مارك زوكربيرغ رأى في نمو التطبيق تهديدًا لفيسبوك.
أكّد سيستروم أن إنستغرام كان يمكن أن ينجح باستقلالية عن ميتا بعد الاستحواذ.
شركة ميتا تُتهم بتقليص الدعم والموارد لإنستغرام، مما أثر على تطويره.
دخلت إنستغرام في منافسة داخلية مع فيسبوك بسبب شعور زوكربيرغ بتنافس بين المنصتين.
قد تعزز شهادة سيستروم الدعوى القضائية ضد ميتا وتجبرها على تخلي عن استحواذاتها.
في تصريح قد يقلب موازين قضية مكافحة الاحتكار المرفوعة ضد شركة "ميتا" العملاقة، كشف كيفن سيستروم، الشريك المؤسس لتطبيق إنستغرام، أن مارك زوكربيرغ مدير شركة ميتا، تعامل مع نمو إنستغرام باعتباره "تهديدًا" قد يُضعف هيمنة فيسبوك.
خلال شهادته أمام لجنة التجارة الفيدرالية يوم الثلاثاء، قال سيستروم إن إنستغرام كان قادرًا على التطور والنمو بشكل مستقل تمامًا دون الحاجة للبنية التحتية أو الموارد التي وفرتها ميتا بعد الاستحواذ الذي بلغت قيمته مليار دولار قبل أكثر من عقدٍ مضى.
وأوضح سيستروم للّجنة أن تطبيقه وقتها كان لديه معظم المقومات والمزايا التي تسمح باستمراريته كمنصة مستقلة. وتابع:
"كنا بصدد إطلاق ميزات مهمة مثل المراسلة الخاصة وخدمة الفيديو، وكان بإمكاننا إنجاز هذه الخدمات بأنفسنا دون الاعتماد على ميتا"
هل كانت إنستغرام ستنجح وحدها فعلًا؟
خلال الاستجواب من جانب محامي ميتا، أقرّ سيستروم بأن نجاح الشركة المستمر لم يكن مضمونًا بشكل كامل، وقال: "كان هناك احتمال لحدوث الفشل، إلا أنني مقتنع أن هذا الاحتمال كان محدودًا للغاية".
وتمثل شهادة سيستروم دعمًا قويًا لموقف لجنة التجارة الفيدرالية في قضيتها ضد شركة ميتا، التي تحاول إثبات أن قيام ميتا بشراء إنستغرام ومن بعدها واتساب كان بهدف القضاء على المنافسة والسيطرة بشكل غير قانوني على سوق السوشيال ميديا.
الشركة ترد: استثمرنا بإنستغرام بشكل هائل
من جهتها، لم تستجب ميتا فورًا لتعليق على هذه الشهادة، ولكنها كانت قد أكدت في مناسبات سابقة أن نمو إنستغرام القياسي ما كان ليتحقق من الأساس دون دعم مواردها، مشيرة إلى أن فريق إنستغرام في بداية الاستحواذ لم يكن يضم سوى 13 موظفًا ولم تكن هناك مداخيل مالية للتطبيق. وأضافت أن الميزات الرئيسية الحالية في إنستغرام بُنيت على التقنيات التي وفرتها ميتا.
وسبق للشركة أن قالت إن إجراءات الهيئة التنظيمية اليوم تعبّر عن تغيير قواعد اللعبة وتغيير مواقف سابقة تمت الموافقة عليها منذ قرابة عشر سنوات، معتبرة أن هذه التصرفات تتعارض مع دعم الابتكار الأمريكي وقد تساعد بشكل غير مباشر منافسين عالميين مثل الصين.
اتهامات بتهميش إنستغرام داخل ميتا
لكن سيستروم كشف جانبًا آخر من القصة، حيث أكد أن شركة ميتا تعمدت "تقليص الموارد" الممنوحة لإنستغرام وتهميشه في عدة مجالات. وأشار إلى أنه في عدة مناسبات شعر أن إنستغرام محروم من الدعم المالي والتقني الكافي في مجالات حيوية مثل تطوير الفيديو وبرامج خصوصية البيانات.
وأضاف:
"بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا، قررت ميتا زيادة استثماراتها للتركيز بشكل خاص على خصوصية المستخدمين، لكن إنستغرام لم يحصل على أي موظفين جدد أو موارد إضافية، رغم أهمية التطبيق المتزايدة في تلك الفترة".
تدهور العلاقات الداخلية بين المنصتين
وفي مفاجأة أخرى، قال سيستروم إن زوكربيرغ بدأ عام 2018 بالتقليص المتكرر للدعم الداخلي المقدم من فيسبوك لمنصة إنستغرام. وشمل ذلك التقليل من الإشعارات والروابط التي تعيد مستخدمي فيسبوك للتطبيق الخاص بمشاركة الصور، وذلك نتيجة شعور زوكربيرغ بأن شعبية إنستغرام باتت تضر بمعدل نمو فيسبوك.
وأضاف الشريك المؤسس لإنستغرام أمام المحكمة:
"كان زوكربيرغ سعيدًا بوجود إنستغرام كجزء من إمبراطوريته بسبب نمو المنصة الكبير والإبداع في تقديم المنتجات الجديدة، لكنه في ذات الوقت كان يشعر بتنافس عاطفي، حيث رأى أن نجاح إنستغرام يضر بصورة فيسبوك، فشعر أننا نأخذ من قاعدته الجماهيرية، وبدأ يتعامل معنا كمنافس داخلي"
هذه الشهادة القوية التي قدمها كيفن سيستروم ستعزز من قوة الدعوى القضائية للجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، التي قد تؤدي في حال نجاحها إلى إجبار ميتا على التخلي عن استحواذاتها السابقة لإنستغرام وواتساب. ويبقى السؤال الأهم الآن: هل ستعود إنستغرام مرة أخرى لتصبح شركة منفصلة، أم ستتمكن ميتا من الاحتفاظ بها كجزء من إمبراطوريتها الرقمية؟ الأيام القادمة وحدها ستحمل الإجابة.