ثورة في حرق الدهون دون الشعور بالجوع.. هل يكون هذا هو البديل المبتكر لأدوية السمنة التقليدية؟

3 د
حقق الدواء التجريبي "سانا" نتائج مبشرة في حرق الدهون مباشرة دون تقليل الشهية.
يقوم "سانا" بتفعيل نظام "توليد الحرارة المعتمد على الكرياتين" لحرق الدهون وتوليد الطاقة.
تعتمد شركة إولو فارما على مرجعية دراسات جديدة للتأكد من أمان وفعالية الدواء.
تشمل الخطة تجربة شاملة تضم 100 متطوع من مرضى السمنة هذا العام.
هل تخيلت يومًا أن تتمكن من خسارة الوزن دون أن تقلل من شهيتك المعتادة للطعام؟ قد تبدو هذه الفكرة مثيرة للدهشة، لكنها أصبحت اليوم إمكانية ملموسة من خلال دواء تجريبي جديد يُسمى "سانا"، والذي يستهدف حرق الدهون بشكل مباشر بدلًا من التأثير على الشهية.
ويختلف "سانا" بشكل جوهري عن الأدوية الشهيرة مثل "أوزمبيك"، التي تعتمد على تحفيز مستقبلات في الدماغ والجهاز الهضمي لخلق شعور دائم بالشبع. ففي دراسة أولية نُشرت مؤخراً في مجلة "نيتشر متابوليزم"، أعطى الباحثون هذا العقار الجديد لمجموعة صغيرة من المتطوعين، وكانت النتائج واعدة للغاية؛ تمكن المشاركون في التجربة من خسارة حوالي 3٪ من أوزانهم خلال 15 يومًا فقط دون أي شعور بانخفاض الشهية.
وهذا عكس أدوية إنقاص الوزن ذات التأثير المباشر على تقليل تناول الطعام. فـ "سانا" يعمل عبر آلية مثيرة للاهتمام تسمى "توليد الحرارة المعتمد على الكرياتين"، وهو نظام طبيعي في الجسم ينشط عادةً أثناء التعرض للبرد لحرق الدهون وإنتاج الطاقة لتدفئة الجسم. والمثير في الأمر أن "الكرياتين"، الذي يدخل في عملية توليد الحرارة هذه، معروف بشكل واسع كواحد من المكملات الغذائية التي تُستخدم عادة لبناء العضلات في الصالات الرياضية.
ويقول كارلوس إسكندي، المؤسس المشارك والمدير العلمي في شركة إولو فارما المطورة للدواء في أوروجواي، إن "سانا" مستخلص من مادة ساليسيلات - وهي مادة أساسية تُستخدم في تكوين الإسبرين - مضيفاً: "اكتشفنا بالصدفة أن الدواء إلى جانب قدرته على محاربة الالتهابات المرتبطة بالسمنة، يساهم أيضًا في حرق الدهون دون التأثير على الشهية أو تقليل تناول الطعام."
تأتي هذه الأخبار في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى خيارات علاجية مختلفة في مجال مكافحة السمنة. فالأدوية الحالية التي تعتمد على هرمون GLP-1 (مثل أوزمبيك وويجوفي) فعالة لكنها ذات تكلفة مرتفعة وقد تتسبب في أعراض جانبية في الجهاز الهضمي أو فقدان جزء من كتلة العضلات. ومن هنا ترغب الشركات الطبية في تقديم خيارات دوائية أقل تكلفة وأكثر راحة للاستخدام، مثل الحبة اليومية بدلًا من حقن أسبوعية مكلفة وغير مريحة للبعض.
ويقول أحد المتخصصين في جراحات السمنة، هانس شميدت، إن هناك حاجة ملحة لأدوية جديدة وآمنة تستهدف حرق الدهون عبر آليات طبيعية تماماً. موضحًا أن "سانا" يبدو واعداً لأنه يعمل على مستوى خلوي، مستهدفاً الخلايا الدهنية على وجه التحديد.
لكن من المهم أن نلقي الضوء على أن هذه الدراسات حتى الآن ما زالت في مراحلها الأولى، وشملت عدداً قليلاً من المشاركين؛ ما يجعل من الضروري إجراء تجارب أوسع للتأكد من الأمان والفعالية على المدى الطويل. بالفعل تُجهز شركة إولو فارما لتجربة جديدة من المرحلة الثانية بمشاركة حوالي 100 متطوع من مرضى السمنة في وقت لاحق من هذا العام، بهدف التأكد من فعالية الدواء وأمانه لفترات أطول، مع احتمالية طرحه في المستقبل كعلاج منفرد، أو إضافته لأدوية إنقاص الوزن الأخرى.
في النهاية، وبالرغم من أن الطريق مازال طويلاً أمام "سانا" قبل أن يصبح متاحاً في الأسواق، تبقى هذه الخطوة واعدة نحو توسيع خيارات مكافحة السمنة عبر آليات مبتكرة وجديدة تماماً عن الوسائل المستخدمة حالياً. وبينما ننتظر نتائج الدراسات اللاحقة، قد يكون من المفيد مستقبلاً تضييق التركيز على التأثيرات المحتملة لهذا الدواء الجديد في الحفاظ على العضلات، إلى جانب إضافة مزيد من التفاصيل حول كيفية دمجه مع علاجات أخرى متاحة بالفعل. وهذا بالضبط ما يدفعنا للترقب بأمل للمرحلة المقبلة من التجارب والدراسات حول هذا العلاج الواعد.