ذكاء اصطناعي

عبقرية شبابية: طالب ثانوي يبني مفاعل اندماج نووي يعمل بكفاءة في غرفة نومه بتكلفة 2000 دولار فقط!

عبقرية شبابية: طالب ثانوي يبني مفاعل اندماج نووي يعمل بكفاءة في غرفة نومه بتكلفة 2000 دولار فقط!
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

بدأ الطالب حذيفة نازوردين في بناء مفاعل اندماج نووي بمكونات بسيطة وميزانية محدودة.

على الرغم من نقص الخبرة، استخدم حذيفة غرفة نومه كمختبر للتجربة.

استعان حذيفة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وحل المشاكل.

نجحت مبادرته في لفت انتباه الباحثين وربما تلهم المزيد من الطلاب لتحقيق إنجازات مماثلة.

حين نتصور التجارب العلمية النووية، يتخيل معظمنا مختبرات متطورة بتكلفة عملاقة وأجهزة معقدة للغاية. لكن هذه الصورة النمطية تحطّمت مؤخراً في غرفة صغيرة بإحدى جامعات كندا. تعالوا معي لأروي لكم قصة الطالب الجامعي "حذيفة نازوردين"، الذي تمكن من بناء مفاعل اندماج نووي صغير من مكونات بسيطة، وبميزانية لا تتجاوز ألفي دولار فقط.

حذيفة نازوردين، طالب بكلية الرياضيات في جامعة ووترلو في كندا، لم تكن لديه خلفية كبيرة في مجال بناء المعدات وتجارب الاندماج النووي عندما قرر خوض هذه التجربة. كل ما كان يمتلكه هو الفضول، الإرادة الصلبة، والرغبة في استكشاف تحديات قد تبدو للوهلة الأولى مستحيلة.

بدأت قصة حذيفة حين استخدم غرفة نومه الصغيرة كمنصة لإجراء تجاربه. ومن هناك بدأ رحلته؛ بتجميع مفاعل بسيط مستوحى من تصميم يسمى "توكاماك"، وهو نوع من المفاعلات يستخدم الحقول المغناطيسية لإنتاج البلازما، والبلازما هي الحالة الرابعة للمادة وتعتبر الشرط الضروري لحدوث الاندماج النووي. ولتوفير الميزانية، طلب المكونات من مواقع تجارية عادية عبر الإنترنت مثل محولات اللافتات الكهربائية وأنابيب المياه.

ورغم نقص خبرته في التقنيات المتعلقة بتكوين الفراغ المطلوب لإجراء تجارب الاندماج النووي، فإن أكبر صعوبة واجهها حذيفة كانت تحقيق الفراغ عالي الجودة داخل مفاعل التجارب. استغرقت هذه الخطوة وقتاً طويلاً واختبارات متعددة لكشف وإغلاق تجاويف وثغرات غير مرئية أدت إلى تسرب الهواء وتوقف نجاحاته مؤقتاً. وبإصرار شديد، وبعد عدة محاولات مُرهِقة، نجح أخيراً في خفض الضغط إلى 25 مليون جزء من الجو العادي، وهو ما قرّبه خطوة جدية من تحقيق الاندماج النووي.

وهذا ما جعل مشروع حذيفة ملفتاً جداً بالنسبة للعديد من الباحثين والمتخصصين في مجال الاندماج النووي، خصوصاً وأن الشاب الكندي استعان في تجربته بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عبر "كلود 3.5"، وهو برنامج محادثة طورته شركة أنثروبيك. ساعد هذا البرنامج حذيفة في قراءة وتحليل ورقات تقنية معقدة ورصد مشاكل تركيب المفاعل وحلها بصورة أسرع وأسهل.

ورغم هذه الإنجازات المذهلة في فترة قياسية، إلا أن حذيفة لم يصل إلى المرحلة النهائية التي تسمى "إنجاز الاندماج الكامل" والتي تتمثل في إصدار النيوترونات، وهو الأمر الذي يسعى لتحقيقه في الفترة القادمة. الطلاب والباحثون الآخرون الذين قاموا بتجارب مماثلة، مثل الطالبة أوليفيا لي من جامعة تورونتو، أعربوا عن إعجابهم بقدرة حذيفة على تحويل أفكار نظرية إلى واقع ملموس بتكلفة بسيطة وإمكانات عادية.

ذو صلة

وبينما يستمر العلماء حول العالم بالبحث عن طرائق أسهل وأرخص لإنتاج طاقة الاندماج النووي كبديل مستدام وصديق للبيئة، تشكل تجارب طلاب مثل حذيفة دافعاً قوياً للأمل. فهي تشير إلى أن الابتكارات اللافتة للنظر في مجال الطاقة المتجددة قد لا تأتي فقط من المختبرات الضخمة والميزانيات الباهظة، بل قد تولد أيضاً من إرادة قوية ومعدات بسيطة، وربما من غرفة نوم طالب شاب مبدع يتحدى المستحيل.

في الختام، تمثل هذه القصة حافزاً لمن يبحث عن إلهام لتجربة غير تقليدية. ولهذا، ربما لو بادر حذيفة لاحقاً بمشاركة تفاصيل التجربة بشكل أوسع، قد يلهم الكثيرين لإتمام مسيرتهم الشخصية والعلمية، ويساهم في جعل مجال الاندماج النووي أكثر شعبية ويسراً في المستقبل القريب.

ذو صلة