لا حاجة لمخرج… Veo 3 يحوّل النصوص إلى أفلام ساحرة خلال ثوانٍ

2 د
دهش مستخدمو الإنترنت من فيديوهات أداة غوغل الجديدة "فيو 3".
تنتج الأداة مقاطع فيديو دقيقة التميز بفضل الذكاء الاصطناعي.
انتشرت مقاطع الفيديو على المنصات الاجتماعية بسرعة فائقة محققةً ملايين المشاهدات.
تقنية "فيو 3" تطرح تحديات للمبدعين التقليديين في صناعة الأفلام.
ستحدد سياسات الاستخدام مستقبل حقوق النشر والإبداع البشري.
عندما شاهد كثير من مستخدمي الإنترنت مؤخراً مقاطع فيديو واقعية للغاية، انتابتهم الدهشة والحيرة. لم تكن هذه المقاطع من إنتاج شركات هوليوود الكبرى أو مخرجين مشاهير، بل هي نتاج أداة جديدة من تطوير شركة غوغل باسم "فيو 3" (Veo 3)، وهي أداة ذكاء اصطناعي تستطيع إنتاج مقاطع فيديو يصعب على المشاهد تمييزها عن أعمال البشر الحقيقيين.
هذه التقنية الجديدة من غوغل تتفوق في تفاصيل مذهلة؛ حيث يمكنها إنتاج فيديوهات تحتوي على حوارات واضحة، وموسيقى تصويرية، ومؤثرات صوتية تبدو طبيعية بشكل شبه مثالي. ظهرت مثلاً سلسلة أفلام قصيرة انتشرت بصورة فيروسية على منصة إكس (تويتر سابقاً)، والتي قدّمها المنتج والمختص في الأحياء الجزيئية هاشم الغيلي. في تلك المقاطع الجذابة، يظهر ممثلون افتراضيون تم إنشاؤهم بواسطة الذكاء الاصطناعي يعبّرون عن سخطهم وسخريتهم من صانعيهم ومن يخبرهم بما يجب قوله. انتشرت هذه الأفلام كالنار في الهشيم وحققت ملايين المشاهدات في فترة قياسية.
هذا يسلط الضوء على موقع أداة غوغل الجديدة وسط سباق أدوات إنتاج الفيديو بالذكاء الاصطناعي مع منافسين بارزين مثل شركة "أوبن إيه آي" التي سبقت بطرح أداتها الخاصة التي تسمى "سورا". ومع ذلك، نجحت تقنية "فيو 3"، التي أعلنت عنها غوغل خلال مؤتمرها السنوي "Google I/O 2025"، في خطف الأنظار لأنها متاحة بالفعل للاستخدام، رغم سعر اشتراكها الشهري الذي يبلغ 249 دولاراً لمشتركي خدمة "غوغل إيه آي ألترا" في الولايات المتحدة.
من جانب آخر، برغم انتشار واستخدام الأدوات التقنية والمؤثرات البصرية والإخراجية على نطاق واسع في صناعة الأفلام لسنوات طويلة، فإن ظهور أدوات إنتاج مقاطع الفيديو الاصطناعية يشكّل تحدياً غير مسبوق أمام المبدعين التقليديين. بدأ البعض من صانعي الأفلام اليوم يتبنون تلك التقنيات بترحيب، بينما يشعر آخرون بالقلق حول مستقبل الإبداع والحقوق الفكرية لمعظم الإنتاجات الفنية. وشركة غوغل لم توضح حتى الآن كيفية تدريب الأداة الجديدة بالتحديد أو مدى تأثيرها المحتمل على أصالة وإبداع الفيديوهات التي تنتجها.
يبدو أننا أمام مرحلة جديدة كلياً فيما يتعلق بحدود التفرقة بين الواقع والخيال، وهو أمر لا يخلو من مخاطر أخلاقية وقانونية. مع انتشار هذه التقنية بهذا الشكل، يظل السؤال المهم: كيف سنتمكن من التأكد من هوية صُنّاع المحتوى الحقيقي في ظل العالمية الفائقة لهذه الإبداعات التقنية؟ وكيف ستتم إدارة حقوق النشر والتأليف والفن والخصوصية؟
وبينما نحن مشدوهون بإمكانات هذه الأداة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، قد يكون من المناسب إضافة جملة توضيحية تربط بين تطورات غوغل في مجال الذكاء الاصطناعي وأهمية التحضير لسياسات أو قوانين ترشد استخدامها وتحمي الإبداع البشري، فمع هذا الانتشار السريع لتقنية "فيو 3"، أصبح الحوار حول الحال الجديد لصناعة المحتوى الرقمي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.