مايكروسوفت تفاجئ المطورين: محرر نصوص جديد مفتوح المصدر والمزيد في مؤتمر Build

3 د
أعلنت مايكروسوفت عن برنامج تحرير نصوص بسطر الأوامر باسم "Edit".
فتحت مايكروسوفت مصدر "GitHub Copilot" ضمن Visual Studio Code للمطورين.
أتاحت الشركة Windows Subsystem for Linux للمستخدمين للتعديل والتخصيص.
تعزز هذه الخطوات استراتيجيتها في الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المرنة.
تشجع مايكروسوفت مجتمع المطورين على المساهمة في تطوير أنظمتها بفتح المصدر.
في مؤتمرها السنوي للمطورين "Build 2025"، أعلنت شركة مايكروسوفت عن خطوة كبيرة أثارت اهتمام المطورين ومحبي التقنيات مفتوحة المصدر، إذ قامت الشركة بالكشف عن مجموعة من التطبيقات والأدوات التقنية الجديدة، من بينها برنامج تحرير نصوص خاص بنظام ويندوز يعمل من خلال سطر الأوامر ويحمل الاسم المختصر والبسيط: "Edit".
ويوصف هذا البرنامج الجديد من قِبل الشركة بأنه أداة عملية تتيح للمبرمجين تعديل النصوص وكتابة الأكواد مباشرة من سطر الأوامر، ببساطة عبر كتابة الأمر "edit". وتسعى مايكروسوفت من وراء هذا الابتكار لتقليل الحاجة إلى التنقل المتكرر بين البرامج المختلفة أثناء العمل البرمجي، مما يوفر المزيد من الوقت ويحقق راحة وسلاسة للمطورين في القيام بمهامهم اليومية.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فقد قررت مايكروسوفت أيضاً فتح مصدر مشروعها المتميز "GitHub Copilot" ضمن بيئة Visual Studio Code، وهو أداة البرمجة الذكية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. هذه الخطوة تعني أن مميزات "كوبايلوت"، التي كانت في السابق حصرية ومحدودة، ستصبح الآن متاحة لمجتمع المطورين الأوسع للمساهمة في تطويرها وإجراء التعديلات والتحسينات المطلوبة.
وهنا تكمن أهمية فلسفة البرمجيات مفتوحة المصدر بالنسبة إلى شركة مثل مايكروسوفت، فرغم أنها لا تحقق أرباحاً مالية مباشرة من وراء توزيع هذا النوع من البرامج مجاناً، إلا أنها تستفيد بشكل كبير من آراء وتقييمات المجتمع التقني. وبفضل ذلك، تستطيع الحصول على أفكار أفضل للمميزات المستقبلية وإحداث تطويرات تتلاءم تماماً مع احتياجات المستخدمين.
وفي نفس الإطار، أعلنت الشركة أيضاً عن فتح مصدر نظام "Windows Subsystem for Linux"، المعروف اختصاراً بـ WSL، الذي يسمح بتشغيل بيئات "لينكس" مباشرة على نظام التشغيل "ويندوز". وستتيح هذه الخطوة للمستخدمين والمطورين إمكانية التعديل والتحكم بشكل أكبر في خصائص ومكونات النظام، وتهيئته بحسب مختلف احتياجات الأعمال الخاصة أو الاستخدامات الشخصية.
ترتبط هذه الخطوات من مايكروسوفت ارتباطاً واضحاً مع استراتيجيتها الطويلة الأجل في مجال الذكاء الاصطناعي وتقديم تطبيقات أكثر مرونة وقابلية للتعديل، لا سيّما مع توجه الشركة نحو قيادة السوق في هذا المجال شديد التنافسية.
الملفت في مبادرات مايكروسوفت الأخيرة أنها لم تبتعد كثيراً عن الفلسفة العامة للشركة القائمة على الانفتاح والتعاون، إذ باتت الشركة العملاقة تسعى وبشكل واضح إلى تشجيع مجتمع المبرمجين والمطورين من جميع أنحاء العالم للمساهمة مباشرة في تطوير منتجاتها وأنظمتها من خلال نموذج المصدر المفتوح.
ومن خلال مثل هذه التحركات، تعزز مايكروسوفت مكانتها كشريك موثوق في مجتمع المطورين، مما يدفعها قدماً في ريادة قطاع البرمجيات والتطبيقات، كما يساعدها في استباق المنافسة مع الشركات الكبرى الأخرى مثل جوجل وأمازون وأبل في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المتداخلة مع المنصات السحابية. وربما كان من الأفضل للمقال إبراز هذه المقارنة بشكل أعمق، لاكتساب وضوح أكبر حول المكان الذي تطمح مايكروسوفت أن تحتله وسط هذه المنافسة المتزايدة.