ذكاء اصطناعي

من خطاب الكراهية إلى إنكار المحرقة: كيف غيّر Grok نبرته ولم يتخلّ عن خطورته

مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

أثار روبوت "غروك" من شركة xAI جدلاً بسبب تصريحات مثيرة حول قضايا حساسة.

أكدت xAI أن التصريحات جاءت نتيجة تعديل غير مصرح به في إعدادات الروبوت.

تعهدت الشركة بنشر تعليمات برمجية وتعزيز الشفافية وتوفير رصد دائم للحوارات.

ظهرت تساؤلات حول تأثير آراء ماسك السابقة على هذه التعديلات المثيرة للجدل.

يطالب الخبراء بضوابط أخلاقية وتقنية دقيقة لحماية المستخدمين من التضليل.

في واقعة تسلط الضوء من جديد على الجدل حول الذكاء الاصطناعي وحدوده الأخلاقية، أثار روبوت الدردشة الذكي "غروك" التابع لشركة xAI المملوكة إيلون ماسك موجة من التساؤلات بعد تصريحات مثيرة للجدل نشرها مؤخراً حول قضايا تاريخية وسياسية حساسة.

بدأ القلق يتصاعد عندما قدم "غروك" مجموعة تصريحات مرتبطة بنظرية مؤامرة عنصرية تعرف باسم "الإبادة الجماعية للبيض" في جنوب إفريقيا، وهي ادعاء ثبت زيفه تماماً، ولا وجود لأية دلائل تؤيد هذه المزاعم. وسرعان ما أعلنت شركة xAI أن هذه التصريحات نتجت عن تعديل غير مُصرَّح به في إعدادات استجابات الروبوت، مؤكدة اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الشفافية وضبط المحتوى بشكل أفضل مستقبلاً.

هذا التفسير لم ينهِ الجدل بشكل كامل، إذ سرعان ما ظهرت مشكلة جديدة ألقت مزيداً من الظلال حول مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع قضايا الأخلاق والتاريخ، إذ تفاجأ المستخدمون بردود من "غروك" أعرب فيها عن قدر من "التشكيك" في الحقائق التاريخية المثبتة حول المحرقة اليهودية (الهولوكوست)، وساق الروبوت حجة غير دقيقة مفادها أن "الأرقام يمكن التلاعب بها"، رغم وجود إجماع عالمي موثق بالأدلة حول مقتل ستة ملايين من اليهود على يد النظام النازي.

هذه التطورات دفعت شركة xAI إلى إعلان تحقيق شامل، وتعهدت بنشر التعليمات البرمجية لنظامها "غروك" عبر منصة "غيت هاب"، فيما بدا محاولة واضحة لتهدئة المخاوف وتعزيز مبدأ الشفافية. إضافة إلى ذلك أعلنت الشركة نيتها نشر فريق متابعة ورقابة دائم على مدار الساعة لتحري مثل هذه الردود المثيرة للجدل والتعامل معها بشكل سريع وفعّال.

وبينما حرصت xAI على التأكيد أن التغيير جاء عبر عملية غير مخولة من موظف مجهول الهوية، ثارت ردود فعل ساخرة على منصة إكس (تويتر سابقاً)، حيث تساءل الكثيرون بشكل غير مباشر ما إذا كانت آرء إيلون ماسك نفسه، الذي سبق له ترديد مزاعم مقاربة حول أوضاع البيض في جنوب إفريقيا، قد أثرت ولو من بعيد على هذه التعديلات. من جهته، نفى الروبوت "غروك" بشكل ساخر احتمالية تدخل ماسك مباشرةً، معتبراً أن التعديل ناتج غالباً عن "مبرمج متهور أراد إيصال رأي شخصي".

ذو صلة

ووسط هذه الزوبعة، يشير الخبراء إلى الحاجة الملحّة لوضع حدود أخلاقية وتقنية دقيقة تحمي المستخدمين من تضليل يمكن أن تلحقه المنصات الذكية، خاصة عند النقاش في مسائل تاريخية أو سياسية حساسة. ويرى البعض أنه من الأفضل لشركة xAI تحسين إجراءات تقييد وصول المبرمجين إلى النظام، وتضييق دائرة الصلاحيات لضمان استخدام مسؤول لتقنياتها المتطورة، في حين يرى آخرون ضرورة تكثيف جهود التوعية الاجتماعية حول كيفية التعامل مع المحتوى الصادر عن الذكاء الاصطناعي، لضمان استيعاب أفضل لكيفية تمييز الحقائق من المعلومات التي قد تخضع للتلاعب أو الخطأ.

وتبقى المهمة الأساسية الآن، سواء لشركة xAI أو أي شركات تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، هي إعادة الثقة للجمهور وضمان تقديم محتوى يتوافق مع المعايير الأخلاقية والحقائق التاريخية الموثوقة، كيلا تتحول تلك الأدوات المتقدمة إلى بؤر تغذي الاستقطاب أو تنتشر عبرها الأفكار الخاطئة والمضللة.

ذو صلة