ذكاء اصطناعي

هل نشهد تفكك عمالقة التواصل؟ معركة الاحتكار تصل ذروتها وقاضٍ يستعد لهزّ عرش Meta

هل نشهد تفكك عمالقة التواصل؟ معركة الاحتكار تصل ذروتها وقاضٍ يستعد لهزّ عرش Meta
فريق العمل
فريق العمل

3 د

اختتمت المحاكمة القضائية الكبرى ضد شركة ميتا بأسبوعها السادس بحضور مارك زوكربيرغ.

تم اتهام ميتا بالاحتكار من خلال شراء المنافسين بدلاً من المنافسة العادلة.

تسعى لجنة التجارة الفيدرالية لإلغاء استحواذ ميتا على إنستغرام وواتساب.

يرتكز دفاع ميتا على توسيع تعريف سوق الشبكات الاجتماعية.

سيصدر القاضي بوزبيرغ حكماً قريباً قد يؤثر على مستقبل ميتا.

في خطوة قد تُعيد رسم خريطة وسائل التواصل الاجتماعي، اختتمت الأسبوع الماضي الجلسات القضائية في واحدة من كبرى القضايا القانونية ضد شركة ميتا (Meta)، المالكة لمنصتي إنستغرام وواتساب. جاءت هذه الدعوى بعد ستة أسابيع طويلة من المرافعات، وتقديم الشهادات من طرف 38 شاهداً، كان بينهم مارك زوكربيرغ شخصياً رئيس الشركة التنفيذي. والآن، تقع المسؤولية الكبرى على عاتق القاضي الأميركي جيمس بوزبيرغ الذي سيقرر قريباً انتصار إحدى الجهتين: ميتا أو لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية (FTC).

تعود بداية هذه القضية إلى اتهام لجنة التجارة الفيدرالية شركة ميتا بخلق احتكار في سوق الشبكات الاجتماعية، من خلال شرائها المنافسين بدل الدخول معهم في منافسة مفتوحة وعادلة. وعلى الرغم من أن الجهات التنظيمية ذاتها قد وافقت سابقاً على صفقتي الاستحواذ على إنستغرام عام 2012 وواتساب عام 2014، إلا أن لجنة التجارة الفيدرالية تعيد فتح الملف اليوم وتطالب بفسخ الصفقتين وإعادة الشركتين إلى وضع مستقل، فيما لو حكم القاضي لصالحها.

ومما عزّز موقف FTC في المرافعات، ظهور وثائق داخلية من الشركة تمثلها رسائل إلكترونية ومذكرات لمسؤولي ميتا، تعبر عن قلق واضح من المنافسين الصاعدين، وتناقش بشكل دقيق الفوائد الاستراتيجية للاستحواذ عليهم بدلاً من الوقوف أمامهم كمنافسين. وترى لجنة التجارة الفيدرالية أن ميتا بهذه الاستراتيجية استحوذت على السوق وأضعفت المنافسة الطبيعية.

في المقابل، قدم فريق الدفاع القانوني التابع لميتا رؤية مختلفة تماماً للوضع. ركز الفريق على توسيع تعريف السوق التي تعمل بها هذه المنصات، فبحسب دفاع ميتا، لا ينافسها فقط تطبيقات أخرى للشبكات الاجتماعية مثل سناب شات، بل ومنصات أخرى مثل يوتيوب وتيك توك التي تستهلك وقت المستخدمين بغرض الترفيه والتسلية وليس فقط للتواصل الاجتماعي. هذه النقطة تحديداً—تعريف السوق—هي الورقة الأهم التي سيراهن عليها كلا الطرفين لضمان الفوز.

وبالفعل، تؤكد التجارب السابقة في قضايا مشابهة أن تعريف السوق يعد حجر الأساس لنجاح أو خسارة مثل هذه القضايا الكبرى. وحتى القاضي بوزبيرغ نفسه علّق بشكل واضح قائلاً إن الحكم النهائي في القضية يعتمد بشكل كبير على تحديد مفهوم السوق المعنية، مباركاً أهمية هذه الخطوة كأكثر النقاط حسماً في القضية برمتها. فإذا اختار القاضي التعريف الضيق للسوق كما ترغب به FTC، سيصبح احتمال انفصال إنستغرام وواتساب عن عملاق المنصات الاجتماعية سيناريو واقعياً جداً، في سابقة هي الأضخم منذ قضية الاحتكار الشهيرة ضد مايكروسوفت في التسعينيات.

ومن المتوقع أن يصدر القاضي بوزبيرغ حكمه في أقرب وقت، ووعد بأن يكون القرار سريعاً قدر الإمكان، وهو ما يعني أننا قد نشهد خلال أسابيع قليلة إما انتصاراً تاريخياً للجنة التجارة الفيدرالية أو لشركة ميتا، فيما يستعد الطرف الخاسر بالفعل لتقديم استئنافات متوقعة.

ذو صلة

أياً كانت نتيجة هذا الحكم المنتظر، فإن هذه القضية تُبرز وبوضوح متزايد أهمية إعادة النظر في طبيعة تداخل الأسواق والمنافسة العادلة، خصوصاً مع توسع نفوذ عمالقة التكنولوجيا. ولعل إضافة عبارة قصيرة تذكر القارئ بسرعة نفْذ قرار المحكمة المقبل وتأثيره الكبير على مستقبل منصاتنا اليومية المفضلة، قد تجعل المقال أكثر قرباً وتفاعلاً مع اهتمام القراء وتعزز من رسالتك الصحفية الجذابة.

ذو صلة