مارك زوكربيرغ يكشف عن حقيقته ويتراجع عن دعم المجتمعات المتنوعة والمهمشة
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FRising-economics-2025-01-31T080622.521.png&w=3840&q=75)
3 د
كان "فيسبوك" في السابق رائدًا في دعم التنوع والشمول عبر برامج مثل "تنوّع الموردين".
استثمرت الشركة أكثر من مليار دولار في دعم المجتمعات المهمشة، لكنها تراجعت عن هذه الالتزامات خلال الأشهر الأخيرة.
قام مارك زوكربيرغ بفك الارتباط مع جميع برامج التنوع، محمّلًا المسؤولية لشيريل ساندبرغ.
يثير هذا التراجع تساؤلات حول التزام "ميتا" بالقيم الاجتماعية، ويدفع المستخدمين لإعادة النظر في علاقتهم بالشركة.
بقلم باري أ. ويليامز هي مؤلفة كتاب Seen Yet Unseen: A Black Woman Crashes the Tech Fraternity ورئيسة قسم الشؤون القانونية في LegalOn Technology، وهي شركة ذكاء اصطناعي، خلال الفترة التي عملت فيها في "فيسبوك"، الذي أصبح لاحقًا "ميتا"، بين عامي 2014 و2017، كانت الشعارات التحفيزية تملأ جدران الشركة: "العمل لم يُنجز سوى بنسبة 1%" و"تحرك بسرعة وحطم الأشياء". لكن أكثر ما لفت انتباهي عند وصولي لأول يوم عمل هو شعار: "لا شيء في فيسبوك هو مشكلة شخص آخر"، وهو ما يعني أن كل موظف لديه الصلاحية والمسؤولية للتعامل مع المشكلات وحلّها، بغض النظر عن منصبه.
لكن المفارقة اليوم أن "ميتا" تتعامل مع مشكلة التنوع والمساواة والشمول (DEI) وكأنها مشكلة شخص آخر. يبدو أن فلسفة الشركة تغيّرت تمامًا عما كانت عليه في عصر الابتكار المفتوح.
التنوع في فيسبوك: عامل أساسي للنمو والنجاح
خلال عملي في "فيسبوك"، كنت أعمل كمحامية متخصصة في سلسلة التوريد والمشتريات، ولم تكن مسألة التنوع جزءًا من اختصاصي المباشر. لكني لاحظت بوضوح أنني كنت المحامية السوداء الوحيدة في القسم القانوني، كما لم يكن من المعتاد رؤية عدد كبير من الزملاء السود في مكاتب الشركة. هذا الواقع دفعني إلى إطلاق برنامج تنوع الموردين، وهو مبادرة تهدف إلى إشراك الشركات المملوكة لمجتمعات متنوعة في عمليات التوريد والمشتريات الخاصة بـ "فيسبوك".
كان لهذا البرنامج أهداف استراتيجية متعددة. فمن ناحية، ساعد على صرف الانتباه عن معدلات التنوع المنخفضة في التقارير السنوية من خلال إظهار التزام الشركة بالمجتمعات المهمشة عبر دعم الأعمال الصغيرة المملوكة للأقليات. ومن ناحية أخرى، أدى إلى خفض التكاليف وتحقيق منفعة اقتصادية متبادلة، كما ساهم في تحسين جودة المنتجات والخدمات عبر الشراكة مع موردين يعكسون تنوع قاعدة مستخدمي "فيسبوك".
لم يكن الأمر مجرد مبادرة خيرية، بل كان استراتيجية مستدامة لتحسين الأداء الاقتصادي للشركة مع دعم المجتمعات المحلية، خاصة في مدينة "إيست بالو ألتو" التي كانت تتعرض لتغيير ديمغرافي بسبب التوسع الكبير لمقر "فيسبوك".
لقد بذلت جهدًا هائلًا لإنجاح هذا البرنامج، حتى أنني واصلت العمل عليه خلال إجازة الأمومة، وسهرًا في ليالٍ متأخرة. وحين انطلق البرنامج رسميًا في أكتوبر 2016، كان هناك دعم كامل من المستشار العام والمدير المالي للشركة، ما عزز قناعتي بأنني أسست شيئًا دائمًا سيستمر بعد رحيلي.
من التزام بمليار دولار إلى التراجع عن التنوع والشمول
في يونيو 2020، تعهدت "فيسبوك" باستثمار 1.1 مليار دولار في دعم الموردين والمجتمعات السوداء والمتنوعة في الولايات المتحدة. وفي 2022، أعلنت الشركة أنها تجاوزت هذا الالتزام، حيث أنفقت 1.26 مليار دولار على الموردين المتنوعين، منها أكثر من 306 ملايين دولار مع شركات مملوكة لمجتمع السود. وفي أكتوبر 2024، استضافت "ميتا" مؤتمر "Billion Dollar Roundtable" الذي احتفى بالشركات التي تستثمر مليار دولار في الموردين من النساء والأقليات.
لكن خلال الأسابيع الستة الماضية فقط، قامت "ميتا" بتفكيك العديد من برامج التنوع، بما في ذلك برنامج تنوع الموردين الذي استغرق سنوات لبنائه. بل إن مارك زوكربيرغ نفسه حاول النأي بشركته عن أي التزام بمبادئ التنوع والشمول، محمّلًا المسؤولية للمديرة التنفيذية السابقة، شيريل ساندبرغ.
لماذا يجب على المستخدمين إعادة التفكير في علاقتهم بـ "ميتا"؟
هذا التراجع الكبير عن التنوع ليس مجرد قرار إداري داخلي، بل يعكس توجهًا أعمق في نهج "ميتا" تجاه قضايا العدالة الاجتماعية. إن إزالة هذه البرامج تعني فقدان الأدوات التي تضمن تمثيلًا أوسع داخل الشركة وخارجها، ما يؤثر سلبًا على جودة المنتجات والخدمات ويضعف ثقة المجتمعات التي كانت تعتمد على هذه المبادرات.
من التفاصيل الأخرى التي تتعلق بمارك ومعاملاته الغريبة للآخرين أن الممثل جيسي أيزنبرغ كشف كيف مُنع قانونيًا من لقاء مارك زوكربيرغ قبل تصوير “The Social Network”,
لقد كشف زوكربيرغ عن حقيقته: إنه لا يرى التنوع والشمول كقيمة أساسية، بل كعبء يمكن التخلص منه متى ما اقتضت الحاجة. وهذا يدفع للتساؤل: هل آن الأوان لمقاطعة "ميتا"؟