آبل تطلق تحذيرًا غير مسبوق لمستخدمي آيفون.. لا تستخدموا كروم، هو يتعقّبكم بصمت

3 د
حذّرت آبل مستخدمي آيفون من خطر استخدام متصفح كروم على خصوصيتهم.
تشير آبل إلى سفاري كخيار أكثر أمانًا مع حماية أكبر للبيانات.
تواجه جوجل ومايكروسوفت تحديات لتغيير عادات المستخدمين بفضل قوة كروم.
المعركة بين المتصفحات تتعلق بإعدادات الخصوصية المفعّلة افتراضيًا.
التحذيرات تهدف لتغيير سلوك مليار مستخدم لآيفون لتحقيق أمان رقمي أكبر.
في خطوة لافتة قد تشعل المنافسة التقنية أكثر، وجّهت شركة آبل تحذيرًا صريحًا إلى جميع مالكي هواتف آيفون، مُشيرة إلى أنّ استخدام متصفح جوجل كروم قد يعرّض خصوصيتهم للخطر. وبينما يستمر كروم في السيطرة على الحصة الأكبر من سوق المتصفحات، تسعى آبل جاهدة للدفع بمستخدميها نحو التمسك بسفاري باعتباره الخيار الأكثر أمانًا من الناحية الخصوصية.
تأتي هذه التحذيرات في توقيت حساس، حيث تشهد الأسواق تحولات كبيرة بفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي وتزايد المخاوف المتعلقة بتتبع البيانات على الإنترنت. وهذا يربط بين سياسة آبل الحالية وطموحاتها المستقبلية في فرض معايير جديدة لحماية المستخدمين.
في صفحاتها الرسمية، قدّمت آبل مقارنة مباشرة بين سفاري وكروم، أبرزت فيها ميزات مثل منع التتبع بين المواقع، إخفاء عناوين الـ IP، وحماية المستخدم من الإضافات الخبيثة. وبحسب هذه القائمة، حصل سفاري على جميع علامات التحقّق، بينما لم يسجّل كروم أي نقاط.
وهذا يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول التسابق بين عمالقة التكنولوجيا في تقديم واجهات وخدمات يبدو ظاهرها متماثلًا، لكن باطنها يختلف تمامًا على صعيد إدارة البيانات.
وما يزيد الموضوع جدلًا هو أنّ ما لم تذكره آبل في مقارنتها يتعلق بتقنية “البصمة الرقمية”. هذه التقنية التي أعادت جوجل تفعيلها بعد أن أعلنت سابقًا وقفها، تسمح بجمع بيانات تقنية عن الجهاز لإنشاء ملف تعريف فريد للمستخدم يصعب التهرب منه. وهنا تحديدًا تسعى آبل للتميّز عبر ما تسميه “منع تتبع وبصمة متطورة”، إذ يُلقي سفاري بيانات وهمية على أنظمة التتبع، فيجعل من الصعب تمييز الجهاز الحقيقي. وهذا يربط بين جهود آبل التقنية ومساعيها لتقديم قيمة مُضافة أمام المستخدم العادي الباحث عن الخصوصية.
المعركة ليست بين آبل وجوجل فقط، فحتى مايكروسوفت دخلت على الخط، إذ وجّهت قبل أشهر تحذيرات مشابهة لمستخدمي ويندوز بشأن متصفح كروم، ودعت إلى اعتماد “إيدج” بصفته البديل الأكثر موثوقية. لكن، ورغم هذه التحذيرات المتكررة، تُظهر الأرقام أنّ كروم يواصل النمو والاستحواذ على المزيد من المستخدمين عالميًا.
هذا يسلّط الضوء على معضلة أساسية: المستهلكون نادرًا ما يغيّرون الإعدادات الافتراضية أو يبدّلون أدواتهم الرقمية بسهولة، الأمر الذي يمنح كروم قوة استمرارية رغم وفرة التحذيرات.
وهذا يربط بين الحضور الطاغي لكروم وبين التحديات التي تواجه آبل ومايكروسوفت في إعادة تشكيل عادات التصفح لدى الجمهور.
بينما يتسابق الجميع للحديث عن الذكاء الاصطناعي ومتصفحات جديدة قيد التطوير، تبدو الخصوصية في صراع مع سهولة الاستخدام. تقارير أمنية مستقلّة تؤكد أنّ سفاري يحجب الكوكيز من الأطراف الثالثة افتراضيًا ويحدّ من التتبع عبر المواقع، فيما يتيح كروم هذه الخيارات ولكن غير مفعّلة افتراضيًا.
هذا الفارق قد يبدو تقنيًا للبعض، لكنه في الواقع يشكّل جوهر المنافسة: المستخدم قد لا يغيّر الإعدادات بنفسه، وهنا تكمن قوة “الإعداد الافتراضي” في فرض سياسات الخصوصية.
وهذا يربط بين التوجهات الكبرى في صناعة التكنولوجيا وبين الوعي الفردي للمستخدمين، حيث يصبح الاختيار بين سفاري وكروم انعكاسًا لمفهوم أوسع عن الأمن الرقمي.
في النهاية، يبدو أنّ آبل لا تكتفي بتعزيز ميزات سفاري، بل تصعّد لهجتها ضد كروم بشكل واضح. وبينما لا يزال المستخدمون يواصلون التمسك بعاداتهم الرقمية، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح هذه التحذيرات المتكررة في تغيير سلوك مليار مستخدم لآيفون؟ الأحداث المقبلة ستكشف ما إن كانت الخصوصية وحدها كافية لقلب موازين سوق المتصفحات، أم أنّ الراحة والاعتياد ستظل الحكم الفعلي في هذه المعركة التقنية.