ذكاء اصطناعي

ميكروسوفت تحذر: لا تستخدموا جوجل كروم على ويندوز

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

تحذر مايكروسوفت مستخدمي ويندوز من تثبيت جوجل كروم وتوصي باستخدام إيدج.

تسعى مايكروسوفت لتعزيز مكانة إيدج من خلال التحديثات وأدوات الترويج.

تختبر الشركة تنبيهات جديدة لتشجيع استخدام إيدج في ويندوز 11.

تواجه مايكروسوفت منافسة قوية من كروم، الذي يمتلك حصة استخدام كبيرة.

رغم تلك الجهود، يبقى القرار النهائي للمستخدمين في اختيار المتصفح المناسب لهم.

من جديد، تجد حرب المتصفحات بين عمالقة التكنولوجيا ساحة نشاطها على أجهزة مستخدمي ويندوز حول العالم. هذه المرة، رفعت مايكروسوفت سقف المواجهة بتحذيرات صريحة تظهر فور محاولة أي مستخدم تثبيت متصفح جوجل كروم على نظام ويندوز، حيث ينبثق التنبيه: "تصفح الإنترنت بأمان الآن! متصفح مايكروسوفت إيدج يستخدم نفس تكنولوجيا كروم لكنه يمنحك ثقة إضافية من مايكروسوفت". قد تبدو هذه الرسالة مألوفة للبعض، لكنها مقدمة لمرحلة جديدة أكثر حزماً تعتزم فيها مايكروسوفت تشجيع المستخدمين للانتقال إلى متصفحها.

يأتي هذا التطور في وقت ما يزال كروم هو الخيار الأول والأوسع انتشاراً بين مستخدمي الحواسيب التي تعمل بويندوز، إذ تشير الإحصائيات إلى أن نسبة استخدامه تفوق متصفح إيدج بما يقارب ستة أضعاف. لكن رغم هذه الهيمنة، تواصل مايكروسوفت محاولاتها الدائمة للارتقاء بمكانة إيدج، لا سيما من خلال حملات الترويج والتذكير المستمر التي رافقت منتجات مثل "بينج" و"كوبيلوت"، وتسعى بها الشركة لإقناع المستخدمين بالبقاء ضمن منظومتها الرقمية المتكاملة.


تحديثات جريئة لتعزيز حضور إيدج

وفي خطوة اعتبرها كثيرون الأكثر مباشرة حتى الآن، رُصدت تغييرات تجريبية في النسخة الأولية لمتصفح إيدج تحمل دلالات واضحة على خط سير مايكروسوفت. بحسب تقارير حديثة، بدأت الشركة باختبار تنبيهات مربوطة بشريط المهام في ويندوز 11، حيث يظهر خيار تثبيت متصفح إيدج تلقائياً على الشريط فور إغلاق المتصفح، خاصة إن كان المستخدم يعتمد على جوجل كروم بشكل أساسي. الملفت أن بعض الإعدادات البرمجية الجديدة تحمل أسماء مثل "تنشيط حملات التثبيت لمستخدمي كروم المفرطين"، في إشارة صريحة لاستهداف أولئك الذين تتجاوز نسبة استخدامهم لكروم 90% من مجمل وقت التصفح.

ومع هذا النهج الواضح، تنتقل مايكروسوفت من مجرد التلميح إلى اتخاذ خطوات عملية لإقناع المستخدمين بالتحول إلى إيدج. تظهر النوايا بشكل أكبر عندما تدفع الشركة بنوافذ منبثقة تقترح تثبيت إيدج على شريط المهام كلما تخطى اعتماد المستخدم على كروم تلك النسبة المرتفعة، مع تفعيل هذه التنبيهات مباشرة بعد إغلاق كروم. وهكذا يتضح الترابط بين مساعي تحسين مكانة متصفح إيدج ورغبة الشركة في اختراق عادات المستخدمين الراسخة لصالح حلولها التقنية.

لا يُتوقع أن تُطرح هذه البرمجيات الجديدة على نطاق واسع قريباً، لكنها تعكس استعداد مايكروسوفت لتكثيف المنافسة الرقمية، خاصة وأن التنبيهات الحالية، وتحذيرات تبديل المتصفح بدعوى الأمان الرقمي، باتت جزءاً من التجربة اليومية لملايين المستخدمين بالفعل. ولن تكون معركة الإقناع سهلة، خصوصاً مع تفوق كروم الواضح وتفضيل الشركات الكبرى أحياناً لتوظيف إيدج ضمن بيئاتهم المؤمنة.


خلفيات المنافسة بين مايكروسوفت وجوجل

مايكروسوفت ليست الوحيدة في هذا المضمار. لطالما اتهمت جوجل خصمها باللجوء إلى "حيل غير نزيهة" لإبعاد مستخدمي ويندوز عن كروم، في حين تؤكد تقارير عديدة أن معركة الاستحواذ على المتصفحات لا تزال في أوجها دون تغييرات جذرية في سلوكيات التصفح. وتجدر الإشارة إلى أن حلول إدارة سياسات المؤسسات تتيح غالباً للجهات الكبرى فرض متصفح محدد كجزء من بروتوكولات الأمان الداخلي، ما يمنح إيدج أحياناً أفضلية في بيئات العمل الرسمية.

ذو صلة

بهذا تستمر المنافسة التقنية البنّاءة بين عمالقة وادي السيليكون، حيث تتخذ كل شركة قرارات استراتيجية تهدف لتعزيز وجودها في حياة المستخدم الرقمية، ولو عبر رسائل تحذيرية أو مزايا جديدة تظهر مع كل غلق وفتح لجهاز الحاسوب.

ختاماً، ما بين تحذيرات الأمن السيبراني والترويج لمنظومات التطبيقات المتكاملة، يبقى الخيار الأخير دوماً بيد المستخدم. وبين كروم وإيدج وربما متصفحات أخرى، باتت تجربة التصفح عبر الإنترنت أكثر ديناميكية وارتباطاً بتغيرات سوق التكنولوجيا المتسارعة، بينما تظل المنافسة على أشدها بين الأسماء الكبرى، حرصاً على ولاء الجمهور وثقته.

ذو صلة