إيلون ماسك يستبدل آلاف الموظفين الفيدراليين بذكاء اصطناعي: “أسوأ زميل عمل جديد على الإطلاق”

3 د
أقدمت إدارة "كفاءة الحكومة" بقيادة إيلون ماسك على تسريح آلاف الموظفين الحكوميين واستبدالهم بروبوت دردشة يحمل اسم GSAi.
يعاني النظام الجديد من قدرات محدودة، حيث يقدم إجابات عامة وغير دقيقة، مما يجعله أشبه بمتدرب مبتدئ أكثر من كونه بديلاً حقيقيًا للموظفين المتخصصين.
كانت مشاريع الذكاء الاصطناعي في الوكالات الحكومية قيد التطوير بالفعل، لكنها لم تكن جاهزة للإطلاق، إلا أن إدارة ماسك قررت نشرها رغم عدم اكتمالها.
أثارت الخطوة انتقادات واسعة حول جدوى استبدال الخبرة البشرية بذكاء اصطناعي غير متطور، مما قد يؤدي إلى شلل إداري وتعطيل العديد من المهام الحكومية الحيوية.
في خطوة مثيرة للجدل توصف بأنها "أكبر عملية تسريح وظيفي في التاريخ الأمريكي"، قررت إدارة "كفاءة الحكومة" بقيادة إيلون ماسك تقليص أعداد العاملين في الوكالات الفيدرالية بشكل كبير، مع تقديم بديل غير متوقع لسد هذا الفراغ الهائل: روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي.
وفقًا لتقرير نشرته Wired، فقد تم تزويد حوالي 1,500 موظف في "إدارة الخدمات العامة الأمريكية" (GSA) – وهي الجهة المسؤولة عن إدارة العقارات الفيدرالية والإشراف على العقود الحكومية – بإمكانية الوصول إلى روبوت محادثة يحمل اسم GSAi، كأداة "بديلة" عن الموظفين المسرحين أو المستقيلين حديثًا. تأتي هذه الخطوة بعد فقدان مئات الموظفين لمناصبهم، بما في ذلك العاملون في الفريق التقني الفيدرالي الشهير 18F، مما يثير تساؤلات حول مدى كفاءة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتعويض الخبرات البشرية المتخصصة.
روبوت دردشة بقدرات محدودة
وفقًا لوثيقة داخلية حصلت عليها Wired، تم الترويج لـ GSAi على أنه أداة متعددة الاستخدامات، حيث أُبلغ الموظفون بأنهم يستطيعون استخدامه في مهام مثل صياغة الرسائل الإلكترونية، إنشاء نقاط الحديث، تلخيص النصوص، وكتابة الأكواد البرمجية. لكن المفاجأة كانت أن القائمة التي روجت للإمكانات "اللامحدودة" انتهت عند هذه المهام البسيطة، ما أثار شكوكًا حول مدى كفاءة النظام في تقديم دعم فعلي للموظفين الذين بقوا في مناصبهم بعد موجة التسريحات.
كما تم تحذير الموظفين من إدخال أي معلومات غير علنية أو بيانات حساسة في النظام، مما يحدّ بشدة من نطاق استخدامه. وأشار أحد العاملين في الإدارة إلى أن النظام الجديد "لا يختلف كثيرًا عن متدرب مبتدئ"، مضيفًا أن إجاباته غالبًا ما تكون "عامة ويمكن التنبؤ بها"، ما يقلل من فعاليته كبديل عن الموظفين ذوي الخبرة.
مشروع قديم، لكنه لم يكن جاهزًا للنشر
من المثير للاهتمام أن مشروع GSAi لم يكن من بنات أفكار إدارة ماسك الجديدة، بل كان قيد التطوير بالفعل داخل "إدارة الخدمات العامة" منذ فترة طويلة، حيث عملت الوكالة بالتعاون مع وزارات حكومية أخرى، مثل وزارة الخزانة، وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، ووزارة التعليم، على تطوير أنظمة دردشة مخصصة لمهام مختلفة، بعضها موجه لخدمة الجمهور، وأخرى لدعم الموظفين داخليًا.
لكن هذه المشاريع ظلت غير مكتملة لسبب بسيط: لم تكن جاهزة للاستخدام الفعلي. فقد وصف أحد الموظفين الأنظمة بأنها "غير عملية ومليئة بالأخطاء"، الأمر الذي جعل الحكومة تتريث قبل إطلاقها. لكن مع وصول ماسك وإدارته، تم تجاوز جميع التحذيرات التقنية، وتم إجبار الموظفين على استخدام نظام لم يتم اختباره بشكل كافٍ، بينما غادر العديد من الخبراء الذين كانوا يعملون على تطويره بسبب قرارات التسريح.
إحلال الذكاء الاصطناعي محل البشر: كفاءة أم فوضى؟
الخطوة التي اتخذتها إدارة ماسك تعكس توجهًا واسعًا داخل الحكومة الأمريكية نحو تقليص التكاليف التشغيلية عبر الاعتماد على الأتمتة والذكاء الاصطناعي، لكن الطريقة التي يتم بها تنفيذ ذلك تثير الكثير من التساؤلات حول فعالية هذه السياسات.
فعلى الرغم من أن إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيدًا لتحسين الإنتاجية ودعم الموظفين، إلا أن استبدال آلاف الخبراء والمتخصصين في مجالاتهم بروبوت دردشة محدود القدرات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، خاصة في ظل المهام الحساسة والمعقدة التي تتولاها هذه الوكالات الفيدرالية.
كما أن تنفيذ هذه السياسة بشكل فجائي، ودون دراسة كافية، قد يتسبب في شلل إداري واسع داخل الوكالات الحكومية، حيث إن أنظمة الذكاء الاصطناعي – مهما كانت متطورة – لا تزال غير قادرة على التعامل مع السياقات المتغيرة والتعقيدات الإدارية التي تتطلب تفكيرًا نقديًا وخبرة بشرية.