ذكاء اصطناعي

استعد يا ماسك… روبوتات كورزويل في طريقها إليك

استعد يا ماسك... روبوتات كورزويل في طريقها إليك
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

حصلت شركة بيوند إيماجينيشن على دعم مالي قدره 100 مليون دولار من جنتلت فينشرز.

الاستثمار يرفع تقييم الشركة إلى نصف مليار دولار، حسب وكالة رويترز.

بيومني، الروبوت البشري من بيوند إيماجينيشن، مخصص للقطاعات الصناعية المتقدمة.

تسعى بيوند إيماجينيشن لدمج الروبوتات مع الأنظمة الحالية في الصناعة.

في حديثه الشهير قبل سنوات، تنبأ خبير الذكاء الاصطناعي الشهير راي كيرزويل بأن الآلات الذكية ستتجاوز القدرات البشرية بحلول عام 2045. بدا هذا التحدي مستحيلاً في ذلك الوقت، لكن اليوم بدأت أفكار الخيال العلمي لكيرزويل تتحول إلى واقع صناعي ملموس عندما حصلت شركته "بيوند إيماجينيشن Beyond Imagination" على تمويل قدره 100 مليون دولار من شركة الاستثمار الشهيرة Gauntlet Ventures. هذه الصفقة ترفع التقييم الخاص بالشركة الناشئة إلى نصف مليار دولار، حسب ما أفادت وكالة رويترز للأنباء.

لم يتوقف كيرزويل عند التنظير فقط، بل صمم برفقة رائد الأعمال والعالم السينمائي هاري كلور روبوتًا بشريًا متقدمًا سمي "بيومني Beomni"، وهو مهيأ خصيصًا للعمل في القطاعات الصناعية عالية الطلب، والتي تتطلب مهارة ودقة استثنائية مثل صناعة الأدوية وأشباه الموصلات وصناعة السيارات. وبالإضافة إلى ذلك، احتوت جهود بيوند إيماجينيشن على تطوير نظام تشغيل عالمي متطور أطلقت عليه الشركة اسم "أورا Aura". النظام يساعد على تعزيز التواصل بشكل سلس بين العنصر البشري والروبوتات والماكينات القديمة المستخدمة في المصانع حالياً.

ويأتي تمويل Gauntlet Ventures ليعزز الثقة في قدرة الشركة على حل إحدى أبرز القضايا التي تعاني منها القطاعات الإنتاجية في العالم: نقص اليد العاملة الماهرة. وأوضح أوليفر كارماك، الشريك المؤسس لدى Gauntlet، أن الاستثمار الضخم يعكس ثقتهم بأن الشركة الناشئة قادرة على توفير حل مستدام وعملي يساعد المصانع على تخطي التحديات الفنية المتعلقة بندرة العمالة المؤهلة.

والأمر لا يتعلق فقط بالتمويل، فكيرزويل يحصل أيضًا على دعم نوعي من أسماء كبيرة على غرار بول جاكوبس المدير السابق لشركة كوالكوم، ورائد التنمية البشرية توني روبنز، ورئيس مجلس إدارة شركة باراماونت السابق جيم جيانوبولوس. هؤلاء المستشارين البارزين يعكسون ثقة داخلية كبيرة في مستقبل المشروع ومدى الجدية التي يعامل بها المهتمون فكرة كيرزويل عن الروبوتات الصناعية.

وهذا الاهتمام المتزايد لا يأتي من فراغ، إذ تسعى شركات كبرى عالمية مثل تيسلا (Tesla) وميتا (Meta) وإنفيديا (Nvidia) للدخول في مجال تطوير روبوتات متقدمة أيضًا. ففي الوقت الحالي، تعمل هذه الشركات بالفعل على تطوير تكنولوجيا منافسة مثل روبوت تيسلا "أوبتيموس Optimus"، والذي أثار فضول الكثير من المستثمرين والمتابعين للقطاع. رغم ذلك، تركز "بيوند إماجينيشن" حاليًا على الربط بين الأجيال الجديدة والقديمة من الروبوتات والأنظمة الموجودة حاليًا في القطاع الصناعي، سعياً لسد فجوة تقنية وفنية ملحة تحتاجها قطاعات التصنيع الأمريكية بشكل خاص والعالمية على نحو عام.

ذو صلة

ويبدو أن الطريق نحو إدماج الروبوتات المتطورة في المصانع لن يكون سريعًا تماما كما شاهدنا في عالم الذكاء الاصطناعي اللغوي مثل ChatGPT وغيرها من نماذج المحادثة، حيث يعتمد تطوير الروبوتات الصناعية على تعلم السلوك والحركة في البيئة الواقعية، وليس فقط من خلال البيانات النصية والصور التي توفرها الإنترنت. ولهذا السبب بالذات، يحتاج الروبوت الصناعي إلى التدريب والتجريب في بيئات حقيقية، وهو ما يستغرق وقتًا بالتأكيد، لكن يظل هناك تفاؤل بمستقبل هذه التقنية الجديدة.

في النهاية، رغم الصعوبات التقنية والعملية، يمثل دخول تكنلوجيا بيومني من بيوند إيماجينيشن إلى السوق الصناعي علامة فارقة قد تحدث نقلة نوعية حقيقية في طريقة عمل المصانع الأمريكية والعالمية. ولعل المرحلة المقبلة تحتاج لمزيد من تركيز كيرزويل وفريقه على إيضاح العلاقات الواضحة بين منتجهم المبتكر واحتياجات سوق العمل الواقعية، بالإضافة لاستخدام عبارات أكثر قوة لتوضيح مدى أهمية هذه التقنية الجديدة. ومع كل هذه التطورات، أصبح واضحا أن مستقبل الصناعة قد لا يكون بالكامل بشريًا، بل تقف الآلات الذكية على أعتاب استلام مهماتها الجديدة بثقة كبيرة.

ذو صلة