ذكاء اصطناعي

روبوتات تتعرق وتحلم؟ Intempus تؤمن أن الروبوت لا يليق به أن يكون بلا نبض

روبوتات تتعرق وتحلم؟ Intempus تؤمن أن الروبوت لا يليق به أن يكون بلا نبض
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

تسعى شركة "إنتيمبوس" لتزويد الروبوتات بتعابير إنسانية لفهمها بشكل أفضل.

يقف وراء المشروع الشاب تيدي وارنر، الذي بدأ بتحقيق نجاحات ملحوظة.

تعتمد الشركة على بيانات فسيولوجية لتزويد الروبوتات بتكوين عاطفي.

من المتوقع إطلاق الروبوتات المطورة في المستقبل القريب مع شراكات قوية.

تخيّل أنك تخاطب روبوتًا قادرًا على التعبير عن مشاعره عبر حركاته وإيماءاته مثل إنسان حقيقي، يبدو الأمر كخيال علمي، أليس كذلك؟ لكن شركة ناشئة جديدة تحمل اسم "إنتيمبوس" (Intempus) تعمل بجد اليوم لجعل هذه الفكرة واقعًا. إنتيمبوس تسعى لبناء تقنيات جديدة تتيح للروبوتات إظهار تعبيرات إنسانية تساعد البشر على التفاعل معها بسهولة أكبر، وربما حتى فهم نواياها وتوقع تحركاتها بشكل أفضل.

يقف وراء هذا المشروع الطموح شاب لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره يدعى تيدي وارنر، وهو ينتمي لعائلة تعمل في حقل الروبوتات منذ زمن. وارنر الذي نشأ فعليًا بين الآلات ومعدات التصنيع، بدأ في استكشاف فكرة تزويد الروبوتات بتعابير إنسانية أثناء عمله في مختبر "Midjourney" لأبحاث الذكاء الاصطناعي، وهو مختبر مشهور بصنع نماذج تدعى "نماذج الذكاء الاصطناعي العالمية"، والتي تستطيع فهم العالم واتخاذ قرارات مستندة للمكان والزمان.

وقد لاحظ وارنر أن غالبية النماذج الذكية يصعب عليها تنفيذ منطق مكاني فعّال، لأن البيانات التي تتدرب عليها تأتي من روبوتات خالية تمامًا من الإحساس الجسدي أو الحالة الفسيولوجية. فالإنسان لا ينتقل مباشرة من الملاحظة إلى الفعل، بل يمر عبر حالة شعورية وسيطة تشمل التوتر أو الراحة أو الفرح. هذه الحالة التي يفتقدها الروبوت، قرر وارنر أن تكون هدفًا لشركته الناشئة، مضيفًا مرحلة وسطى يمكن تسميتها بـ"الحالة الفسيولوجية الروبوتية".

للشروع في هذه المهمة، اعتمد وارنر أساليب مبتكرة، كاختبار البيانات الفسيولوجية باستخدام أجهزة لقياس التعرق. النتائج الأولية كانت مشجعة للغاية، فما توقعه في البداية على أنه مجرد تجربة أولية تحوّل بسرعة إلى نموذج متكامل قادر على إكساب الروبوتات "تكوين عاطفي" عبر معطيات مثل التعرق ودرجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب وحتى تغيّرات تدفق الدم للبشرة.

هذا النجاح الأوّلي دفع تيدي وارنر لإطلاق إنتيمبوس في سبتمبر من العام الماضي. وبعد أربعة أشهر أمضاها كاملة في البحث وتطوير الفكرة، بدأ في الأشهر التالية بإعداد تقنياته المتقدمة وتجهيزها للاستخدام العملي. وخلال هذه الفترة الوجيزة، تمكنت الشركة الناشئة من توقيع عقود شراكة مع سبع شركات كبيرة تعمل في مجال الروبوتات.

وبفضل النجاح المبكر لشركته، تم اختيار وارنر ليحصل على منحة "ثيل" لريادة الأعمال، وهو برنامج مرموق مدعوم من قبل المستثمر المعروف بيتر ثيل، يقدم دعمًا ماليًا معتبرًا لرواد أعمال شباب مقابل التفرغ الكامل لتطوير مشروعاتهم الناشئة.

أما فيما يتعلق بخططه المستقبلية، فقد أوضح وارنر أنه سيستمر حاليًا في تجهيز الروبوتات الحالية لتصبح أكثر قدرة على التعبير عن مشاعرها. إلا أنه لا يستبعد أبدًا فكرة أن تصمم إنتيمبوس مستقبلًا روبوتاتها الخاصة المزودة بقدرات عاطفية متقدمة. كما ينوي الشاب توظيف فريق دعم متخصص لمساعدته على تطوير خطط الشركة وإجراء تجارب عملية مباشرة على المستخدمين في القريب العاجل.

ويراهن مؤسس إنتيمبوس على أنه في غضون الأشهر الأربعة إلى الستة القادمة سيكون بإمكان زوار مختبره التعرف بسهولة على حالات متعددة لمشاعر الروبوتات:

ذو صلة

"أريد اختبار رد فعل الناس التي ستشاهد الروبوت عندما يرون أنه ببساطة سعيد أو متوتر أو مرتاح نفسيًا، إذا تمكنت من إيصال هذه المشاعر بسهولة للجمهور، فسأعتبر أنني حققت ما أسعى إليه"

وهكذا يبدو أن شركة إنتيمبوس تسير في الطريق الصحيح نحو الابتكار في مجال الربط بين الإنسان والتقنية. وربما تحتاج الشركة مستقبلًا لتخفيف بعض المصطلحات التقنية المتخصصة خاصة في وصف الأجهزة المستخدمة، أو استبدالها بكلمات أبسط، مما يجعل الموضوع في مجمله أكثر وضوحًا للقارئ العادي، ولعل إضافة بعض العبارات القصيرة التي تربط أفكار وارنر بالتطبيقات العملية في الحياة اليومية قد تعطي القارئ شعورًا أكبر بأهمية التقنية الجديدة وانعكاساتها المحتملة.

ذو صلة