تعزيز مستقبل التكنولوجيا المالية في الأردن: برنامج حاضنة جديد يمهّد الطريق

يشهد الأردن طفرة حقيقية في مجال التكنولوجيا المالية، حيث أعلنت شركة المدفوعات الأردنية "JoPACC" وصندوق الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة "ISSF" عن إطلاق برنامج حاضنة جديد يستهدف دعم الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة. يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز مكانة الأردن كمركز إقليمي للتكنولوجيا المالية وتوفير الدعم الشامل لهذه الشركات لتحقيق النجاح والنمو.

يستهدف البرنامج الشركات الناشئة التي لا تزال في المراحل الأولية لتطوير منتجاتها (قبل وبعد الحد الأدنى للمنتج القابل للتطبيق - MVP)، حيث يقدم دعماً شاملاً يشمل الشؤون القانونية، تحسين التكنولوجيا، اختبار السوق، التخطيط المالي، واستراتيجيات الدخول إلى السوق.

صرّحت مها بحوح، الرئيسة التنفيذية لـ JoPACC:
"إن العمل جنبًا إلى جنب مع ISSF أمر حيوي لتعزيز منظومة التكنولوجيا المالية في الأردن. نحن لا ندعم الشركات الناشئة فقط، بل نُمكّن القادة المستقبليين الذين سيقودون الابتكار والنمو في هذا القطاع."

يقود هذا البرنامج حاضنة "JOIN Fincubator"، التابعة بالكامل لـ JoPACC، والتي أُطلقت رسمياً في يونيو 2023. منذ تأسيسها، تسعى JOIN Fincubator إلى تحديث الاقتصاد الأردني وتعزيز التحول الرقمي في مختلف القطاعات.

من جهة التمويل، يأتي الدعم من صندوق ISSF، الذي تأسس عام 2017 بالشراكة بين البنك المركزي الأردني والبنك الدولي. يهدف الصندوق، بقيمة 98 مليون دولار، إلى تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة من خلال الاستثمار في الشركات الناشئة وصناديق رأس المال المغامر.

أكد محمد المحتسب، الرئيس التنفيذي لـ ISSF:
"التكنولوجيا المالية تمتلك قدرة تحويلية على دفع النمو الاقتصادي وتعزيز الشمول المالي، بما يتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي للأردن. قطاع التكنولوجيا المالية هو الأكثر تمويلاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهذا البرنامج يهدف إلى دعم الشركات الناشئة لتطوير حلول مبتكرة تستفيد من الفرص السوقية المتاحة."

يرتكز برنامج الحاضنة على ثلاث ركائز أساسية: "الوصول إلى الشراكات"، "الوصول إلى التمويل"، و"الوصول إلى الأسواق". يسعى إلى تعزيز التفاعل بين مكونات المنظومة الأردنية المختلفة، مما يخلق شبكة غنية من العلاقات الاستراتيجية بين الشركات الناشئة والمؤسسات المصرفية وشركات التكنولوجيا وغيرها.

تشير مراقبة تطور التكنولوجيا في الأردن إلى أن مبادرات مثل برنامج الحاضنة هذا ليست مجرد دعم للشركات، بل هي أسس لبناء نظام بيئي يدعم الابتكار ويسهم في نمو الاقتصاد وزيادة الشمول المالي.

يمثل هذا البرنامج بالنسبة لرواد الأعمال في مجال التكنولوجيا المالية فرصة حقيقية للانطلاق. أما المراقبون، فيرون أن هذه المبادرة تقدم لمحة واعدة عن مستقبل التكنولوجيا المالية في الأردن. المرحلة جاهزة، واللاعبون مستعدون، والجميع بانتظار النتائج.