حتى بضائع شي إن سيزداد سعرها بسبب ترامب😢.. إلغاء ثغرة جمركية قديمة عمرها 100 عام
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FRising-economics-2025-02-04T160231.022.png&w=3840&q=75)
3 د
أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يلغي استثناء الحد الأدنى، مما يعني فرض رسوم جمركية على جميع الطرود الواردة من الصين، بغض النظر عن قيمتها.
كانت شركات مثل Shein وTemu تستغل هذه الثغرة لعقد من الزمن، مما مكنها من شحن منتجات رخيصة مباشرة إلى المستهلكين دون ضرائب.
سيؤدي إلغاء الاستثناء إلى ارتفاع أسعار المنتجات منخفضة التكلفة، مما قد يؤثر على المستهلكين ذوي الدخل المحدود ويهدد نموذج أعمال هذه الشركات.
يبررترامب القرار بمخاوف أمنية تتعلق بتهريب المخدرات، لكن تأثيره الفعلي على عمليات التهريب لا يزال محل جدل.
يواجه عملاقا التجارة الإلكترونية Shein وTemu تهديدًا وجوديًا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإغلاق ثغرة جمركية قديمة تُعرف باسم "استثناء الحد الأدنى" (de minimis exception)، والتي سمحت لسنوات بدخول الطرود منخفضة القيمة إلى الولايات المتحدة دون فرض رسوم جمركية.
ثغرة تاريخية تستغلها شركات التجارة الإلكترونية
تسمح القاعدة الحالية بدخول الطرود التي تقل قيمتها عن 800 دولار إلى الولايات المتحدة دون فرض ضرائب جمركية، وهو ما استغلته منصات التجارة الإلكترونية مثل Temu وShein لإرسال المنتجات مباشرة إلى العملاء دون الحاجة إلى تخزينها في مستودعات أمريكية، مما مكّنها من تقديم أسعار تنافسية للغاية.
هذه الثغرة، التي تعود إلى نحو 100 عام، أصبحت أكثر أهمية اليوم مع انفجار حجم الطرود المستفيدة منها، إذ ارتفع عدد الطرود المعفاة من الجمارك من 139 مليون طرد سنويًا في عام 2015 إلى أكثر من 1.36 مليار طرد في عام 2024، وفقًا لإدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية.
وقد ساهمت ضغوط شركات مثل eBay وEtsy وشركات الشحن في رفع الحد الأقصى المعفى من الضرائب الجمركية من 200 دولار إلى 800 دولار في عام 2016، مما أتاح للشركات التي تعتمد على الشحن المباشر من الصين مثل Shein وTemu توسيع نطاق أعمالها بسرعة هائلة.
ترامب يقرر إلغاء الإعفاء ويضيف ضريبة جديدة
خلال فترة رئاسته السابقة، فرض ترامب رسومًا جمركية على المنتجات الصينية، لكنه الآن، عبر أمر تنفيذي جديد، يسعى إلى إنهاء العمل بهذه الثغرة الجمركية نهائيًا. ووفقًا للأمر التنفيذي، فإن جميع الطرود القادمة من الصين - بغض النظر عن قيمتها - ستكون خاضعة للرسوم الجمركية القياسية بالإضافة إلى ضريبة إضافية بنسبة 10%، والتي ستدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء المقبل، بدورها الصين ترد على ترامب وتفرض رسومًا جمركية على المنتجات الأمريكية.
يشكل قرار ترامب تهديدًا مباشرًا للنموذج التجاري لمنصات مثل Shein وTemu، حيث ستواجه المنتجات ذات الأسعار المنخفضة مثل الملابس والإكسسوارات والسلع المنزلية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار، ما قد يحد من جاذبيتها للمستهلكين الأمريكيين.
الآثار الاقتصادية والتجارية للقرار
ليس فقط الشركات الكبرى مثل Shein وTemu هي المتضررة، بل سيؤثر القرار أيضًا على العديد من الشركات الصغيرة التي تعتمد على استيراد مكونات أو قطع غيار أو مواد خام من الصين ضمن الحد الأدنى المسموح به. كما سيؤدي إلغاء الثغرة إلى رفع أسعار المنتجات المستوردة عبر منصات مثل Etsy وeBay، مما قد يضر بالمستهلكين ذوي الدخل المحدود، حيث يعتمد الكثير منهم على هذه الأسواق للحصول على سلع منخفضة التكلفة.
وتشير دراسات إلى أن إلغاء استثناء الحد الأدنى لن يؤدي فقط إلى زيادة التكاليف على المستهلكين، بل سيكلف الحكومة الأمريكية مليارات الدولارات في تكاليف إنفاذ الإجراءات الجديدة، وهو ما يثير تساؤلات حول الجدوى الاقتصادية لهذا القرار.
مخاوف أمنية تدعم قرار ترامب
برر ترامب قراره بالإشارة إلى أن هذه الطرود منخفضة القيمة تخضع لتدقيق أقل مقارنة بالطرود الكبيرة، مما قد يجعلها وسيلة لتهريب المواد المخدرة مثل الفنتانيل، وهي مادة أفيونية صناعية تُستخدم في صناعة المخدرات. وقد أشار تقرير استقصائي نشرته رويترز العام الماضي إلى إمكانية استغلال هذه الطرود في تهريب المخدرات، إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الطرود الصغيرة تشكل خطرًا أكبر من الشحنات الكبيرة.
هل نشهد نهاية التسوق الرخيص من الصين؟
إذا تم تنفيذ القرار، فمن المتوقع أن تتغير تجربة التسوق الإلكتروني للمستهلك الأمريكي جذريًا، حيث لن تكون الأسعار المغرية التي تقدمها Shein وTemu مستدامة في ظل هذه الضرائب الجديدة. وعلى الرغم من أن القرار قد يُقيد التدفق الهائل للمنتجات الصينية الرخيصة، إلا أنه قد يفتح المجال أمام بدائل محلية أو شركات أخرى للاستفادة من الفراغ الذي قد تتركه هذه المنصات.
حتى الآن، لم تصدر Temu أو Shein أو Amazon أي تعليق رسمي حول القرار. ولكن مع تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، يبدو أن سوق التجارة الإلكترونية في أمريكا مقبل على تغييرات كبيرة قد تعيد تشكيل موازين القوى بين المنصات الكبرى.