ذكاء اصطناعي

طباخ السم لا يتذوقه😂..شركة ذكاء اصطناعي تمنع المتقدمين من استخدامه في طلبات التوظيف

فريق العمل
فريق العمل

3 د

طلبت "أنثروبيك" من المتقدمين لوظائفها عدم استخدام الذكاء الاصطناعي في إعداد طلباتهم، رغم كونها مطورة لأحد أكثر المساعدات الذكية تقدمًا.

تواجه الشركة معضلة أخلاقية: كيف تمنع الاعتماد على تقنية هي نفسها تعمل على تطويرها؟ يهدد التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي مستقبل العديد من الوظائف، خاصة في البرمجة والاتصالات.

تعرضت "أنثروبيك" لانتقادات بسبب ممارساتها في جمع البيانات، حيث انتهكت بعض السياسات في سبيل تدريب نماذجها.

في خطوة تثير الكثير من التساؤلات، طالبت شركة أنثروبيك، المطورة للمساعد الذكي "كلود"، المتقدمين لوظائفها بعدم استخدام أي أدوات ذكاء اصطناعي في إعداد طلبات التوظيف، حتى لو كانوا يتقدمون لوظائف في مجالات مثل التسويق أو الهندسة.


سياسة غير متوقعة من شركة رائدة في الذكاء الاصطناعي

تُعَد "أنثروبيك" واحدة من أبرز الشركات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث طورت المساعد الذكي "كلود" عام 2023، والذي اشتهر بقدراته المتقدمة في الكتابة التفاعلية. لكن الشركة الآن تفرض على المتقدمين لوظائفها شرطًا يبدو مناقضًا لطبيعة عملها: الامتناع عن استخدام الذكاء الاصطناعي عند كتابة طلبات التوظيف.

جاء في نص طلبات التوظيف:


"بينما نشجع الموظفين على استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي أثناء العمل لتحسين الأداء والسرعة، نرجو عدم الاستعانة بها خلال عملية التقديم. نريد أن نفهم اهتمامك الشخصي بشركة أنثروبيك دون تدخل من نظام ذكاء اصطناعي، كما نود تقييم مهاراتك في التواصل بدون مساعدة تقنية. يُرجى الإشارة إلى 'نعم' في حال قرأت ووافقت على هذا الشرط."

هذا الشرط موجود في معظم إعلانات الوظائف الخاصة بالشركة، والتي تبلغ حوالي 150 وظيفة، بدءًا من الهندسة البرمجية والتمويل، وصولًا إلى وظائف الاتصالات والمبيعات. لكن اللافت أن بعض الوظائف التقنية، مثل مصمم المنتجات للهواتف المحمولة، لم يُدرج فيها هذا البند.


هل تحاول "أنثروبيك" معالجة مشكلة ساهمت في خلقها؟

تمت ملاحظة هذا الشرط أولًا من قِبَل المطور سايمون ويليسون، والذي أشار إلى أنه يعكس مفارقة كبيرة: "أنثروبيك تحاول تجنب مشكلة هي نفسها ساهمت في انتشارها، وهي اعتماد الناس المتزايد على الذكاء الاصطناعي لدرجة قد تؤثر على قدراتهم الذاتية في التفكير والتعبير".

لكن المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد، فالمفارقة الأكبر تكمن في أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تطورها "أنثروبيك" أصبحت شبه غير قابلة للتمييز عن النصوص التي يكتبها البشر، مما يجعل من الصعب اكتشاف ما إذا كان المتقدمون قد استخدموا المساعدات الذكية بالفعل أم لا.


تأثير أوسع: وظائف مهددة بسبب الذكاء الاصطناعي

بجانب الجدل حول سياسة التوظيف، يواجه العديد من العاملين في مجالات البرمجة والاتصالات تحديات متزايدة بسبب التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي أصبحت تهدد وظائفهم نفسها.

الشهر الماضي، شهدت الصناعة هزة كبيرة العالم بأجمعه سمع حول الضجة التي يشهدها ديبسيك الصيني، وهو نموذج متقدم للغاية، مما جعل الشركات الأمريكية، بما في ذلك "أنثروبيك"، تعيد تقييم استراتيجياتها في سباق تطوير الذكاء الاصطناعي، وقد سارع زوكربرغ إلى إنشاء “غرف حرب” ليمنع نموذج DeepSeek المنخفض التكلفة من التقدم على ChatGPT

علق داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة "أنثروبيك"، على هذا السباق بقوله:


"تطوير نماذج ذكاء اصطناعي أسرع وأفضل هو أمر مصيري لبقاء الشركات في هذا المجال."

ذو صلة

"أنثروبيك" وتجاوز الخطوط الحمراء؟

بعيدًا عن سياسة التوظيف، تعرضت "أنثروبيك" في العام الماضي لانتقادات حادة بسبب طريقة جمعها للبيانات المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. حيث وُجد أن برنامجها لجمع البيانات تجاهل تعليمات عدم استخراج المحتوى من بعض المواقع، مما أدى إلى استهداف تلك المواقع بملايين عمليات السحب يوميًا.

ذو صلة