في تغيّر مفاجئ: ناسا تعيد توجيه بوصلتها الفضائية… من القمر إلى المريخ بدءًا من العام المقبل

2 د
تدرس ناسا إرسال صواريخ إلى المريخ خلال العام القادم، ما يمثل تحولاً كبيراً.
اجتمع الرئيس ترامب ورئيسة وزراء إيطاليا لتعزيز تعاون فضائي مريخي مشترك.
قالت ناسا إنها تفكر في فرص الإطلاق في عامي 2026 و2028 لاختبار تقنيات متقدمة.
يثير التحول السريع تساؤلات حول فوائد سياسية وتقنية وراء هذه الخطة الطموحة.
هل أصبح الوصول إلى كوكب المريخ أقرب مما كنا نتخيل؟ ربما هذا ما تحضّر له وكالة ناسا حالياً في خطوة مفاجئة أعلنتها تقارير صحفية أمريكية مؤخراً. فبحسب تقرير نشرته صحيفة بوليتيكو، تدرس ناسا إمكانية إرسال صواريخ باتجاه المريخ في أقرب وقت خلال العام القادم، وهو ما يمثل تحوّلاً كبيراً وغير متوقع في خطط الوكالة.
وجاءت هذه الأخبار بعد اجتماع رسمي عُقد الشهر الماضي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، والذي ألمح بيان البيت الأبيض بعده إلى تعاون مشترك ومتسارع بين البلدين بهدف إطلاق مهمات مريخية خلال فترة وجيزة. وتعتبر مثل هذه الخطوة مفاجئة حتى لأوساط العاملين في ناسا ذاتها، حيث أكّد مسؤول رفيع المستوى - طلب عدم الكشف عن هويته - أن موظفي ناسا الذين يفترض أنهم مطلعون على مثل هذه الخطط، لم يتم إبلاغهم مسبقاً بالتوجه الجديد مما أثار الكثير من التكهنات والنقاشات داخل أروقة الوكالة.
وتمهيداً لهذا التحرك السريع، قالت المتحدثة باسم ناسا بيثاني ستيفنز للصحيفة ذاتها أن الوكالة تدرس حالياً جميع الفرص المتاحة، بما في ذلك نافذة الإطلاق في عامي 2026 و2028، وذلك لاختبار تقنيات متقدمة وهامة من شأنها أن تمكن البشر في المستقبل القريب من الهبوط بأمان على سطح المريخ.
هذا التحول الاستثنائي يثير تساؤلات عديدة، خاصة مع تعوّد العالم على خطط واضحة وطويلة المدى كانت تعلن عنها وكالة الفضاء الأمريكية من قبل. وربما كانت هذه الخطوة المفاجئة مدفوعة برغبة سياسية في تأكيد ريادة الولايات المتحدة في مجال الفضاء، أو ربما هي انعكاس لفرصة تقنية جديدة توافرت مؤخراً وفتحت أفقاً واسعاً من الإمكانات لم تكد تكون متاحة سابقاً.
وفي حال تحقق هذه الخطوة بالفعل، فإننا سنكون على موعد مع مرحلة جديدة كلياً من استكشاف الفضاء والاندفاع نحو الكوكب الأحمر. فبعد نجاح مهمات القمر الأخيرة ضمن برنامج "أرتميس"، يبدو أن وكالة ناسا تريد الاستفادة من هذه الخبرات والتقنيات المكتسبة ونقلها سريعاً باتجاه المريخ، لتعزيز فرص البشر بالتواجد هناك في العقود القليلة القادمة.
تبقى الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، ونأمل أن تحافظ وكالة ناسا على نهجها المعتاد من الشفافية والتواصل الواضح مع كافة الجهات العلمية والإعلامية. فتحديد الأهداف بوضوح وإشراك الجمهور قد يجعل مثل هذه المشاريع الجريئة أسهل فهماً وقبولاً، ويساهم في اكتسابها دعم المجتمع الدولي والشعب الأمريكي على السواء—وربما يكون من المفيد إجراء تواصل أكثر دقةً مع العاملين في الوكالة نفسها لضمان تضافر الجهود والعمل المشترك بنجاح. هذا الانفتاح سيساعدنا جميعاً، نحن البشر العاديين، على استيعاب مدى أهمية وقيمة هذه المغامرة الفضائية القادمة.