ذكاء اصطناعي

في محاولة لدخول السوق الصيني.. مارك زوكربيرغ تعاون “يدًا بيد” مع بكين لتطوير أداة رقابية

فريق العمل
فريق العمل

3 د

اتهمت مديرة سابقة في "ميتا" مارك زوكربيرغ بالتعاون الوثيق مع الحكومة الصينية لتطوير أداة رقابية.

تزعم وثائق قدمتها للجهات التنظيمية الأميركية أن الشركة فكرت في مشاركة بيانات المستخدمين مع الصين.

نفت "ميتا" الادعاءات، مشيرة إلى أن الموظفة التي سربت المعلومات أُقيلت قبل ثماني سنوات.

رغم المحاولات المتكررة، فشلت "ميتا" في دخول السوق الصينية بسبب متطلبات الرقابة الحكومية الصارمة.

في تطور مثير للجدل، كشفت مديرة سابقة في شركة "ميتا" (المعروفة سابقًا باسم فيسبوك) أن الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ تعاون "يدًا بيد" مع السلطات الصينية في محاولة لدخول السوق الصينية، بما في ذلك تطوير أدوات رقابية تتيح لبكين التحكم في المحتوى المنشور على المنصة.


ادعاءات بالتعاون الوثيق مع الحكومة الصينية

في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، صرحت سارة وين-ويليامز، التي كانت تشغل منصب مديرة السياسات العامة العالمية في "ميتا"، بأن الشركة درست تنفيذ سياسات رقابية صارمة لصالح الحكومة الصينية، بما في ذلك حجب المنشورات الفيروسية (الأكثر انتشارًا) حتى تتم مراجعتها من قبل المسؤولين الصينيين. كما أشارت إلى أن "ميتا" فكرت في مشاركة بيانات المستخدمين مع الصين استجابة لضغوط من مسؤولين رفيعي المستوى في الحزب الشيوعي الصيني.

وين-ويليامز، التي تستعد لنشر كتاب عن تجربتها داخل "ميتا"، تقدمت أيضًا بشكوى رسمية إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC)، كشفت فيها عن تفاصيل مزعومة حول خطط "ميتا" لدخول السوق الصينية في عام 2015. وأوضحت أن تلك الخطط تضمنت تطوير نظام رقابي يمكن تعطيله بالكامل أثناء "الاضطرابات الاجتماعية"، إضافة إلى دراسة تقييد حساب أحد أبرز المعارضين الصينيين المقيمين في الولايات المتحدة تحت ضغط من مسؤول صيني كبير.


مخاوف من تضليل المستثمرين والمنظمين الأميركيين

اتهمت وين-ويليامز قيادة "ميتا" بتقديم معلومات مضللة أو غير دقيقة بشأن استراتيجيات الشركة المتعلقة بالصين، مشيرة إلى أن المديرين التنفيذيين تجنبوا الإجابة عن الأسئلة المباشرة من المستثمرين والجهات التنظيمية الأميركية حول خططهم في الصين.

ورغم هذه الادعاءات، نفت "ميتا" هذه الاتهامات بشدة. وفي تصريح لمجلة Fortune، وصف متحدث باسم الشركة هذه المزاعم بأنها صادرة عن "موظفة تم إنهاء خدماتها منذ ثماني سنوات بسبب أدائها الضعيف".

وأضاف المتحدث:


"نحن لا نقدم خدماتنا في الصين اليوم، ولم يكن سرًا أننا حاولنا سابقًا دخول هذا السوق كجزء من رؤية فيسبوك لربط العالم. هذه المحاولات تمت تغطيتها إعلاميًا منذ أكثر من عقد. في النهاية، قررنا عدم المضي قدمًا في تلك الأفكار، وهو ما أعلنه مارك زوكربيرغ في عام 2019."


هوس زوكربيرغ بالسوق الصينية

لطالما كانت الصين هدفًا استراتيجيًا لزوكربيرغ، الذي وصفها في مناسبات عديدة بأنها "السوق التي لم يتمكن من غزوها بعد". ووفقًا لوين-ويليامز، فقد كانت الصين بمثابة "الهوس الأبيض" (White Whale) بالنسبة له، أي التحدي الأكبر الذي سعى لتحقيقه بأي ثمن.

وقالت في حديثها لـ BBC:


"لقد كان يعمل يدًا بيد مع الحزب الشيوعي الصيني لبناء أداة رقابية، وهو ما يتعارض مع المبادئ التي قامت عليها فيسبوك."

ورغم محاولاته المكثفة لدخول السوق الصينية، أقر زوكربيرغ في خطاب له عام 2019 بأنه لم يتمكن أبدًا من التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الصينية حول الشروط التي ستسمح لـ"ميتا" بالعمل هناك، مضيفًا أن السلطات الصينية "لم تسمح لنا بالدخول".


السوق الصينية.. الفرصة الضائعة لميتا

تُعرف الصين بفرضها رقابة صارمة على الإنترنت من خلال ما يُعرف بـ"الجدار الناري العظيم" (The Great Firewall)، والذي يحجب منصات غربية كبرى مثل فيسبوك، إكس (تويتر سابقًا)، وتشات جي بي تي. ومع ذلك، فإن السوق الصينية، التي تضم أكثر من مليار مستخدم إنترنت، تمثل فرصة اقتصادية هائلة لأي شركة تقنية تستطيع اختراقها.

ذو صلة

بدلًا من الاعتماد على المنصات الأجنبية، طورت الصين بدائل محلية ناجحة، مثل وي تشات (WeChat)، ويبو (Weibo)، ودوين (Douyin)، وهو النسخة الصينية من "تيك توك"، وهي منصات تحقق عوائد إعلانية ضخمة في السوق الصينية.

لكن، رغم المحاولات المتكررة، يبدو أن "ميتا" لم تتمكن من إيجاد موطئ قدم لها في الصين، ما يعكس التحديات التي تواجهها الشركات الغربية أمام الرقابة الصارمة التي تفرضها بكين.

ذو صلة