ذكاء اصطناعي

قال إنها انتهت… لكنها عادت: ترامب يعيد فرض الرسوم على الأجهزة الإلكترونية القادمة من الصين

قال إنها انتهت... لكنها عادت: ترامب يعيد فرض الرسوم على الأجهزة الإلكترونية القادمة من الصين
فريق العمل
فريق العمل

3 د

تصريحات أمريكية متناقضة حول الرسوم الجمركية على الإلكترونيات تثير ارتباكًا اقتصاديًا.

أكد ترامب عدم وجود استثناءات للرسوم، مشددًا على تصنيع المنتجات محليًا.

تسعى الإدارة لإعادة صناعة الإلكترونيات إلى الولايات المتحدة لأسباب أمنية.

تواجه الشركات التكنولوجية ضغوطًا للعودة إلى الإنتاج داخل الأراضي الأمريكية.

وسط حالة من التضارب والتناقض في التصريحات الأمريكية بشأن الرسوم الجمركية على الإلكترونيات المستوردة، يبدو أن البيت الأبيض عاد ليغير موقفه خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد تصريحات سابقة ألمحت إلى استثناء بعض الإلكترونيات، مثل الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة، من هذه الرسوم.


ترامب يوضح موقفه: "لا استثناء لأحد"

في تصريح مباشر نشره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصته Truth Social يوم الأحد، نفى ترامب بشكل صريح وواضح إعلان الاستثناءات الذي صدر يوم الجمعة الماضي، مؤكدًا أن


"لا أحد سيُستثنى من المساءلة بسبب الاختلالات التجارية غير العادلة والحواجز الجمركية التي طبقتها دول أخرى ضد الولايات المتحدة، وعلى رأسها الصين."

وشدد ترامب على ضرورة التعامل بالمثل مع هذه البلدان، مضيفًا أن إدارته تعمل على توفير المزيد من الوظائف الأفضل أجورًا عبر تصنيع هذه المنتجات داخل الولايات المتحدة.

ولم يقتصر تصريح ترامب على نفي الاستثناءات فقط، بل أعلن بوضوح عن مراجعة شاملة لسلسلة التوريد الخاصة بصناعة الإلكترونيات من منظور الأمن القومي والتصنيع المحلي.


المسؤولون يوضحون الموقف: استثناء مؤقت أم مجرد نظام جمركي مختلف؟

من جانب آخر، تحدث الممثل التجاري الأمريكي جيمسون غرير في لقاء تليفزيوني مع قناة CBS، وأوضح أن ما حدث ليس استثناءً بالمعنى الحرفي، بل مجرد انتقال لوضع الإلكترونيات والرقاقات الإلكترونية - مثل أشباه الموصلات - داخل نظام جمركي آخر مختلف. وكشف أن الهدف الأساسي هو نقل صناعة هذه المنتجات بشكل كامل إلى الأراضي الأمريكية، مؤكدًا أنه لن يُسمح لأي دولة بالالتفاف أو التفاوض على هذه المسألة.

بينما أكد وزير التجارة هوارد لوتنيك عبر قناة ABC أن الاستثناء الذي تم الإعلان عنه ليس سوى وضع مؤقت. وأشار لوتنيك إلى أن الإدارة تستعد خلال الشهر أو الشهرين القادمين فقط لتطبيق الرسوم الجمركية على الإلكترونيات بآلية جديدة تعتمد على مفهوم الأمن القومي، مؤكدًا أن هذه المنتجات يجب أن تصنع داخل أمريكا لتعزيز الاستقلال والاكتفاء الذاتي.


حالة من الارتباك في الوسط الاقتصادي

هذه التصريحات المتناقضة بين مختلف المسؤولين أثارت تعليقات وردود فعل حادة في الأوساط الاقتصادية ورجال الأعمال. فقد وُصفت سياسات الرئيس ترامب من جانب بعض المستثمرين والرؤساء التنفيذيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنها "مخيفة"، و"مربكة" و"غير مدروسة". المحلل المعروف لشبكة فوكس بيزنس تشارلز جاسبرينو وصف سياسات الرسوم الجمركية لترامب بـ "مشهد حزين وغير مفهوم" وقال إن هوارد لوتنيك تحديدًا كان متحدثًا ضعيفًا وغير موثوق في نقل الصورة الواضحة لخطة الإدارة.

من جانبه، غرّد أنتوني سكراموتشي، وهو رجل أعمال ومسؤول سابق بالبيت الأبيض قائلًا


"لقد أصبح واضحًا الآن أن الإدارة لا تدرك حقًا إلى أين تتحرك في سياستها الاقتصادية والتجارية."

ونقلت صحيفة الواشنطن بوست تصريحًا للخبير الاقتصادي دين بيكر من مركز البحوث الاقتصادية والسياسية قال فيه:


"إذا أردت حقًا تطبيق سياسة صناعية ناجحة، فعليك أن تقدم الوضوح للمستثمرين والشركات. ما يحدث الآن عكس ذلك تمامًا. هذه ليست الطريقة المثالية لإدارة اقتصاد قوي."


ضغوط على شركات التكنولوجيا للعودة إلى أمريكا

ورغم كل هذه المواقف والتصريحات المتناقضة، يبقى هدف ترامب المعلن واضحاً، وهو الضغط على كبرى الشركات التكنولوجية والتصنيع حول العالم - وفي مقدمتها Apple، TSMC وNvidia - للعودة إلى الأراضي الأمريكية وإعادة إنتاج أشباه الموصلات والإلكترونيات محليًا. الناطقة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قالت إن هذه الشركات تسارع الخطى لإعادة خطوط إنتاجها إلى الولايات المتحدة بأسرع وقت.

ذو صلة

تأتي هذه المستجدات ضمن سلسلة طويلة من التغييرات التي شهدتها السياسة التجارية الأمريكية في عهد ترامب، بعد إعلانه مؤخرًا ما أسماه "الرسوم الجمركية المتبادلة" بشكل واسع النطاق، خاصة ضد الصين بواقع 145%، وأدى ذلك إلى توترات مستمرة على الساحة الاقتصادية والتجارية العالمية.

أخيرًا، يبقى السؤال مطروحًا: هل سنشهد خلال الأيام المقبلة موقفًا أكثر وضوحًا للبيت الأبيض يزيل غموض هذه الأزمة؟ أم سنستمر في متابعة موجات من التصريحات المتناقضة؟ الأيام وحدها ستثبت توجهات الإدارة الأمريكية في هذا الملف الحيوي.

ذو صلة