ذكاء اصطناعي

مصطفى سليمان: سرّ النجاح شيء واضح… لكن قليلين يطبقونه!

مصطفى سليمان: سرّ النجاح شيء واضح… لكن قليلين يطبقونه!
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

مصطفى سليمان يتحدث عن تكامل الإنسان والذكاء الاصطناعي في المستقبل.

سيشرف البشر على أدوات الذكاء الاصطناعي لإدارة المهام اليومية بفعالية.

يدعو سليمان الشباب لاختبار الذكاء الاصطناعي وتعلم إمكانياته بأنفسهم.

يؤكد سليمان أن التقنية ستحقق مكاسب إيجابية واقتصادية في المستقبل.

يقدم سليمان رؤية للتفاعل الواقعي بين الإنسان والذكاء الاصطناعي بعيدًا عن المخاوف.

في زمن تتزايد فيه المخاوف والتكهنات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياتنا، خرج مصطفى سليمان، المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي وأحد مؤسسي شركة "ديب مايند" التابعة لجوجل، برؤية لافتة للنظر حول هذه التقنية الواعدة، مقدمًا أيضًا بعض النصائح المفيدة للشباب الذين يسعون للاستفادة منها بصورة إيجابية.


علاقة تكاملية مع الذكاء الاصطناعي مستقبلاً

في مقابلة له على بودكاست "Big Technology"، تحدّث سليمان بشكل واضح ومباشر قائلاً:


"بعد عشرة أو خمسة عشر عامًا، لن يكون شكل يومك العملي كما هو اليوم".

وأضاف موضّحًا أن الدور الأساس للبشر سيصبح أشبه بالإشراف على أدوات الذكاء الاصطناعي، وإدارتها، وتوجيهها لإنجاز المهام المطلوبة، والتأكد من النتائج والجودة. وسيصبح الاعتماد أكبر على ما يصفه "بعلاقة تكاملية متبادلة"، حيث يعمل الإنسان جنبا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي بطريقة متناغمة لاستكمال الأعمال اليومية بكل فعالية.

ورغم أن تقنية الذكاء الصناعي لا تزال محلّ جدل وتوقعات عالية، لم يتحقق معظمها بعد مثل تحقيق طفرات كبيرة في الطب أو تقديم حلول جذرية للأزمات المناخية، إلا أن سليمان يؤكد أننا بدأنا بالفعل نشعر بتأثير التقنية على حياتنا اليومية.

اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي حاضرًا ومؤثرًا في مجالات متعددة، ما يثير قلق الكثيرين من تطبيقاته السلبية المحتملة مثل استخدامه في الشؤون العسكرية، أو اعتماده من قبل الشركات بديلا عن الموظفين من البشر. حتى إن ديميس هاسابيس، الشريك المؤسس الآخر لشركة "ديب مايند"، عبّر سابقًا عن مخاوفه من أن يصبح في المستقبل مشابهًا للدور الذي قام به عالم الفيزياء الشهير روبرت أوبنهايمر مخترع القنبلة النووية، في إشارة لمسؤوليته الشخصية عن عواقب تقنية كبيرة في التاريخ.

لكن، رغم هذه المخاوف، يؤكد سليمان ثقته بقدرة الذكاء الاصطناعي على تحقيق مكاسب إيجابية للبشرية، معتبرًا أن نظام الابتكار سيتسارع خلال الفترة المقبلة، إذ ستصبح هذه التقنيات أكثر انتشارًا وأقل تكلفة بكثير.


نصيحة واضحة وبسيطة للشباب: جرّبوا وتعلموا!

وبشأن أصحاب الأجيال الجديدة، وجّه سليمان نصيحة عملية وبسيطة بشكل كبير، قائلاً:


"الأمر شبيه بسؤال عما يجب أن يفعله الشباب حين أتيحت لهم الإنترنت أول مرة. الجواب واضح جدًا؛ استخدموها، اختبروا إمكانياتها، جرّبوا وتعلموا، واستكشفوا قدراتها بأنفسكم بلا خوف من الأخطاء".

يعتقد سليمان، الذي بنى مسيرته المهنية حول تأسيس شركات تكنولوجية ناجحة، أن مستخدمي التقنية، وليس فقط المطورين أو الشركات العملاقة، هم الذين يساعدون بشكل كبير في تحديد مستقبل التكنولوجيا وآفاق تطورها وطرق الاستفادة منها.

وقال:


"التجارب السابقة علّمتنا مرارًا أن الناس هم من يبتكرون طرق استخدام التكنولوجيا، بما يفوق توقعات المطورين أنفسهم. هذا سيحدث أيضًا مع الأجيال الشابة، التي ستكتشف من خلال استخدامها ومغامرتها مع الذكاء الاصطناعي أمورًا لم تخطر على بال أحد سابقًا".

هذه الفكرة البسيطة ـ التي تبدو ظاهريًا واضحة ـ تحمل في داخلها توجيهًا هامًا وواقعيًا للشباب؛ البدء في التفاعل مع هذه النماذج الذكية عمليًا وعلى نطاق واسع، واكتشاف مزاياها وعيوبها أيضًا.

وفي ختام حديثه، قال سليمان بوضوح:

ذو صلة

"جميع من يهتم بهذه التقنية عليه أن يختبرها بنفسه، أن يلعب بها دون حدود، أن يحتفظ بعقل منفتح لاستكشاف كافة الإمكانيات. وعندما تبدأون في التلاعب بها واختبار حدودها وإمكانيّاتها، ستتعرفون أيضًا على عيوبها وجوانبها السلبية، وستصبح لديكم رؤية عملية وواقعية بعيدة عن الضجة الإعلامية والهالة المحيطة بها".

بهذه الرؤية المبسطة والواضحة، يبدو أن علاقة الإنسان المستقبلية مع الذكاء الاصطناعي تتجه نحو التكامل والشراكة والتفاعل الواقعي، بدلًا من الخوف أو التوتر الذي يصاحب عادة التقنيات الجديدة. ويبقى التحدي الحقيقي هو كيف سنتبنى هذه التقنية ونطوّر مهاراتنا الخاصة للتعامل معها بشكل إيجابي وواقعي، استعدادًا للعصر القادم الذي تقوده التكنولوجيا بشكل غير مسبوق.

ذو صلة